مشكلتي هي أخت زوجي فكيف أتعامل معها؟ أفيدوني.
2016-05-29 05:32:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوجة منذ 4 سنوات، وليس لدي من أستشيرهم في المشكلات التي تواجهني في حياتي مع زوجي، فأبي وأمي توفيا منذ صغري، وأختي الكبرى قد شكيت لها مرة عن مشكلة واجهتي فأصبحت تعايرني بها كل ما حدث خلاف بيننا.
وأما مشكلتي فتتخلص في أخت زوجي التي انتقلت منذ سنة وسكنت قريبة منا، فأنا لم تكن لدي مشكلة معها بالعكس كنت أحبها وأقدرها جدا، ولكنني لم أكن أرتاح أبدا بقربها رغم أنه لا يوجد مشاكل بيننا، كنت أقول لنفسي أنه الشيطان يريد تفريق القلوب، ومنذ شهور بحكم أنها أصبحت قريبة زادت الزيارات بيننا، وكنت أخبرهم دائما أنني لا أحب الزيارات المفاجئة، وأقول لهم أخبروني قبلها ولو بساعتين، ولكنها تتعمد أن تزورني بشكل مفاجئ، وأول ما تدخل من الباب تدخل كل الغرف، ثم تجلس في غرفة الجلوس، وأقول لزوجي أني لا أحب الزيارات المفاجئة فيتضايق ويخبرني بأنها ليست غريبة، ويكون سيء المزاج معي لعدة أيام، ويعاملني بجفاء.
أنا لدي أولاد صغار، والمنزل لا يكون في حالة لائقة لاستقبال أي شخص في أي وقت، وحتى أهلي أقول لهم أن يخبروني قبل مجيئهم، المهم علمت من فترة قريبة أن أخت زوجي أصبحت تتكلم عن بيتي عند أهلهم، وعن تنظيفي للبيت والملابس، ونظامي في ذلك، وعن علاقتي بسلفتي واهتمامي بزوجي والأولاد، وعلاقتي مع أهلي، مع أنها أمامي تخبرني عكس ما تتكلم به من ورائي، لكنني كنت ألاحظ تغير في وجهها عندما يفتح موضوع تكلمت فيه عني، وهي تفعل ذلك مع الكل، فقد علمت أنها تتحدث عن البيوت التي تذهب إليهم، وأن أهلها يعلمون بمجيئها فينظفون البيت كما العيد، وزوجي وإخوانه من النوع الذين يتكلمون عن زوجاتهم عند أهلهم بالسوء.
مثلا في فترة نفاسي في طفلي الثاني الذي لم يبلغ الشهرين لم أستطع التوفيق بين عمل المنزل ولدي، فكنت أسهر الليل مع طفلي، ولم أستطيع تجهيز الغداء كل يوم، فذهب وأخبر أخته، وقد سمعتها تقول لأخيها الآخر أن يهدد زوجته بالطلاق فسوف تخاف وتطيعه.
طلبي الآن هو أن ترشدوني في كيفية التعامل مع زوجي؛ لأنني لم أعد أشعر بالراحة بوجوده، فعندما يأتي للمنزل كأن غريبا أتى، أخشى أن يرى عيبا ويخبر أخته التي بدورها تنشر الخبر للكل أهل زوجي.
فقبل أن تنتقل أخت زوجي إلى منطقتنا كانوا يعاملونني بحب واحترام، أما الآن تغيرت معاملتهم، وقد واجهت زوجي بجزء من الكلام، وأصبحت المشكلة كبيرة بيننا، والآن لا أدر كيف أخبره بأنني أصبحت أتضايق منه، وأريد أن أبعد عنه قدر استطاعتي، وكل يوم أفكر بالطلاق، فذات مرة قال: إنه سيطلقني، تمنيت لو يفعل.
هل أنا مريضة نفسية؟ لأن معاملتي لأولادي هذه الفترة سيئة جدا، وأشعر بأني أعاني من الاكتئاب، وأشعر أني أعطي المواضيع أكبر من حجمها، وأرجو أن تدلوني على كتاب يساعد في تربية الأطفال، فطفلي عمره 4 سنوات.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في موقع الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:
لا تخلو أي بيت من وجود بعض المشاكل، وإن كانت تختلف من بيت لآخر، فقد وجدت في بيوت نبينا عليه -الصلاة والسلام-، وبيوت الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- وهذه الحياة لا تصفو لحد من الناس فهي مطبوعة على الكدر كما قال الشاعر:
حكم المنية في البرية جار * ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا * حتى يرى خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها * صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار
كلام الناس ونقدهم لا ينبغي التخوف منه بل يجب أن يتقبل بصدر رحب، فلولا الخصوم لما عرف الإنسان أخطاءه وجوانب القصور عنده، فهي منحة أكثر مما هي محنة، فإن تدبر الشخص كلامهم ووجد فيه صحة فيجب أن يبادر لإصلاح نفسه، وإن وجده مجانبا للصواب أعرض عنه ولم يعره اهتماما.
فينبغي عليك ألا تلتفتي لكلام الناس، وعليك أن تنظري في صفاتك وأعمالك، وكوني مجتهدة في تلافي الأخطاء، وإصلاح النفس، واستفيدي من التجارب في جميع المجالات.
استعيني بالله، ولا تعجزي، ولا تلقي باللوم على الآخرين فذلك هروب من الواقع، وقومي بأعمالك أولا بأول، ولا تتعللي ولا تغرقي في
جزئية على حساب أعمال أخرى لا تقل أهمية عما تقومين بها، فهنالك نساء لديهن أبناء كثر ويواجهن مشاكل كثيرة، ومع هذا فيجتزن تلك العقبات، ويعشن مع أزواجهن وأولادهن بسعادة غامرة.
عليك أن تعتمدي على الله أولا، ثم على نفسك ثانيا في قضاء أعمالك، وعليك بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة وزوجها علي -رضوان الله عليهما- حين جاءت فاطمة تشتكي من تعب العمل وتطلب منه خادما يعينها في أعمالها فقال عليه الصلاة والسلام لهما: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم) فقال علي -رضي الله- عنه فما تركت ذلك منذ أن سمعته منه فقيل له: ولا ليلة صفين؟ فقال: ولا ليلة صفين.
اطلبي من زوجك أن يقيمك ما بين الحين والآخر، وكوني متقبلة لنصحه، مواعدة له بتلافي القصور.
احذري من وساوس الشيطان وخواطره فهو يريد لك الخراب، وأن تهدمي بيتك بنفسك من خلال بث البغض في قلبك لزوجك، فعليك بكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان ووساوسه، وكوني دائما مجتهدة في نيل رضا زوجك، ولا تنامي إلا وقد جزت على رضاه.
تعاملي مع الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم، وكوني دائما مستعدة للمفاجئات، وخاصة من أخت زوجك طالما وقد عرفت طبعها، وعلمت موقف زوجك من تصرفاتها، فاجعلي بيتك على الدوام في أبهى حلة، وأحسن ترتيب.
اقتربي من زوجك أكثر، واهتمي به وبمظهره ومظهرك، ومظهر أبنائك، وابتدئي زوجك بعبارات الحب والغزل بالكلام المباشر وعبر الرسائل، وشاركيه هموم عمله، وأشبعي رغبته الجنسية، وأحسني من استقباله وتوديعه، وهيئي له سبل الراحة في بيته، فهو جنتك أو نارك كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
لا تكثري من التشكي له من أخته، وإنما بادري بالأعمال التي تجعله يفرق بين كلام أخته والواقع فيميل إليك من خلال ما يري لا إليها من خلال كلامها الذي سيظهر مصادما للواقع، واحتسبي الأجر والثواب من الله تعالى.
رتبي أعمالك بحسب أهميتها، وإياك تقدمي المهم على الأهم، أو الفرع على الأصل، وأعط كل ذي حق حقه، يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك (ضيفك) عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه) فهذا هو التوازن الصحيح.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة وسليه أن يصرف عنك كيد الكائدين، وشر كل ذي شر، وأن يؤلف بينك وبين زوجك، وأن يصلح أحوالكما، وأن يعينك على القيام بواجباتك.
لدفع الهم أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهما من أسباب تفريج الهموم، وكشف الكروب، ومن أسباب إمداد الله للعبد بالقوة، يقول الله تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال المحافظة على الفرائض، والإكثار من نوافل الصلاة والصوم، وغير ذلك من الأعمال فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة، كما وعد الله من توفر فيه هذا الوصف بذلك فقال جل وعلا: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، ويطمئن قلبك يقول الله عز وجل: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
نسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك.
أسأل الله لك التوفيق والإعانة والسعادة، وأن يصرف عنك الحساد والكائدين والحاقدين، اللهم آمين.