تبت إلى الله ولكن ضميري يؤنبني إلى الآن فأفكر بالانتحار!
2016-09-19 06:38:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة، أبلغ من العمر 16 عامًا، لا أعلم كيف أبدأ ولكن أشعر بأني محبطة وكئيبة، ولا داعي لي في هذه الحياة، ومريضة نفسية، قبل عدة سنوات قليلة كنت لا أصلي أبدا، ولا أتصدق، ولا أفعل الطاعات، كنت بعيدة عن ربي تمامًا، وأيضا كنت أمارس العادة السرية.
وكنت أتعرض للتنمر الشديد في المدرسة في المرحلة المتوسطة، وبسبب المدرسة والتنمر الذي كان يأتي لي أصبحت إنسانة مهزوزة الشخصية، وليس لدي ثقة في نفسي، وأهملت مظهري الخارجي ودراستي في المرحلة المتوسطة، وأصبحت كثيرة التفكير والسرحان، وزاد وزني كثيرًا؛ لأنني كنت أضع همومي في الطعام، وآكل بلا وعي، ولا أستطيع أن أنقص من وزني الآن؛ لأنني أفكر بأني كلما أريد أن أبدأ بالحمية ستأتيني مشكلة، أو هم، أو ضيق ولا أستطيع فعلها.
وقبل شهور أصبحت أصلي الصلوات الخمس كاملة -والحمد لله-، وأقلعت عن العادة السرية، ولي الآن 6 أسابيع متوقفة عن هذه العادة القبيحة، وأصبحت جيدة في دراستي، فأنا الآن في المرحلة الثانوية، وحصلت على المركز الأول مرتين في الاختبارات النهائية، وأصبحت أقلل من سماع الأغاني بعدما كنت أسمعها طوال اليوم، وأرقص وأشاهد مقاطع خليعة أحيانا.
يمكنكم القول بأنني تغيرت، ولكن تغيرت لأن الله ابتلاني حيث كنت أشعر بنوبات هلع وساوس موت، وضيقة قوية، وهموم وكوابيس، وكان هذا سبب في رجوعي إلى الله والطاعات.
المشكلة الآن أني أشعر بأنني لست سعيدة، وأن ربي لا يحبني وليس راض عني، ويأتيني شعور بأن الله سيسخط علي ويبتليني بأشد العقوبات، مع أني لا أزال أتقرب إلى الله كل يوم، وأحاول الخشوع في صلاتي، وأقرأ القرآن كل يوم، وليس لدي أصدقاء قريبين كي أخبرهم عن هذه المشاكل.
وأما عن عائلتي فكلما أريد أن أخبرهم أني متضايقة وحزينة لا يكترثون لي، ولا يهتمون بي أبدا، ويعتقدون أن ليس لدي هموم أو ضيقة بسبب عمري الصغير.
أرجو أن تساعدونني؛ لأنني وصلت بالتفكير إلى الانتحار، وأعلم أنه حرام وذنب عظيم، وأستعيذ بالله من الشيطان كلما فكرت بذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بكل هذا، أعانك الله وخفف عنك.
وأنا أريد أن أقول أيضا "سبحان الله تبارك الله" على هذا التغيير الذي قمت به، ومن نفسك، وما هذا بالنسبة إلي إلا مؤشر لهداية الله وتوفيقه لك، وليس العكس، كما ورد في سؤالك، فمن الواضح أن رعاية الله لك حتى وصلت إلى هذا الالتزام والخلق.
واحذري من خدع الشيطان، بأن يقول لك غير هذا، وبأن الله غاضب عليك، أو بأنه لن يقبل توبتك، فنحن نعلم بأن باب التوبة دوما مفتوح، ما لم تأت لحظة الموت، فاحرصي على إيمانك وصلاتك وعلاقتك بالله تعالى، وأما بقية الأمور فيمكن أن تحلّ شيئا فشيئا، وربما بالتدريج.
وسررت أيضا أنه بالإضافة للهداية والاستقامة، فقد استعدت همتك وتوفيق الله لك في الدراسة وعلاقات الصداقة، فهذا أيضا من نعم الله تعالى عليك، فاحرصي عليه وعلى رعايته.
فهيا يا رعاك الله، عيشي مع هذا الحال الطيب الذي وصلت إليه، ولو أتى عن طريق معاناتك بما وصفت من نوبات الهلع والقلق، المهم أنك خرجت من كل تجارب الماضي المؤلمة، وانظري إلى الإيجابيات الجميلة التي تحققت في حياتك، ولا تنظري فقط لنصف الكأس الفارغ.
وفقك الله، وإن شاء الله من صلاح لصلاح، ،من نجاح لآخر، وبانتظار أخبارك الطيبة.