الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنتِ بالفعل لديك وسواس قهري، والوسواس دائمًا يكون في هذه الصورة: أفكار افتراضية تتسلط على الإنسان، كثيرًا ما تكون مخيفة، سخيفة، وتؤدي إلى الكثير من القلق والحزن وشيء من الكدر في بعض الأحيان.
كل ما ذكرته – أيتها الفاضلة الكريمة – هو متعلق بالوسواس، ولديك شيء من المخاوف، ومن الناحية التشخيصية نُسمِّي حالتك هذه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، لأن الحالة يمكن أن تكون من الدرجة المتوسطة، ويمكن أن تكون من الدرجة الشديدة، أنت الحمد لله تعالى حالتك من الدرجة البسيطة.
كل الذي أرجوه منك هو أن تتجاهلي أعراضك، هذه ليست صحيحة أبدًا، لا تُناقشيها، أكبر إشكالية تحدث حين تأتي الناس الوساوس هو انخراط الناس في التفاصيل وفي المقارنات وبناء أشياء على معتقدات خاطئة مثل أن الإنسان يشعر بموته قبل أربعين يومًا، هذا كله كلام ليس صحيحًا، لا أساس له أبدًا في الحقيقة.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: تجاهلي هذه الوساوس، لن يحدث لك أي شيء، مارسي تمارين الاسترخاء التي أوردناها في استشارة إسلام ويب، وهي تحت رقم (
2136015) وعليك أن تُكثري من الاستغفار، وأن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تحرصي على أذكار الصباح والمساء، وأن تجتهدي في دراستك، واعرفي أن برَّ والديك بابٌ عظيم من أبواب إصلاح النفس وإزالة الخوف والوسوسة ونزول الطمأنينة على قلبك بإذن الله تعالى.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أنك محتاجة لدواء، والحمدُ لله توجد أدوية تُناسب عمرك، لكن الدواء لا بد أن يُوصف بواسطة طبيب، ولا بد أن يكون بعد موافقة والديك، تحدَّثي إذًا مع والديك، وإن وافقوا على الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم يوافقوا يمكن أن تذهبي إلى طبيبة الأسرة في المركز الصحي، وهنالك دواء رائع ورائع جدًّا يُعالج هذا النوع من الوسوسة، الدواء اسمه (فافرين) ويسمى علميًا (فلوفكسمين) والجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، وهي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تُرفع إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
الدواء غير إدماني، لا يؤثِّر على الدورة الشهرية أبدًا، وقطعًا يُفتِّتَ الوساوس ويزيلها تمامًا، وكذلك الخوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.