وسواس الانتحار يهاجمني وأخاف أن أنفذه يوما ما.
2016-06-16 02:44:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم .
جزاكم الله على هذا المنتدى الرائع، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.
مشكلتي هي أنني أصبت بنوبات هلع بعد ولادتي بابنتي الرابعة، ولكني تغلبت عليها، لكن المرض لم يتوقف إلى هذا الحد، بل وصل بي إلى حد الوسواس القهري، وسواس الانتحار والخلاص مما أنا فيه، لكني أتعب وأقلق حين أفكر في ذلك، ودائمة البكاء، أرى بناتي وتنهمر دموعي، فأنا لا أريد الانتحار.
كذلك وسواس الشك في الله تعالى وأنه لا يسمعني، لذلك لا يستجيب لي، وأخاف من ذلك وتزيد عندي نوبات الهلع مع هذا الوسواس.
أنا في حيرة من أمري، هل سأنفذ هذا الوسواس يوما ما، أنقذوني بالدواء المناسب، فأنا جدا تعبة، سمعت عن دواء البروزاك، هل هو مفيد لوسواس الانتحار؟ وكيف أستخدمه؟
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سلطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يا أختي الكريمة: اكتئاب ما بعد الولادة من الأمراض المنتشرة، ويقال إن 10 % من النساء يصبن بهذا المرض بعد الولادة، ويأتي في أشكال مختلفة، منها قلق ووساوس واكتئاب نفسي من بكاء مستمر وفقدان الرغبة في الحياة، وقد يكون هناك ميول انتحارية، لا أدري ماذا تقصدين بوسواس الانتحار، هل تفكرين في الانتحار بصورة متكررة أو تأتيك فكرة بأن يجب أن تنتحري وتحاولين طرد هذه الفكرة؟ فهناك فرق بين الرغبة في الانتحار وتكرار فكرة الانتحار وأن الشخص يقاومها.
على أي حال لأن العلاج المختلف بصورة أو أخرى، وبما أن هناك أعراض اكتئاب واضحة من بكاء وقلق ووسواس، وبالذات الخوف على البنات، ولك أربعة أطفال، فأنا أنصح إذا كان هناك إمكانية أن تراجعي طبيبا نفسيا لأخذ تاريخ مرضي مفصل، وفحص الحالة العقلية للتأكد من الأفكار الانتحارية أو الميول الانتحارية، وهل توجد هناك خطط أم لا؟ فهذه الحالة تحتاج لفحص الحالة العقلية، ومن ثم إعطاء الدواء المناسب.
البروزاك قد يكون مفيدا للوسواس، ولكن اكتئاب ما بعد الولادة بصورة عامة أنا أفضل استعمال السيرترالين إذا كان ليس هناك إمكانية لمقابلة طبيب نفسي، أفضل السيرترالين 50 مليجراما نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة ليلاً، و-إن شاء الله- المفعول يبدأ بعد أسبوعين، ويحصل التحسن من شهر ونصف إلى شهرين، وبعد ذلك يجب الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن 6 شهور، كما يجب دعمك نفسياً من قبل الآخرين، ومساعدتك في رعاية أطفالك، إذا كان ليس هناك إمكانية لمقابلة طبيب نفسي، وإلا فمقابلة الطبيب النفسي هي الأفضل في هذه الحالة.
وفقك الله وسدد خطاك.