أدرس في تخصص لا أحبه، وأشعر بأن مجهودي يضيع سدىً، فما نصيحتكم لي؟
2016-09-20 06:14:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية في كلية الصيدلة، ومشكلتي أني دائما أطمح للحصول على معدل عالٍ في جامعتي؛ وذلك لأنني دخلت هذه الكلية دون رغبة مني، فوضعت هذا الهدف لي لأثبت أنني قادرة على الوصول لما أطمح، وقرأت عدة كتب، وأشاهد الكثير من الفيديوهات، وأقرأ الكثير من المقالات في التحفيز والتنمية البشرية، ولكن بعد كل الطاقة التحفيزية التي أحصل عليها سرعان ما أعود للشعور بالاكتئاب والحزن والفشل، وأشعر بالعجز لفعل أي شيء، لا أعرف ما السبب؟ ولكنني أظن بسبب أنني كنت أحلم بالدخول إلى كلية الطب منذ سنوات، وقدمت ما بوسعي، وضحيت بالكثير، وفشلت في تحقيق ذلك الحلم.
والمشكلة أني أوهم نفسي بأني أريد السعي وراء هدف جديد، وبعد فترة أشعر بأني أضحك على نفسي، ولا أعرف كيف أبدأ وماذا أفعل؟ لا أعرف إن كانت طموحاتي فوق قدرتي أم لا؟ لذلك لم أستطع تحقيق أي منها.
مشكلتي أيضا أنني لا أستطيع تقبل الفشل، لا أستطيع أن أكون شخصا بدون أهداف، رغم أن زملائي يمدحون ما أنا عليه، وأني أنجح في كل المواد، لكني لا أريد النجاح فقط، بل التفوق في مجال تخصصي.
وهذا ما جعلني أزرع في نفسي تقبل هذا الفرع رغم كرهي له، لكي أستطيع التقدم والتفوق فيه، لكن للأسف لم أحرز شيئا، ربما لأنني لم أستطع بذل كل طاقتي، وكل مرة أصاب بالخذلان.
أرجو المساعدة وإرشادي إلى طريق يخفف عني ما أنا فيه.
وجزاكم الله كل الخير والأجر والثواب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على الكتابة إلينا بما في نفسك حول دراستك وتخصصك، أعانك الله وفتح لك أبواب النجاح والتفوق.
من الصعب جدا على الإنسان أن ينجح أو يتفوق في موضوع لا يحبه أو يكرهه، فربما الخطوة الأولى المطلوبة منك في هذه المرحلة، أن تعتمدي على فرع الدراسة الذي تحبين، هل هي الصيدلة؟ وإن لم تكن اختيارك الأول، وإذا كانت الصيدلة فعليك أن تغيّري موقفك منها، وتنظري للجوانب الإيجابية فيها، وهي كثيرة لا تحتاجين مني أن أعددها لك، يمكنك أنت أن تعدديها. وإذا لم تكن الصيدلة فاحزمي أمرك، واختاري ما تريدين، وعلى الأقل مادة أو تخصصا تحبينه وترتاحين له.
وإن كنت أعتقد بأن الصيدلة اختيار جيد، ولكن، وكما ذكرت عليك تغيير موقفك منها، والإقبال عليها بحماس وتفاؤل، وكما يقال بأن العلم إذا أعطيته كلّك، أعطاك بعضه.
وحاولي أن تتعرفي على ما يمكن أن يقوي صلتك بكلية الصيدلة ودراستها، كأن تقوي علاقاتك بصاحباتك من الطالبات، أو تقوية العلاقة بجو الجامعة وكليتها التي تدرسين فيها... فهذه من الأمور التي تعزز رغبتك في متابعة الدراسة، والتطلع ليوم التخرج، وبتفوق إن شاء الله.
وفقك الله لما يحب ويرضى.