أحب شابا أعلى مستوى تعليمي واجتماعي مني، ولا أعرف شعوره نحوي، فما الحل؟

2016-01-19 01:47:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

نشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع.

أنا أحب شابا، ولا أعلم إن كان يحبني أم لا، وأتعذب بهذا الحب، فهذا أول مرة أجرب شعور الحب، فرغم إنه إحساس جميل إلا إنه صعب أيضا، والذي أحبه أعلى مني في المستوى التعليمي والاجتماعي.

أنا أريد أن أعترف له بحبي، لكنني خائفة من ردة فعله، أصلي وأدعو الله أن يجعله نصيبي، أنا محتارة ولا أستطيع النوم ولا التفكير، فبماذا تنصحونني؟ لا أعرف ماذا أفعل؟

وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maroua حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نحن نتفهم تماما ما تتحدثين عنه، وندرك ما ألم بك وأصابك من الهم والحزن، وهو أمر طبيعي ناتج عن ولوجك هذا الدرب من غير معرفة سابقة، ولا استشارة رادعة، وإننا هنا سنحاول أن نوجد لك المخرج -إن شاء الله تعالى-.

ثانيا: من الأمور البديهة -أختنا الكريمة- أن الزواج رزق مكتوب، وهو قدر قدره الله من قبل أن يخلق الله السموات والأرض، ففي الحديث رواه مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات، وكان عرشه على الماء "، وهذا يهدئ روعك، فمن كتبه الله لك زوجا سيأتي في الوقت الذي حدده الله لك، وأنت معززة مرفوعة الرأس.

ثالثا: يطمئنك -أختنا- ويهدئ روعك كذلك أن قضاء الله هو الخير لك، وما قدره الله لك من عطاء هو خير مما أردتيه لنفسك، فاطمئني وتذكري دائما أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ". فكوني على يقين بأن اختيار الله لك هو الأفضل دائما، وهنا سيطمئن قلبك ويستريح، وقد يكون ما تظنيه اليوم شرا هو الخير.

رابعا: إننا -أختنا- لا ننصحك أبدا بأن تخبري الشاب بهذا الأمر، أو أن تخبري أحدا قط، واعلمي أنك لو أخبرتيه أو راسلتيه فأحد أمرين :
إما أن يستجيب لندائك، وهذا بالطبع يقلل صورتك أمامه طيلة الزواج، وقد يورث الشك في قلبه تجاهك، وإما أن يرفضك، وهذه طعنة غائرة لفتاة في مثل عمرك، وإما أن يتلاعب بك وهذا أكثر الحاصل للأسف الشديد، وكل هذه النتائج هي ضرر لك، وهذا الفعل نعني الإخبار بنفسك، أو عن طريق وسيط ضرره عليك شديد وعواقبه وخيمة.

خامسا: انشغلي -أختنا- بما يصلحك واتركي هذا الأمر بالكلية، وثقي أن الله لو قدره لك سيأتي، وإن لم تفعلي ذلك -أختنا- وتركت نفسك لهذه الهواجس التي ينميها الشيطان، فإنها ستورث عندك الهم والغم وضيق الصدر والخوف والقلق، وكل هذا أنت من صنعتيه بيدك.

وأخيرا: نريدك أن تكثري من الدعاء أن يرزقك الله بالرجل الصالح، فأنت لا تعلمين إن كان هذا صالحا لك أم لا، ولا تدرين هل تسعدين معه أم لا، دعي هذا الأمر لله، وأكثري من الدعاء أن يرزقك الله الرجل الصالح .

نسأل الله العلي القدير أن يرزقك الله زوجا صالحا برا تقيا، يعينك على أمر دينك ودنياك، والله المستعان.

www.islamweb.net