علاج القلق بين تناول الأدوية والجلسات النفسية
2005-01-18 10:53:49 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا أعاني من تشتت الذهن، وضعف التركيز، وزرت الطبيب النفسي، وطلب أن أستعمل دواء بوسبار 5 جم، مرتين في اليوم، وبعد أسبوعين في الجلسة الثانية سألني إن أحسست بتغيير، فأجبته بعدم ملاحظة أي تغيير واضح وملحوظ، فوصف لي دواء أنافرانيل 10جم، مرتين يومياً لمدة شهر، مع الاستمرار في أخذ بوسبار، وسيرى النتيجة بعد شهر، فهل من الممكن استخدام الدوائين مرة واحدة؟ وهل هناك أعراض جانبية للأنافرانيل؟ وهل هو إدماني؟
ألاحظ أن طبيبي النفسي لم أتكلم معه إلا لمدة 10 - 15 دقيقة خلال الجلستين الأولى والثانية، وبسرعة يكتب لي الوصفة، وينتهي الموضوع!
سؤالي: لماذا؟ آلعلاج في النفس يعتمد على الأدوية على الأكثر، أم على الإيحاءات، وتغيير الأفكار السلبية والإقناع؟ وهل طبيبي لم يأخذ وقتاً طويلاً في الجلوس معي؛ لأني لا أعرف أن أجيبه أو آخذ وقتاً طويلاً في التفكير للجواب، وبهذا يعرف أني قلق؛ لذلك يصف لي الأدوية لكي أستطيع أن أتكلم معه بطلاقة أكثر!؟
وسؤالي الأخير: هو أن البندول، والأدوية التي تشبهه ألاحظ أنها لا تؤثر في إطلاقا، فعندما يصيبني وجع الرأس مثلاً وأتناوله، فالأمر كما لو لم أتناوله، لا شيء يفرق بتاتا، وأستغرب من الكثير من الناس الذين إذا أصيبوا بوجع الرأس، أو التعب الخفيف، أن البندول يؤثر فيهم كثيرا، فهل أنا عندي خلل ـ لا قدر الله؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً: كانت هناك مدرسة تعرف بالمدرسة التحليلية النفسية القديمة، والمدارس النفسية القديمة تركز على ما يعرف بالعلاج الكلامي، أو العلاج عن طريق النقاش، اعتقاداً بأن كل من يأتي إلى الأطباء النفسيين هو في الأصل يعاني من تراكمات وصعوبات وعُقد نفسية، ولكن بعد أن تطورت الأمور اتضح أن العلل النفسية والصعوبات النفسية يمكن أن يكون أي إنسان عرضةً لها، كما تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك جوانب بايلوجية وكيمائية تسبب الكثير من الحالات النفسية.
من حق المريض أن يستمع له الطبيب، وأن يتفهمه، وأن يناقشه في علته، وأن يملكه الحقائق، وأن يوجه له الإرشاد النفسي المطلوب، ويساعده على القدرة على التكيف، ويعطيه بلا شك الوصفة الطبية، والتي أصبحت مطلوبة الآن في كثير من الحالات.
أما بالنسبة للأدوية التي ذكرتها، فالبوسبار من الأدوية التي تعالج القلق، ولكنه من الأدوية الضعيفة، والبطيئة، والتي تتطلب زمناً طويلاً، وربما لا يكون فعالاً بمفرده، ولكنه يؤدي إلى نتائج جيدة وممتازة حين يستعمل مع أدويةٍ أخرى.
الأنافرانيل من الأدوية النفسية القديمة، ولكنها غيّرت حياة الناس بصورةٍ فعالة، خاصةً في فترة السبعينات من القرن السابق، حيث وجد أنه يعالج القلق والمخاوف النفسية، والاكتئاب، والوساوس، فقط يُعاب عليه أنه ربما يسبب نوع من النعاس، والكسل، وشعور شديد بالجفاف في الفم، وثقل في العيون، وإمساك، وربما زيادةٍ في الوزن، كما أنه يؤدي إلى تأخر القذف لدى الرجال، وإن كان هذا الأثر الجانبي يفيد أحياناً بعض الأشخاص الذين يعانون من سرعة القذف، وفي حالاتٍ قليلة ربما يثبط الرغبة الجنسية، ولكن ليس بدرجةٍ كبيرة.
عدم الاستجابة للمسكنات البسيطة مثل البندول وغيره في حالات الصداع، تدل في الغالب أن هذا الصداع ليس ناتجاً عن انشداد في العضلات، وإنما هو صداع نتيجةً للقلق، أو ما يعرف بالصداع العصابي، والذي يستجيب لمضادات القلق والمطمئنات، مثل البوسبار، والموتيفال، والدوجماتيل، والفلونكسول، وعليه أرجو أن لا تنزعج لأنك لم تستجب له.
وبالله التوفيق.