ما الفرق بين (الاكتئاب النفسي) و(التوهم المرضي)؟

2005-01-11 02:26:17 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا صاحبة الاستشارة رقم (227046)، لا أعرف ماذا أقول، فأنا دائمة الخوف، بالذات في الشتاء، وأكثر الأوقات عندما أجلس في البيت لفترة طويلة، مع أني لا يوجد لديَّ أي أصدقاء أذهب إليهم.

وأنا دائمة التفكير في الموت، وهذا شيء يرعبني عندما أسمع أي شيء عنه، أو أسمع عن حلم قبيح، والآن أعيش دائماً وحدي، لا أريد أن أتكلم مع أحد، حتى زوجي وأولادي، أنا لا آخذ أي علاج؛ لأني لا أحس بأي تحسن في علاج الاكتئاب، وأتمنى أن أعرف لماذا أنا هكذا؟ ولماذا أنا دائمة الخوف؟

أنا أكره الشتاء جداً؛ لأني أصاب بهذه الحالة فيه، بالذات في إجازة نصف السنة -أعني هذه الفترة- وما عندي أحد أشكي إليه وآسفة إذا كنت طولت عليكم، لكن أنا فعلاً محتاجة لأحد أشكو إليه، وأتمنى لو أن هناك أي رقم تليفون، أو شيء، أو عيادة أذهب إليها، وجزاكم الله كل خير، وشفانا جميعاً.

عندي سؤال آخر: هل هناك شيء اسمه الوهم المرضي؟ وهل هناك شيء آخر اسمه اكتئاب موسمي؟
أرجوكم، ساعدوني، فأنا متعبة جداً، ولماذا أنا دائماً لا أريد أن أتكلم مع أحد؟ ولكم كل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يوجد هنالك مرض يُعرف باسم الاكتئاب الموسمي، والذي يزداد عند بعض الناس، خاصةً في فترة الشتاء، وهو مرض معروف في الدول الإسكندنافية ( السويد، النرويج، فنلندا...) وهو يُعالج عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصةً الدواء الذي يعرف باسم (سبرام)، والتعرض لجرعاتٍ مركزة من الضوء قد تمتد إلى أربع ساعاتٍ في اليوم.

أما بالنسبة للتوهم المرضي، فهو علّة معروفة أيضاً، حيث أن بعض الناس يعتقدون أنهم مصابون بأمراض ليست موجودة، أو أن الأطباء يخفون عليهم بعض الأسقام والعلل الموجودة لديهم، كما أن هذه الحالات ربما تظهر في شكل التردد الكثير على الأطباء والعيادات، وإجراء الفحوصات الغير ضرورية، ولقد دلت الأبحاث على أن 60% من مرضى التوهم المرضي، أو ما يعرف في بعض الحالات بالمراء المرضي، يعانون أصلاً من نوع من الاكتئاب النفسي الخفي، ولذا ننصح كل مرضى المراء المرضي والتوهم المرضي بتناول علاج مضاد للاكتئاب لفترةٍ لا تقل عن ستة أشهر، وبالجرعة المطلوبة.

أما فيما يتعلق بحالتك -أيتها الأخت الفاضلة- فأرجو أن لا تضربي حول نفسك هذا السياج من اليأس؛ لأن ذلك في حد ذاته يزيد من الاكتئاب، ونرجو أن تعيشي الحاضر بقوة، والمستقبل بأملٍ كبير، كما آمل أن تواصلي على الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصةً أنها تفيدك الآن وبصورةٍ فعالة جداً، ونسبة نجاحها لا تقل عن 90% في معظم حالات الاكتئاب، وحتى الذين لا يستفيدون منها كثيراً سوف تمنع تدهورهم على الأقل.

أرجو أن لا تجهلي الجانب الاجتماعي في العلاج، فهو يعتبر أساس التأهيل النفسي .

لا نمانع أبداً في الاتصال بنا على هذا الهاتف: (09745800942) إلا أن ذلك قطعاً سوف يسبب لك بعض التكاليف المالية التي لا داعي لها، ومن هنا لا بأس أن تتخيري أحد الأطباء الموثوقين في مصر، وهم كُثُر والحمد لله .

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net