الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلق المخاوف الوسواسي -خاصة من الأمراض- هو قلق منتشر جدًّا، والذي يظهر لي أن الناس قد فقدت الطمأنينة في زمننا هذا، والشيء الآخر هو: تعدُّد الفحوصات الطبية، وكثرة الأمراض، وكثرة موت الفجاءة، هذا أدَّى حقيقة لهذه الوضعية، أي الخوف المرضي، فلا تلومي نفسك أبدًا على ذلك، الذي يظهر لي أنك ربما تكونين حسَّاسة، أو أن شخصيتك تحمل الجوانب القلقية والجوانب الوسواسية البسيطة.
أيتها الفاضلة الكريمة: استعيني بالله تعالى، احرصي على أذكار الصباح والمساء، هذا مهمٌّ جدًّا، وأنا وجدُّتها واقية من هذه المخاوف، فاحرصي عليها جزاك الله خيرًا، وحين تُرددين هذه الأذكار يجب أن يكون ذلك بتمعُّنٍ وإدراكٍ تامٍّ، وتأمُّلٍ وتدبُّرٍ، هذا يغرس معاني جميلة حقيقة في نفوسنا، ويجعلنا في طمأنينة وأمان.
الشيء الآخر هو: اصرفي انتباهك تمامًا من هذه الأعراض من خلال: أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، إذا كنتِ في مرفقٍ دراسي فكوني مُجيدة، وكوني من المتميزين، وإذا كنت في عملٍ أجيدي عملك، وإذا كنت في البيت فأحسني إدارة وقتك، وكوني مفيدة لنفسك ولأهلك.
هذه هي الأسس التي أنصحك بها، عليك أيضًا بتمارين الاسترخاء، لأن الاسترخاء يمتص القلق، والقلق هو مكوّن رئيسي للوساوس وللمخاوف المرضية، تمارين الاسترخاء يمكن أن تتعلميها من خلال الاطلاع على أحد المواقع، أو تطلعي على استشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (
2136015) فيها الكثير من التوجيه والإرشاد المبسط، من يُطبقه طبعًا سوف يستفيد منه.
أيتها الفاضلة الكريمة: من المؤكد أنك تحتاجين لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، يمكنك أن تذهبي إلى الطبيبة في المركز الصحي إذا لم تستطيعي الذهاب إلى الطبيب النفسي، وعقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) يعتبر عقارًا مثاليًا لهذه الحالة، وهو سليم، غير إدماني، لا يؤثِّر على الهرمونات عند النساء، وهو متوفر في المملكة، ولا يحتاج لوصفة طبية، الجرعة هي نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناوله، دواء رائع، دواء ممتاز وبسيط جدًّا.
فاتخذي القرار المناسب بالذهاب إلى الطبيبة، وتحدَّثي مع والدتك حول هذا الأمر، ونهاية الأمر: أسأل الله تعالى الرحمة لوالدك، وحاولي أن تتصدقي له حتى ولو بالبسيط، هذا إن شاء الله تعالى يبعث فيك نوعا من الراحة، وادعُ له، (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وإن شاء الله تعالى أنت من هؤلاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.