أعاني الرهاب من الزواج، ما الحل؟
2016-11-13 01:47:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في سن الزواج، ولكنني أرفض هذه الفكرة مطلقا، لا أدري ما السبب بالتحديد؟ أنا بطبيعتي إنسانة حذرة جدا، ولا أخاطر أبدا، وبالنسبة لي الزواج مخاطرة كبرى تخيفني جدا، إضافة إلى كوني خجولة جدا، لدرجة أن الخجل يمنعي من الكلام مع الناس فكيف مع الغريب.
منذ صغري كان تعاملي مع الذكور قليل، وطالما ابتعدت عنهم، أظن أنه تولد عندي خوف منهم، ولا أدري إن كان ما أشعر به خوف أم اشمئزاز أم شيء آخر، لا أدري من أين أتتني هذه العقد النفسية، عدا عن العوامل التي ذكرتها، وبالتالي لا أدري ما الحل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك وحياتك على هذا الموقع، أعانك الله وخفف عنك.
على ما يبدو أنه ولعدة أسباب، فأنت تعاني مما يمكن أن يصيب بعض الشابات من الخوف أو الرهبة من الزواج، وربما هذا بسبب أحداث معينة مرّت بك في طفولتك سواء أنت قد تعرضت لها، أو رأيتها في أسرتك كنوع المعاملة بين الوالدين، أو بسبب القصص والروايات والأفلام الكثيرة التي تصور بعض النماذج السيئة أو السلبية من العلاقات الزوجية، حيث يمكن أن تتعرض الزوجة لسوء المعاملة أو الخيانة من زوجها، أو بسبب ما تسمع عنه الفتاة من بعض الممارسات الجنسية السيئة، أو السلبية من قبل بعض الأزواج، -وقد ذكرت- في رسالتك ثلاثة عوامل يمكن أن تفسر هذه الرهبة، وهي الحذر الذي تتصفين به، والخجل، وقلة الخبرة في التعامل مع الجنس الآخر.
المهم هناك أسباب كثيرة يمكن أن تفسر ما يحدث معك، ولكن سواء عرفنا أو لم نعرف، فإن علينا حسن التعامل مع هذا الموقف وتجاوزه، طبعا لا شك هناك نماذج زواج سيئة أو سلبية، إلا أنه بالتأكيد هناك نماذج كثيرة رائعة وناجحة عن الزواج السعيد والأسرة الهانئة.
فماذا يمكنك عمله الآن هو:
- أولا الإقرار الذاتي بأن ما تعاني منه ربما هي حالة من رهاب الزواج، وأن عليك مواجهتها.
- رفع ثقتك في نفسك، فبالرغم من الحذر والخجل، إلا أن هناك أخرى إيجابية عندك مما يمكن أن يعينك على تجاوز هذا الحال.
- تذكري أن التجنب والهروب أو الانسحاب لا يحلّ المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم، وتصبح مزمنة.
- انتهزي أول فرصة للزواج تأتيك لخوض غمار هذا الأمر، وعدم الهروب والاعتذار والتبرير والتجنب.
- تذكري أن هناك أسرة سعيدة ستتكون، أنت عمودها الأساسي، وهذه الأسرة تنتظر أن تخرج للوجود، والله مثيبك عليها خير الثواب.
- تذكري أيضا أنك لا تفعلي هذا لمجرد الثواب، فسعادتك متوقفة ربما على المبادرة والتقدم والجرأة في متابعة الأمر، وإلى العزلة والوحدة، إن لم تكن الآن ففي المستقبل.
- استعيني بإحدى قريباتك، أو صديقاتك لتقف معك خلال فترة الخطبة، ومن ثم الزواج، فالإنسان يحتاج أحيانا لمن يقف معه ويشدّ من أزره.
- تذكري أيضا أن الكثير من الفتيات والفتيان، يقبلون على الزواج بالرغم من عدم وجود الخبرة السابقة في التعامل مع الجنس الآخر، بل هذا الأمر عادي تماما.
ولعل في هذا ما يفيد، وتذكري أيضا مقولة: "فساد الأمر أن تتردد".
شرح الله صدرك لما أنت مقبلة عليه -إن شاء الله-، ورزقك صواب الرأي والقول والعمل، وأعانك على تكوين الأسرة السعيدة.
والله الموفق.