أعاني من قلق جعل حياتي رزمة خوف من الموت والأمراض!
2016-10-23 05:33:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 23 سنة، أعاني من نوبات القلق منذ 13 سنة، وتطورت إلى الرهاب الاجتماعي، وأخاف من الموت من الصغر، وأشعر بالغربة عن الذات.
بدأت أتعالج علاجا دوائيا قبل 3 سنوات، فاختفت الأعراض تقريبا، لكن بسبب إهمال الأدوية رجعت الحالة، فعدت إلى الدواء، وشفيت من الوساوس، لكن نوبات القلق مستمرة، خاصة عندما أكون لوحدي، ويكون القلق شديدا، لدرجة أن أي ألم بسيط أربطه بالقلب، وأخاف من التحاليل، ومن سرطان الثدي، أخاف من كل مرض أسمع أو أقرأ عنه، وأخشى الإصابة به، وعدم الشفاء منه.
حاليا بدأت جلسات نفسية، والأدوية التي أستعملها هي: كانت فافرين وأنافرانيل وزناكس، ثم استبدل الطبيب الزناكس بلكسوتنيل ثم أوقفه.
استمررت في أخذ الفافرين والأنافرانيل، وأوقف الأنافرانيل لأني تحسنت، ولأنه رفع ضغط العين، بعد الانتكاسة رفع الفافرين بجرعة 200 في اليوم.
سؤالي: هل عملية التكميم ممكن تؤثر على نفسيتي؟ هل الجينات سبب اضطراب القلق؟ إذا عالجت القلق بالأدوية والجلسات النفسية، هل ممكن أشفى منه تماما؟ وهل إذا شفيت منه ممكن ترجع الاضطرابات حتى لو حافظت على نظام حياة سليم؟ يعني لو تعلمت كيف أدير حياتي، وأهتم بأفكاري، ومارست الرياضة، هل هو وراثي؟ هل السيرتونين والنواقل العصبية بشكل عام كالحديد وفيتامين دال مثلا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
أنا متأكد أنك على إدراك وعلى إلمام تام بحالتك، وكذلك الخطوات العلاجية المطلوبة والممكنة في مثل هذه الحالات.
العلاج - أيتها الفاضلة الكريمة - مكوناته أربعة، وهي: العلاج البيولوجي أو الحيوي -أي: الدوائي- والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الروحي، والذي أفضل أن أسميه بالعلاج الإسلامي.
هذه المكونات الأربعة العلاجية إذا فعّلها الإنسان يصل إلى نتائج رائعة جدًّا في العلاج، فخذي نصيبًا منها جميعًا لتكون الرزمة العلاجية أفضل وأكثر فعالية وتعود عليك بخير عظيم.
جميل أنك بدأت جلسات نفسية، فالعلاج النفسي والمعرفي والسلوكي يفيد كثيرًا، وأعتقد أن منهجك في الحياة من حيث تنظيم الوقت، والتفاؤل، والتفكير الإيجابي، والنوم المبكر، وممارسة الرياضة، ووضع خطط لإدارة المستقبل، هذا كله يُضيف إضافات كبيرة إيجابية، ويؤدي إلى إزاحة الاكتئاب وكذلك الوسوسة.
ويجب ألا تُجري أي حوارات وسواسية، أنا ألاحظ أن لديك شيئاً من القلق التوقعي الذي يقودك إلى الحوارات الوسواسية، القلق طاقة عظيمة، الذي لا يقلق لا ينجح، الذي لا يقلق لا ينتج، الذي لا يقلق لا يكون مثابرًا، لكن حين يرتفع ويزداد القلق قد يكون سلبيًا.
وفي ذات الوقت الإنسان يمكن أن يحوّل قلقه حتى ولو كان سلبيًا إلى قلقٍ إيجابي، وذلك من خلال الحرص على الإنتاجية، وأن يكون فاعلاً ونافعًا لنفسه ولغيره.
الآن أُجيب على أسئلتك المُحددة:
السؤال الأول: هل عملية التكميم يمكن أن تؤثر على نفسيتك؟
أنا دائمًا أنصح ألا يُجري أحد هذه العمليات دون أن يتم تقييم طبي نفسي له، ولا أعتقد أنه سوف يكون لها أثر سلبي كبير، لكن يجب أن تكون هنالك متابعة بعد إجراء هذه العملية إذا كان هنالك اضطرار لها، المتابعة النفسية والفحوصات الروتينية مطلوبة جدًّا في مثل هذه الحالات.
بالنسبة لسؤالك الثاني وهو الأثر الجيني:
لا أحد ينكر الآثار الجينية لكل الحالات النفسية، لكن الذي يُورَّث خاصة في القلق ليس المرض نفسه، إنما الميول أو الاستعداد له في بعض الأحيان إذا تهيأت الظروف البيئية المناسبة، يعني: هو تفاعل ما بين الاستعداد الجيني والظروف البيئية، هذا يعني أننا يمكن أن نُحيِّد الأثر الجيني إذا عشنا حياة طيبة متوازنة، بمعنى أن يكون هنالك تفعيل للبيئة أكثر من تفعيل للآثار الجيني.
سؤالك الثالث: نعم إذا عالجت القلق من خلال مكونات العلاجية الأربعة التي ذكرتها لك سوف يتم شفائك -إن شاء الله تعالى-، والشفاء في الصحة النفسية دائمًا نعني به التكيُّف والتواؤم، والإيجابية والإنتاجية، ليس من الضروري أن تُشفى الأعراض كاملة، لا، لأن القلق مطلوب، لا أحد يتجمّد أبدًا من حيث مشاعره، لا نُريد ذلك.
أعتقد أن سؤالك الرابع والخامس يدوران في نفس المجال من حيث المآل للقلق حين يتم العلاج، أؤكد لك أن النتائج رائعة جدًّا إذا جعلتِ نمط حياتك إيجابيًا.
الوراثة يمكن أن تُحيَّد - كما ذكرتُ لك - لأن الأمر ليس وراثيًا مطلقًا، إنما هو استعداد.
بالنسبة لموضوع النواقل العصبية: لا، الأمر ليس مثل موضوع الحديد أو الفيتامينات، موضوع النواقل العصبية وتأثيرها على السيروتونين: في بعض الأحيان يكون زيادة في الإفراز أو نقص في الإفراز، أو عدم موازنة في الإفراز، أو اضطرابٍ في التوازن ما بين السيروتونين والموصِّلات العصبية الأخرى، فالأمر ليس بالدقة والوضوح الذي يتحدث عنها بعض الناس.
فالحمد لله تعالى أمرك طيب -إن شاء الله تعالى-، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.