أعاني من ضعف غريب في الذاكرة، حيث أني أنسى الأحداث القريبة

2016-08-15 06:23:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

مشكلتي بدأت باكتئاب منذ سنتين بأسباب عديدة، ولكن في هذه الأيام أعاني من ضعف غريب في الذاكرة، حيث أنني أنسى الأحداث القريبة، وأنسى إذا كنت فعلت هذا الحدث أم فكرت فيه فقط! وهذا ليس نوعا من الوساوس، حيث أني أمتلك خبرة طويلة مع الوساوس، وكنت آخذ أدوية Lexotanil Bromazepam 1.5
Cipralex 10mg للاكتئاب، لكني أوقفت استخدامهن.

أريد استشارتكم، ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: اضطراب الذاكرة في مثل سِنِّك وحسب الوضعية التي تحدثت عنها، وهو أنك كنت تعاني من اكتئاب نفسي، السبب هنا حقيقة هو سبب نفسي، ولا أقول هو ضعف في الذاكرة، إنما هو تشتت في التركيز، الإنسان القلق أو المكتئب حين يستمع أو يرى أو يسمع معلومة ما لا تُسجّل عنده في الدماغ ولا تُشفّر في مراكز الذاكرة حسب ما هو مطلوب، لذا حين يحاول استرجاعها والاستفادة منها لا يجدها بالصورة المطلوبة.

فالأمر لا علاقة له باضطراب الذاكرة الحقيقي المرضي العضوي، والذي نُشاهده لدى كبار السِّنِّ.

أخي الكريم: أعتقد أنك محتاج لإجراءات معينة بسيطة جدًّا:
أولاً: أريدك أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، وأهم شيء: تتأكد من مستوى الدم لديك، لأن ضعف الدم قد يؤدي إلى سوء في التركيز، وتتأكد أيضًا من مستوى هرمون الغدة الدرقية، لأن عجزها أيضًا يُضعف التركيز، كما أن مستوى فيتامين (ب 12) وفيتامين (د) يجب أن نتأكد منها، حيث إنها متعلقة بالصحة النفسية بصفة عامة وتحسين الذاكرة.

أنا لا أتوقع أن هناك سببا عضويا، لكن هذه تحوطات طبية مطلوبة.

الخطوة الأخرى هي: دائمًا أن تثق في مقدراتك، لا تُقلل من مقدراتك -أيها الفاضل الكريم- واتباعك لنمط حياةٍ معيَّن سوف يُحسِّن تركيزك، وأول أمر مطلوب منك هو النوم الليلي المبكر، السهر يُضعف التركيز لدى البعض، ونم نومًا مبكرًا، لأن ذلك يُتيح فرصة عظيمة لخلايا الدماغ ليتم ترميمها، والإنسان حين ينام مبكرًا ويُصلي الفجر في وقته مع الجماعة، إذا جرَّب أن يقرأ لمدة ساعة إلى ساعتين بعد ذلك سوف يجد أن مستوى الاستيعاب لديه رائعة.

عليك تجنب النوم النهاري، هذا مهم، وعليك بأن تُكثِّف ممارسة الرياضة، الرياضة أيضًا تُنشِّط كيمياء الدماغ، تُنشِّط المسارات العصبية المتعلقة بالتركيز، فهي ذات فائدة عظيمة جدًّا.

ونصيحتي الأخرى لك هي: ضرورة التوازن الغذائي، لابد أن تهتمَّ بغذائك، وأريدك أيضًا أن تُرفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تُجالس العلماء، أن تسمع المحاضرات، أن تقرأ، هذه كلها بواعث لأن تتحسَّن ذاكرة الإنسان، ويُعرف تمامًا، وقد أُثبت أن تلاوة القرآن بتمعُّنٍ وتدبُّرٍ وإجادة تُحسِّن الذاكرة، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.

فيا أيها الفاضل الكريم: اجعل لنفسك نصيبًا من هذا، وأريدك أيضًا أن يكون لك أهداف واضحة في الحياة. الهدف يُنشِّط الذاكرة، وأنتَ طالب صيدلة، وإن شاء الله تعالى على أعتاب التخرُّج، لابد أن تكون أهدافك واضحة، أن توسِّع من مداركك العلمية، أن تكون طموحاتك عالية بعد التخرُّج، وإن شاء الله تعالى تبدأ في الماجستير، وتعرف الآن أن الصيدلة السريرية هي أكثر فروع الصيدلة رغبة في سوق العمل.

بالنسبة للعلاجات الدوائية -أيها الفاضل الكريم-: الـ (لوكستونيل Lexotanil) لا أنصح باستعماله، لأن مركبات الـ (بنزوديزبين Benzodiazepine) حتى وإن ساعدتْ الإنسان على المدى القصير، فعلى المدى البعيد ربما تُخِلُّ بتركيزه، فلا تستعملها.

أما الـ (سبرالكس Cipralex) فلا بأس به إن كان هنالك اكتئاب نفسي حقيقي.

أنا أعتقد أن اتباعك لما ذكرته لك من إرشاد سوف يُساعدك كثيرًا، وإن أردت -أخي الكريم- أن تتابع مع طبيبك فهذا أيضًا أمر أقره وأؤيده تمامًا.

عمومًا: نشكرك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net