الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: مشكلة عدم التركيز وألم الرأس الذي وصفته كأنه مثل الصعق الكهربائي البسيط: هذا ناتج من القلق، أنت ذكرت أنك تعاني من وسواس، لكن لم توضح لنا هذا الوسواس، الذي أحسبه أنه ربما يكون نوعًا من حديث النفس المرتبط بالقلق.
هذا كله – أيها الفاضل الكريم – يُعالج بالتحقير، فلا تعتبره، ولا تُعطه اهتمامًا، اصرف انتباهك عنه، والأفكار الوسواسية – إن كان بالفعل لديك وسواس – يجب ألا تناقشها، يجب أن تغلق الطريق أمامها، بأن تتجاهلها تجاهلاً تامًّا.
كذلك وفي ذات الوقت لابد أن تتخلص من الفراغ، الفراغ في التفكير، الفراغ الذهني، الفراغ الزمني، الفراغ الاجتماعي، هذه كلها يجب أن تُملأ وتُملأ بصورة إيجابية وقوية، وأن تكون لك برامج تُدير من خلالها وقتك.
الرياضة يجب أن تمارسها لأنها ستفيدك، والتواصل الاجتماعي يجب أن تُكثر منه، تحديد مسارك وخططك في المستقبل يجب أن تكون واضحة، أن تحرص – أخي الكريم – على الصلاة في وقتها، على الإحسان إلى الآخرين، الحرص على تلاوة القرآن والدعاء والذكر، هذه بوابات عظيمة للرحمة والمغفرة، وكذلك السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
أخي الكريم: الصلاة تجعلنا أكثر إيجابية، هذا لا شك فيه، تجعلنا أكثر التزامًا بكل ما هو طيب، تبعث طمأنينة عظيمة في حياتنا، فيا أخي الكريم: أوصيك ونفسي بها، وأن تكون في وقتها ومع الجماعة.
أنا أريدك أن تطبق التمارين الاسترخائية التي تحدثنا عنها في استشارة الشبكة الإسلامية التي تحت رقم (
2136015)، وأريدك – أيها الفاضل الكريم – أن تلاحظ غذاءك، لابد أن يكون غذاؤك غذاءً متوازنًا.
أنصحك بأن تنام نومًا ليليًا مبكرًا، هذا يعطي الدماغ فرصة للراحة وللاسترخاء؛ لأن خلايا الدماغ يتم ترميمها أثناء النوم، الموصلات العصبية والمواد الكيميائية المتعلقة بالدماغ تُفرز بصورة أفضل في أثناء الليل وتحديداً أثناء النوم، فاحرص على النوم بالليل مبكرًا، هذا يُحسِّن تركيزك تمامًا.
تصور – أخي – هذه الرحلة الجميلة، أن ينام الإنسان نومًا طيبًا وجميلاً، ويستيقظ ويؤدي صلاة الفجر، هنا سوف يحس الإنسان أن طاقاته عظيمة، وأن تركيزه مرتفع جدًّا، وكثير من الناس أنجزوا الأعمال التي تحتاج للفكر والتركيز في هذا الوقت من اليوم، هذا أيضًا أنصحك بالأخذ به.
أريدك أيضًا أن تعبر عن نفسك، لا تحتقن أبدًا، لأن الاحتقان يؤدي إلى التوتر، والتوتر يؤدي إلى عدم التركيز.
هذه هي النصائح التي أريد أن أوجّهها لك، وإن كان عمرك – أخي الكريم – أكثر من عشرين عامًا فيفضل أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) عقار مثالي وممتاز وسليم، الجرعة في حالتك جرعة صغيرة، وهي نصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
توجد – أخي الكريم – أدوية أخرى كثيرة جدًّا، معظمها مفيدة، لكن السيرترالين أو ما يعرف بزولفت والذي أيضًا يسمى (لسترال) وربما تجده في ليبيا تحت مسمى تجاري آخر، يعتبر دواء رائع جدًّا، أسأل الله أن ينفعك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.