هل أصارح خطيبي بأني تكلمت مع شاب مرتين أو ثلاثا؟

2016-09-01 06:36:42 | إسلام ويب

السؤال:
هل أصارح ابن عمي الذي كان خطيبي، ثم فسخ منذ شهرين، هل أصارحه بأني تكلمت مع شاب مرتين أو ثلاث كان يسأل عني، والآن ابن عمي يسأل ويقول أني أكذب عليه، وأني عملت شيئا ما، ويقول أنه لا يريد أن يقيم علاقة مع كاذبة، هل أكذب عليه؟

أرجوكم أخبروني، ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، ونسأل الله أن يصلح شانكم، وأما جواب الاستشارة فيكمن في الآتي:
- عليك كفتاة متدينة تقوى الله ومراقبته في السر والعلن، واتركي الكلام مع الرجال الأجانب، وخاصة في أمور الزواج، فالعلاقة مع رجل اجنبي حتى ابن عمك فيها مخاطر كبيرة عليه وعليك؛ لأن شريعتنا حرمتها لما فيها من الخلوة المحرمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)، رواه البخاري برقم 5233، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2546،؛ ولأنها من مداخل الشيطان أن يصرح كل طرف للآخر بمشاعره، ثم يستدرجهم الشيطان إلى محرمات أخرى منها الكلام الخادش في الحياء من كلام الحب والغرام، ثم التواصل والنظرات المحرمة، كل ينظر للآخر نظرة شهوة، وهذا مخالف لمقتضى الإيمان بالله الذي يأمر بغض البصر.

قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}، [النور : 30]، ثم يحصل الاستدراج أكثر بأن يزين الشيطان كل طرف للآخر حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه.

والذي حدث من الحب الذي ذكرته إنما هو ميل قلبي، وأما الحب قبل الزواج فهو مجرد وهم وليس له حقيقة، وهذه عادة دخيلة على بلاد المسلمين.

- إذا تكلم معك ابن عمك أو أي شخص آخر، ويطلب أمور الزواج، فالذي نرجوه منك، أن تطلبي منه أن يتقدم لخطبتك رسميا عن طريق أهلك فإذا تمت الخطبة -فالحمد لله-، وإذا لم يتم فالخير في غيره، ولا ينبغي الحديث مع ابن عمك أو أي شخص آخر بهذا الخصوص.

- لا تخبري ابن عمك عن أي شيء في حياتك، فهو رجل اجنبي عنك، وليس مسؤولا عليك، واعتذري منه إذا ألح عليك في سؤاله، وأما خوفك انك تكوني كاذبة أمامه إذا لم تخبريه بالذي حصل فهذا مجرد هاجس فإخباره أيضا بتفاصيل لا تعنيه فهي كشف للأسرار، وقد يغضب أيضا، ثم لا يقبل بك زوجة.

المهم الواجب عليك شرعا أن لا تخبريه بشيء، واعتذري منه بأي عذر، فإذا فعلت ذلك فقد ارضيت الله تعالى، وإذا كان ابن عمك قد كتب الله أن تكوني زوجة له فسيكون، وإن لم يقدر الله أن تكوني زوجة الله فإخباره بما عندك فيه ضرر كبير، والله أعلم.

وفقك الله إلى كل خير، وأسعدك في الدنيا والآخرة.

www.islamweb.net