الوسواس والحزن جعلا مني فريسة للأحزان، فماذا أفعل؟

2016-09-21 01:14:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

عندي قلق منذ ولادتي بحصول مكروه لطفلتي، من شدة خوفي عليها وحبي لها؛ لأني ليس لدي خبرة، لكن بعد أن تعدت السنة والنصف من عمرها، صرت أقلق على نفسي جدا من أن أصاب بمكروه، وأتركها لوحدها، لكن سرعان ما أخرج نفسي من الوساوس، وأسلم أمري وأمرها لله تعالى.

أشعر أحيانا بوهن وتشوش تفكير وملل وقلق مفاجئ، ربما شوقا لأهلي بسبب بعدي عنهم منذ ثلاث سنوات؛ لأني لا أستطيع الحصول على فيزة زيارة لهم.

عندي وسواس، أي مرض أقرأ عنه أتخيله، ولكن بعد فترة قصيرة أكتشف أني بخير، أشك أني أصبت باكتئاب الحمل، ولم أتعالج منه.

لكني فورا ألجأ للقرآن والصلاة بخشوع والاستغفار كثيرا، فأحس بتحسن، لكن تعود حالة القلق بعد فترة، وأحس بتقصيري دائما مع الله، مما يتسبب بتعاستي خلال اليوم، وخوف شديد من الله والموت، مع أني أحرص طوال الوقت على التقرب من الله، لذلك بدأت بحفظ سورة البقرة منذ فترة.

معصية واحدة أفعلها، وأخاف منها، عندما أجتمع مع صديقاتي نتحدث عن الناس، وذنب النميمة شديد، لكني أقع فيه كل مرة، وأندم.

هل هناك كتب تنصحونني بها للتقرب لله ولطمأنة القلب برضى الله، تبعث الإيجابية في النفس بعيدا عن التخويف والترهيب؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ abeer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك -يا ابنتي- فمثل هذه المشاعر تصيب الكثيرين في الغربة, وتحدث بشكل خاص عند الأمهات الجدد.

والأمر الجيد هو أن هذه المشاعر تكشف لنا ملامح شخصيتك، فمن الواضح بأنك إنسانة حساسة وعاطفية, تفكر بطريقة مسؤولة ومتفانية, وبنفس الوقت ذكية يمكن الاعتماد عليها.

وبالطبع, فكما أن لكل شخصية صفات إيجابية, فإن لها أيضا صفات سلبية، وفي مثل شخصيتك فإن أهم صفة سلبية هي القلق الزائد والشعور بالذنب وتأنيب الضمير ولوم النفس على كل شيء.

إن نجاح أي إنسان يعتمد على تعرفه على نقاط القوة في شخصيته، وعلى نقاط الضعف فيها, ثم العمل على الاستفادة من نقاط القوة وتنميتها, والحد من سيطرة نقاط الضعف عليها، أو عدم السماح لها بأن تكون عثرة في طريقه.

فإذا ما وجدت بأن مشاعرك هذه لا تؤثر على نشاطك, ولا تمنعك من القيام بمسؤولياتك نحو طفلتك وبيتك, فهنا نعتبرها طبيعية، وستخف تدريجيا مع مرور الوقت, حيث ستبدئين بالتأقلم مع الوضع من كل النواحي, وشخصيتك ستساعدك في ذلك.

أما إذا وجدت بأن مشاعرك قد بدأت تؤثر على حياتك, فهنا يجب أن تتعرفي على الظرف الذي تتأجج فيه, وحينها قولي لنفسك: إن هذه المشاعر هي مجرد مشاعر أو أفكار فقط, لكنها ليست حقائق, لذلك لن أطورها أكثر، ولن أتعمق في تفاصيلها, ولن أجعلها تسيطر علي طويلا, بل سأجعلها تمر في ذهني مرورا سريعا وعابرا, فهي من نقاط الضعف في شخصيتي, لكن لدي نقاط قوة كثيرة تميزني، ويمكن أن تجعلني قادرة على تجاوز الأزمات.

وللمساعدة في الخروج من هذه الأفكار السلبية قومي بتغيير مكانك فور مراودتها لك, ثم اشغلي نفسك بعمل آخر تحبينه، كمشاركة صغيرتك باللعب, أو اصطحابها إلى نزهة, أو مشاهدة برنامج مفيد، أو أي شيء ترينه مناسبا لك، ويعود عليك بالفائدة في دينك ودنياك, وبمثل هذه الطريقة ستتمكنين من إنعاش صفات القوة في شخصيتك، وتحييد نقاط الضعف فيها, ومع الوقت ستنمو هذه المهارة لديك, وستجدين بأنك قد تجاوزت هذه الفترة، وأصبحت أما مثالية مميزة وزوجة مميزة، فشخصيتك بما فيها من صفات إيجابية ونقاط قوة, تؤهلك إلى ذلك.

إذا استمرت حالة القلق والوساوس، ولم تتحسن أو إذا ساءت، فهنا يصبح من الضروري عرض نفسك على طبيبة أمراض نفسية، فقد تكونين بحاجة إلى علاج دوائي يساعدك في السيطرة على هذه الأعراض.

من الكتب التي يمكن أن تفيدك قراءتها كتاب: عشرون موقفا إيجابيا من الأحاديث النبوية الشريفة: للدكتور إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان، وأيضا هنالك كتاب (قوة عقلك الباطن) للمؤلف جوزيف ميرفي, وهو مترجم للغة العربية.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

www.islamweb.net