نصائح لمطلقة يرغب زوجها في إرجاعها مع خشيتها من عودة المشاكل بسبب أهله
2004-12-27 23:17:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت أنا منذ 5 أشهر، ولكني طلقت بعد شهرين بناء على طلب مني، فقد كنا في شجار دائم؛ لأسباب متعددة، وكان زوجي شديد الانفعال لأقل الأسباب، فأنا عنيدة وكذلك هو، وهو يكبرني بشهر واحد، وعمرنا 25 سنة.
كانت أسباب المشاكل تتنوع بين شجار معي بسبب عملي كمهندسة، مع العلم بأنه ضابط شرطة، أو لأنه يريد الخروج ليلاً مع أصدقائه، أما أكبر المشاكل فكانت بسبب تدخل أهله في حياتنا، حيث إن زوجي شديد الاقتناع برأي أهله، بغض النظر عما أريد.
وقد قام أهله بتفسير معظم أفعالي بصورة خاطئة، وبأنني أمنعه من زيارتهم، مع علمهم بمواعيد عمله الصعبة، فقد كنت أذهب لأهلي وحدي؛ فتعددت خلافاتي معه، إلى أن قامت أمه ذات يوم بالتحدث إلي في التليفون وأهانتني، عندئذ أخبرته أنه لابد له من إظهار مضايقته لما حدث؛ حتى لا يتكرر، فقام باتهامي أني أحرضه على أهله، وتشاجر معي، كانت مشاجرتنا دائماً تنتهي بضربي، مع سماعي لألفاظ لم أتعودها بطبيعة مستواي الاجتماعي الطيب.
استمر زواجنا بعد هذا الموقف 10 أيام فقط، فقد كانت أمه عند ذهابه إليها تقوم بالحديث معه عني، فيعود إلى المنزل، ويتشاجر معي، الآن عرفت منه هو أيضاً أنه كان يقوم بالشجار معها هي أيضاً دون إخباري.
وفي أحد الأيام واجهته بأنهم يقومون بإثارة الخلافات بيننا؛ فقام بضربي ضرباً مبرحاً؛ فطلبت الطلاق، وقام بتطليقي بعد شهرين ونصف من زواجنا.
أتى إلي أهلي ليلتها، وقاموا بالاتصال بوالده، ورفض الحضور لانشغاله بعمله عدة أيام، فقمت بعمل محضر شرطة، وذهبت إلى المستشفى يومها، وأخذت العفش في اليوم التالي، فأتى والده يطلب تراجعنا، ولكننا أظهرنا استحالة العيش مرة أخرى.
استمر الوضع كذلك 20 يوماً، بعدها قمت بالاتصال بزوجي، وأظهرت رغبتي في العودة؛ فأخبرني أنه قام بردي، ولكن المشكلة أنه تستحيل العودة، وأخبرني أنه قام بعمل محضر سرقة لوالدي أنه سرق عفشي، وطلب مني استرضاء أهله أولاً؛ فقمت بمكالمة والده، ولكن زوجي لم يرض عما فعلته، وأن علي مكالمة والدته أيضاً، فرفضت؛ فقام بإهانتي.
وبعد أسبوع قام بالاتصال بي، وأخبرني أنه يريد محادثة أهلي، وجاء والده، ثم جاء هو، وقاموا بالاعتذار لأهلي، مع إبداء ملاحظة أني أهم أسباب ما حدث، بعد ذلك أخبرني زوجي أنه لن يقوم بإرجاعي حتى أذهب لأمه وأعتذر إليها؛ فقلت له: سأحدثها في الهاتف؛ فكلمتها، فقامت بإهانتي إهانة شديدة جداً، فأخبرته بذلك؛ فتشاجر معها، ثم أقنعه والده بضرورة مجيئي إليها، فرفضت، فأصر وأتى ليأخذني رغماً عني من بيت أهلي، فرفض أهلي وضع ذلك الأمر شرطاً لرجوعي، فجاء اليوم التالي لإرجاعي أنا والمنقولات على أن أذهب إلى والدته فيما بعد، فأحسست بعدم اطمئنان رهيب، ورفضت النزول معه، مع العلم بأنني أحبه جداً.
ذهب أبي للقاء والده، وأخبره بما فعلته أمه معي؛ فقام بإنكار معظم الأحداث كذباً، وأظهر لأبي أني التي أقوم بتحريض زوجي عليهم، وأقوم بالتكبر عليهم، ذلك الكلام الذي كان يقوله لي زوجي قبل الطلاق، وحاول الرجل إقناع أبي بأن أذهب إلى أمه الآن، ولكنه رفض.
ما أخشاه هو عصبية زوجي المستمرة في حالة الرجوع إليه، كذلك أخشى ضعف شخصيته، وتغيير رأيه المستمر بناء على رأي أهله، مع العلم بأنني قمت بأداء صلاة الاستخارة مرات عديدة، وتسير الأمور بسهولة في اتجاه الرجوع، ولكن قلبي غير مطمئن.
ماذا عساي أن أفعل؟ مع العلم بأنه مطلوب مني إعطاء قرار نهائي غداً إن شاء الله، يلح علي زوجي بالرجوع إليه مع تنفيذ كل مطالبي، ولكني أخشى من تغير معاملته لي بعد عودتي، خصوصاً بعد التنازل عن المحضر الذي يعطيني حق التطليق منه للضرر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ss حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: أُرحب بك على موقع الشبكة الإسلامية، وأتمنى أن نكون عند حسن الظن، وأن يوفقنا الله تعالى لما فيه الخير والرضا، اللهم آمين.
وإننا في البدء لنأسف على التأخير، لا سيما ورسالتك مستعجلة؛ لأنك كما ذكرت كان يجب عليك أن تبدي رأيك في الرجعة خلال يوم، ونرجو الله تعالى أن تكوني قد رجعت لبيت الزوجية.
قرأت رسالتك جيداً وما تحتويه، ونقول مستعينين بالله تعالى: اعلمي أيتها الأخت الكريمة أن الحياة الزوجية قلّما تخلو من المشاكل، سواء بين الزوجين أنفسهم أو بين أحدهما وأهل الآخر، أو بسبب الأولاد .. وهكذا، وهذا أمرٌ حتمي، ولك أن تذهبي لزيارة محاكم الأحوال الشخصية لتجدي المئات من الأزواج، ولكن كثيراً من الأزواج علموا هذه الحقيقة، وعالجوها بالعلاج الناجع، وهو الصبر والحلم، أي: عدم الانفصال.
وبهذا أختي فإن ما حصل بينكما لهو أمرٌ طبيعي في الحياة الزوجية أن تسوء العلاقة بين الزوجة وأهل زوجها، أو العكس، ولكن يجب تحكيم العقل، فالحياة الزوجية أكبر من أن تهتز بهذه المشاكل البسيطة، وعليه أرى اتباع الآتي:
أولاً: عليك بقبول الرجوع فوراً وبلا تردد إن كنت لم ترجعي حتى الآن.
ثانياً: ما دام الأهل قد تدخلوا في مشاكلكم وحلوها؛ فمن ضمن الحلول أن تسكنوا منفردين ولو في غرفة واحدة، وتنظموا حياتكم على هذا، حتى لا يكون هناك احتكاك بينك وبين أهله يولد مشاكل.
ثالثاً: أنت كمسلمة عليك أن تنصاعي أختي لأوامر ربك، وتذهبي فوراً وبلا تردد لأم زوجك، وتسلمي عليها، وتطلبي منها العفو والصفح فيما مضى، ألم تقرئي قول الله تعالى: (( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ))[الشورى:40]؟! فعليك الذهاب إليها إرضاءً لربك ثم زوجك؛ لكي تستمر الحياة الزوجية السعيدة رغم أنك غير مخطئة.
رابعاً: وبعد أن تصالحي أهل زوجك أختي أرجو أن تغيري سلوكك معه، فقد ذكرت بأنك عنيدة، وهذه من أكبر عيوب المرأة، بل ومن العوامل الرئيسة في قيام المشاكل الزوجية، ذلك أن الله قد أعطى القيادة لهذه الحكومة المصغرة -وهي الأسرة- للرجل، فهو رب الأسرة، وقد أعطى الله الزوج هذه القوامة، ويقتضي الأمر طاعته، ولهذا وردت النصوص بوجوب طاعتك له وعدم عناده ومعصية أمره إلا في معصية الله، فإن لم تنجحي في طاعته فإن المشاكل لن تنتهي بينكما، ولن تسعدي أبداً، ففي الحديث الصحيح: (جعل الله طاعة الزوجة لزوجها تعدل في الأجر الجهاد في سبيل الله).
وبهذا إذا وصلت أهل زوجك، وقمت بمصالحتهم، فهذا هو الوصل الحقيقي؛ لأنه ورد في الحديث أيضاً: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).
فسيري على بركة الله، واستعيني بالصبر والصلاة، والذكر والدعاء، والله معك، ونسأله تعالى أن يسعدكما في حياتكما. اللهم آمين.
وبالله التوفيق.