أشعر بالكره الشديد تجاه طفلي وأسعى للتخلص منه
2016-10-06 04:21:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أم لأربعة أطفال، كتب الله لي الحمل من غير تخطيط، فشكرت الله، ولكن في الشهر السادس كرهت حملي كرها شديدا، ولم أعد أهتم بنفسي، ولا أتابع الحمل، وأفكر كيف أتخلص منه ولا أريده.
لم أتعلق به، ولم أشعر بأني حامل، أبكي بكل وقت، وأدعو الله أن يموت ما في بطني، لا أريده، ولقد أتممت الشهر التاسع وأنا أفكر كيف أتخلص منه، وحانت ولاتي، وأنا بوضع نفسي سيء جدا، كل تفكيري سيء، تفاجأت بالولادة، كيف أتقبل هذا الطفل الذي لم أحببه ولم أهتم به؟
لقد أنهرت جدا، شكوت لزوجي، ولكن زوجي يقول أنت تبالغين، أنت لست مريضة، وأنا أتألم ألما نفسيا لم أحتمله، أنا طريحة الفراش، لم أتقبل طفلي، أكرهه، أضع عليه البطانية كي يموت وزوجي لا يعلم، كيف أربيه؟ لا أتخيله بحضني، لا أشعر بأنه طفلي أو ملكي، أنا حزينة ومريضة جدا، لم أعد أستمتع بالحياة، لا شيء يهمني، برود، لا أهتم بنفسي وبطفلي ولا ببيتي، أشعر بإرهاق شديد وشرود ذهني، أشعر بالقلق من وجود هذا الطفل، أستيقظ من النوم وأنا خائفة جدا.
أتمنى منكم مساعدتي والدعاء لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله على سلامتك, ونسأله عز وجل, أن يجعل المولود من أبناء السعادة في الدارين .
والحقيقة -يا ابنتي- هي أن لديك حالة اكتئاب شديدة, وعلى الأرجح بأن بوادر الحالة كانت موجودة عندك من قبل حدوث الحمل، لكنك كنت قادرة على التعامل معها وعدم جعلها تسيطر عليك بهذا الشكل, لكن ومع حدوث الحمل ظهرت عوامل جديدة محفزة جعلت الحالة تظهر على شكل نوبة حادة.
وأهم هذه العوامل هي: ارتفاع الهرمونات في الدم, عدم رغبتك بالحمل, رعايتك لأطفال أربعة وأنت حامل, ولربما هنالك أيضا ظروف أخرى غير ظاهرة.
إن حالتك -يا ابنتي- ليست فقط حالة هامة, بل هي من الحالات الإسعافية في الأمراض النفسية, فعندما يحاول المريض أذية نفسه أو أذية غيره, أو حتى مجرد تفكيره في ذلك, فيجب التعامل مع حالته على أنها حالة طارئة لا تقل أهمية أو خطورة عن أي حالة طبية أخرى طارئة.
ولذلك أنصحك بأن تراجعي طبيبا أو طبيبة أمراض نفسية بأقصى سرعة ممكنة, وذلك لبدأ العلاج المناسب بأسرع وقت.
وإذا كان زوجك غير مقتنع بذلك؛ فأطلعيه على جوابي هذا, أو عليك طلب المساعدة من أحد أفراد عائلتك من أجل التوجه إلى الطبيب النفسي وبدون تأخير, فالعلاج كلما كان أبكر كلما كانت الاستجابة أفضل.
وهنالك الكثير من الأدوية الفعالة الآمنة التي يمكن أن تساعدك, فالاكتئاب قد أصبح من الأمراض القابلة للعلاج وللشفاء بإذن الله تعالى, وهذا بحد ذاته نعمة يجب أن تستفيدي منها لتتمكني من استعادة مشاعرك وحياتك الطبيعية، وبالتالي العناية بنفسك وبأطفالك بشكل جيد.
نسأله عز وجل أن يمتعك وعائلتك بثوب الصحة والعافية دائما.