والدي يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية... ما توجيهكم؟

2016-11-01 06:09:29 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

والدي يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية منذ 13سنة، هو بعمر 65، ويعيش بمفرده، والدتي متوفية وحالات الاكتئاب هي المسيطرة أكثر من حالات الهوس.

تم إدخاله المستشفى عدة مرات لرفضه أخذ الدواء، وانتكاس حالته، وكان يتم معالجته بالأدوية والجلسات الكهربائية، وأخر دواء كان يأخذه ديباكين 50 ملجم، واربيكسان 10 ملجم ورسكيور4 10 ملجم ودجماتيل اكتينون، واستمر عليه لمدة 7 أشهر، وانتهت حالة الهوس وصار له اكتئاب، وإن جلس مع أحد يسرع إليه النوم.

ذهب لدكتور آخر منذ ثلاثة أيام، ووصف له ابليكس 10ملجم 2 قرصا مساء، ونيرودل400 قرصا مساء، واسبوسيد 2 قرصا بعد الغداء، ولكنه ينام باستمرار، ولا يريد التفاعل مع أحد، وهل الدواء الأخير كاف لتثبيت حالته وتعديل مزاجه؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لوالدك الكريم العافية والشفاء، وأشكرك على اهتمامك بأمره.

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية قد تتقارب نوباته مع تقدُّم السِّن، لكن هذا ليس شرطًا دائمًا، من يُحافظ على علاجه وينتظم عليه يُقلل تمامًا فرصة هذه الانتكاسات الدورية والمتكررة.

الوالد - عافاه الله وشفاه - يحتاج لمثبتات المزاج، في غالب الأحيان لا نفضل استعمال مضادات الاكتئاب في هذه الحالات، لأنها قد تدفع الإنسان نحو القطب الهوسي، وإن لم تدفعه نحو هذا القطب ربما تُعجِّل أيضًا من تكرار النوبات، اكتئابية كانت أو هوسية، فالقانون الذهبي هو أن نعتمد على مضادات الذهان ومثبتات المزاج.

الدباكين دواء رائع جدًّا، لكن الأفضل لوالدك هو عقار (لامتروجين) والذي يعرف تجاريًا باسم (لامكتال) الجرعة تُبنى تدريجيًا حتى يصل إلى مائتي مليجراما في اليوم.

اللامتروجين دواء رائع، دواء ممتاز، لكنّه بطيء الفاعلية، وهو الدواء المثالي بالنسبة للذين يُعانون من الاكتئاب الوجداني ثنائي القطبية مع سيطرة القطب الاكتئابي أكثر من القطب الهوسي.

الدواء الثاني الذي سوف يكون مفيدًا لوالدك هو العقار الذي يُعرف باسم (إرببرازول) ويسمى تجاريًا (إبليفاي) هذا دواء يُجدد الطاقات ويُحسِّنها، وفي حالة اضطراب النوم تُعطى جرعة من العقار الذي يُعرف تجاريًا باسم (سوركويل) ويسمى علميًا (كواتبين).

هذه هي العلامات العامَّة من حيث العلاجات الدوائية، وقطعًا مصر بها أطباء كبار ومتميزين، وهنالك من أجرى دراسات واسعة جدًّا في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فالمتابعة مع أحد هؤلاء الأطباء ستكون نافعة جدًّا لوالدك.

الخطوط العريضة التي أقولها هي: ضرورة أن نقنع الوالد بتناول العلاج، وضرورة أن تكون هنالك متابعة، وضرورة أن نُقلل له الأدوية حتى لا ينزعج منها، دواءين من وجهة نظري سوف تكون كافية جدًّا.

الأدوية الأخيرة التي أُعطيتْ له أدوية ممتازة، لا أعيب عليها شيئًا، وحالة الخمول هي ناتجة من دخوله في القطب الاكتئابي، ويُعرف تمامًا أنه بعد القطب الهوسي كثير من الناس قد يدخلون في قطب اكتئابي، وقد يستمر فترة من الزمن.

أنا قدَّمتُ مقترحاتي حول الأدوية التي أراها مناسبة، لكن يجب ألا يتمّ تغيير في علاجه دون استشارة طبيبه، وأُكرر أن الأطباء في مصر مقتدرين وعلى قدر عالٍ الممارسة الطبية، والذي يقوم فحص المريض فحصًا مباشرة أفضل شخص يتخذ القرار العلاجي.

من جانبك - أيتها الفاضلة الكريمة - أشعروا الوالد دائمًا بأنه شخص مرغوب فيه، بأنك في حاجة إليه، يجب ألا يُقلَّص دوره؛ لأن هنالك مشاعر سلبية جدًّا تأتي للناس في مثل سِنِّه وتكون على مستوى العقل الباطني، وهي أن دوره قد تقلَّص في الحياة، وأنه أصبح شخصًا عاجزًا، لا، يجب ألا نترك هذا الشعور يسري لوالدك الكريم أبدًا.

يُفضَّل أيضًا أن تُحثُّوا مَن في عمره أو أصدقائه أن يكونوا حوله، أن يذهبوا مثلاً معه إلى الصلاة في المسجد، أن يجعلوه يُشارك معهم في المناسبات الاجتماعية، هذا مُهمٌّ جدًّا، وهذا هو التأهيل النفسي الذي لا يقلّ فعالية عن الدواء، وننصح أيضًا أن تُجرى له الفحوصات الطبية الدورية، وذلك نسبةً لعمره.

هذا هو الذي أنصح به، وأشكرك مرة أخرى - أيتها الابنة الفاضلة - على اهتمامك بأمر والدك، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net