والدتي تعاني من العصبية والتوتر والغضب كيف نتصرف لعلاجها؟
2016-10-27 01:56:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
والدتي تمر بحالة غريبة، هي إنسانة طبيعية، لم يسبق لها أن مرت بأي مرض نفسي أو عصبي من قبل، ولم تزر أي اختصاصي نفسي في حياتها على الإطلاق.
كانت تمر بضغوط حياتية في فترة لمشاكل خاصة بولدها، والمنزل المقيمة فيه، وبعد حدوث مشكلة في المنزل أصيبت بحالة عصبية شديدة مع بكاء وصراخ.
توقعنا أنها انهارت عصبياً، ذهبنا بها إلى مستشفى قسم (الطوارئ) ورفضت العلاج وكادت أن تضرب الممرضين، أعراض حالتها حالة عصبية شديدة، ولأقل وأتفه الأسباب تغضب، وتصيبها نوبة عصبية مع الصراخ والبكاء والصوت العالي.
من أول يوم حدثت معها الأزمة تقول أموراً غريبة مثل: أرى ما في قلوب الناس أو أن هناك من يراقبنا ويراقب هواتفنا،
وبعض التوهم وتقول: إنها ترى ذكريات طفولها بكثرة.
عندها رغبة بإصلاح أو تعديل أي شيء أمامها، وإن كان ليس بتلك الأهمية, وعدم تركيز ورغبة في شرح أي شيء وإن كان بالأمر البديهي والبسيط، ونومها أحيانا طبيعي جداً وأحياناً تواجه صعوبة في النوم وتنام قليلاً.
أخذناها إلى اختصاصي أعصاب ومخ قبل أسبوع، ووصف لها دواء remeron من بداية استعمال الدواء تأتيها حالة بعد نومها بساعة، على حسب وصفها أنها حالة توتر شديدة في يديها وقدميها، مثل الطعنات تمنعها من النوم الطبيعي، وحالياً توقفت عن أخذ هذا الدواء دون استشارة الطبيب.
علماً أنها كانت مريضة منذ فترة بتليف الرئة، وتأخذ دواء gupisone 20 بشكل مستمر، بالإضافة إلى أن والدتي ترفض بشكل كامل أن تزور أي اختصاصي نفسي، وتعتبر الأمر إهانة لها، ما هي حالة الوالدة؟ وكيف نتصرف؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى الشفاء لوالدتك الكريمة.
العصبية والتوتر والصراخ والبكاء في مثل عمر والدتك - والذي أحسبُ أنه أكثر من خمسين عامًا أو في هذا المحيط - هو دليل على أنها تعاني من اكتئاب نفسي، وفي ذات الوقت من الواضح جدًّا أنه لديها أفكار ظنانية، أو ما يُسمى بالفكر الباروني، قولها (أرى ما في قلوب الناس) أو (هناك من يراقبنا ويراقب هواتفنا) هذه قطعًا حالة ظنانية توجُّسية وسواسية، وتحتاج لعلاج دوائي.
الريمارون - والذي يُعرف علميًا باسم (ميرتازبين) - دواء ممتاز، دواء فاعل، لكن يحتاج أن تصبروا عليه، لأن البناء الكيميائي للدواء يتطلب وقتًا مُريحًا، وجرعة الثلاثين مليجرامًا -حبة واحدة ليلاً - قد تكون جرعة مناسبة جدًّا لحالة والدتك، وفي ذات الوقت يُفضل إعطاؤها دواءً يساعدها في موضوع الظنان والتوتر هذا، وعقار (جنبريد) وهو موجود في المملكة العربية السعودية، وهو منتج سعودي ممتاز للدواء الذي يسمى (سلبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناوله.
أما الريمارون فيجب أن تستمر عليه لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وحين يتم التوقف عنه يجب أن تُخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: طبعًا الوالدة تحتاج منك للمساندة، يجب إشعارها بأنكم في حاجة كبيرة إليها، أي أن دورها الحياتي لم يتقلص أبدًا، هذا مهم جدًّا، ونحدِّثها عن مآثرها وإيجابياتها، هذا أيضًا يمثِّل دفعًا نفسيًا كبيرًا جدًّا بالنسبة لها، ودعوها تُعبِّر عن ذاتها، يجب ألا تكتم، يجب ألا تحتقن نفسيًا، خاصة الأشياء التي لا تُرضيها، دعوها تفرِّغ ما بنفسها نفسيًا أول بأول، التفريغ النفسي يعتبر علاجًا مهمًّا وضروريًا.
أيضًا الوالدة إذا حرصت على رياضة المشي حتى وإن كان عندها علة الرئة، ولكن المشي حتى وإن كان مشيًا بطيئًا أعتقد أنه سيساعدها كثيرًا، دعوها تعتمد على النوم الليلي، وتتجنب النوم النهاري، هذا أيضًا قيمة علاجية كبيرة.
أنت ذكرت أنها رفضت أن تزور اختصاصي نفسي، لكن أعتقد حتى زيارة الطبيب العمومي في المركز الصحي سيكون جيدًا بالنسبة لها، لأن إجراء الفحوصات الجسدية والمختبرية الروتينية يُعتبر أمرًا مهمًّا جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.