تسارع نبضات القلب أرق حياتي، فهل أحتاج لأدوية مسكنة أم أدوية القلب؟
2016-12-07 02:26:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوه الكرام جزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم.
أنا شاب وزني 100 كلغ، ولا أدخن، أشعر بأن نبض القلب يتوقف لمدة ثانية، وتأتي نبضة مباغتة، وأشعر أنه في تلك اللحظة كأنه يقاوم قوة، وتكون النبضة بعد التوقف قوية أحيانا وأشعر بها، بدأت هذه المشكلة معي بعد عودتي من العمل منهكا، وكنت أشعر بها بعد الأكل، وأثناء الراحة قبل النوم، وكانت تأتي على فترات متباعدة.
علما أنني قبل المشكلة كنت كثير القلق والخوف، والتفكير في كل شيء، وفي المستقبل، وأتردد كثيرا في المناسبات، وأخاف من مقابلة الناس، وأفكر في كل كلمة قبل أن أقولها، والمواقف التي تحدث لي، وأحيانا وفي بعض المواقف، أشعر أن قلبي ينبض بسرعة رهيبة.
وأعاني من الاهتمام والحرص الزائد، وهذه المشكلة بدأت معي منذ بداية عملي، فأنا أفكر كثيرا به، وأصبحت أرى في منامي الأشياء التي كنت أفكر فيها طوال اليوم، وأحيانا أرى أحلاماً مزعجة، وعندما أقوم من النوم، أشعر بالنبض يزداد، كل يوم أفكر متى سأنام، وأعاني من الأرق دائما، نومي متقطع في كثير من الأحيان، وعندما أذهب للنوم مبكرا، وتمر الساعات دون النوم، أشعر بالخوف أن أذهب للدوام دون نوم.
مررت بفترة كنت كثير التردد للمستشفى، وأوسوس كثيرا من الأمراض، حتى تبين أنني أعاني من القولون العصبي، وكنت أعاني من الصداع، وأذهب لطبيب المخ والأعصاب، وفي كل مرة يقيس الضغط يجده مرتفعا، ولا يرتفع الضغط إلا عند زيارتي للطبيب، وكنت أحرص على أخذ القياسات اليومية، وكانت طبيعية، فأجرى لي الطبيب أشعة مقطعية كانت نتيجتها سليمة.
ذهبت لاستشاري في مستشفى حكومي، أجرى لي تخطيطاً، وظهرت لدي حوالي 12 خارجة في الدقيقة الواحدة، ومن رسم التخطيط طمأنني الطبيب بأن القلب سليم، ولا مشكلة بالبطين والأذين، وأن سبب المشكلة هو القلق والتوتر، وأنا أشعر بالخوف والقلق أن يكون لدي مشكلة في القلب، فقد سألني الطبيب سابقاً إن كنت أعاني من أي مشاكل في القلب، واعتمد على نتيجة تخطيط القلب، وتحاليل الغدة وفقر الدم، واخبرني بأنه لا مشاكل لدي.
الآن أصبحت الحالة تلازمني طوال اليوم دون توقف أبدا، لدرجة أني أشعر بها كل 4 أو 5 نبضات، وأحيانا أشعر بتسارع النبض، فأرجو منكم مساعدتي في مشكلتي هذه لكي أرتاح نفسياً وأخرج من الانطواء الذي لازمني، ولا أعرف هل أحتاج للأدوية المهدئة، أو أدوية القلب، أم أحتاج لعمل أشعة للقلب؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الأعراض المذكورة في الاستشارة تتماشى مع ما يسمى خوارج الانقباض, وهذا الأمر يعتبر شائعا في سن الشباب، وخاصة في حالات الإجهاد والتعب والتفكير الزائد، أو القلق.
وخوارج الانقباض عبارة عن ضربات زائدة عن الضربات النظامية للقلب، وتكون أقوى من الضربة العادية، وتسبب بعدها توقف القلب لمدة قصيرة، وهو ما تشعر به حاليا, ويمكن لهذه الحالة أن تترافق مع الشعور بسماع نبضات القلب عند النوم، أو بصعوبة في التنفس، أو التعب والإعياء، وهي غالبا ما تنتج عن القلق، أو التعب، أو فقر الدم، أو اضطرابات الغدة الدرقية, وعادة تعتبر خوارج الانقباض سليمة من الناحية الطبية، إلا إذا كانت متكررة بشدة، أو كانت ضربتين، أو ثلاث ضربات في الوقت ذاته، ويمكن أن تعالج عادة بالأدوية المنظمة لدقات القلب، بعد إجراء الدراسة الطبية المناسبة.
وحسب ما أوردت في الاستشارة، فإن الدراسة الطبية كانت سليمة -والحمد لله- لذا لا داعي للقلق، ويمكنك الاطمئنان بأن الحالة ستزول قريبا، خاصة إذا حاولت تجاهلها، والانشغال عنها بأمور حياتك الاعتيادية.
ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: محمد مازن، تخصص باطنية وكلى.
وتليها إجابة الدكتور: محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسأل الله لك العافية والشفاء، -أخي-: رسالتك رسالة واضحة جدًّا، وقد أفادك الأخ الدكتور/ محمد مازن -جزاه الله خيرًا- حول الخوارج الانقباضية، وهي ظاهرة معروفة جدًّا خاصَّة في سِنِّ الشباب، وبالنسبة للأشخاص القلقين.
أعراضك في مجملها يلعب القلق فيها دورًا كبيرًا، وكذلك المخاوف، وكذلك الوساوس، مثل حالتك هذه نسميها بقلق المخاوف الوسواسي، وهذا تشخيص شائع جدًّا، والقلق والخوف والوساوس كثيرًا ما تتداخل مع بعضها البعض، وأنت من وجهة نظري المتواضعة شخصيتك أصلاً لديها سمات القلق، وهذا الاهتمام والحرص الشديد هو سمة من سمات الوسواس، ليس في مستواه المرضي، ولكن بمستواه الوصفي، أي أنه سمة تُلازم شخصيتك.
أنا لا أراك مريضًا، لكن تُوجد ظاهرة، وهي ظاهرة مهمَّة يجب أن تُعالج:
أولاً: يجب أن تطمئن أنه ليس لديك شيء خطير.
ثانيًا: أرجو ألا تتردد بين المستشفيات.
ثالثًا: عش حياة صحيَّة، وأول ما يجب أن تقوم به هي ممارسة الرياضة، الرياضة مفيدة جدًّا لعلاج هذه الخوارج الانقباضية، وفي ذات الوقت تمتص القلق تمامًا.
رابعًا: كن إيجابي الفكر، كل ما يأتيك من وسوسة يجب أن تحقِّرها، وأن تبني على ما هو إيجابي.
خامسًا: اجعل لحياتك منهجا من حيث تنظيم الوقت، والفعاليات والتواصل الاجتماعي، والحرص على العبادات خاصة الصلوات في وقتها، والمشاركات الأسرية، وبر الوالدين، وتطوير مهارات العمل، القراءة، الاطلاع، الترفيه على النفس بما هو طيب ومباح وحلال وجميل، ولا بد من أن تكون هنالك منهجية بهذا الشكل، هذا كله يؤدي إلى ما نسميه بالصحة النفيسة الإيجابية، وهي المطلوبة في حالتك.
أيها -الفاضل الكريم-: أريدك أيضًا أن تُخفف من تناول الشاي والقهوة إذا كنت من المُكثرين، لأن الكافيين بصفة عامَّة يؤدي إلى هذه الخوارج الانقباضية، ويجب أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة -كما ذكر لك الأخ الدكتور محمد مازن-.
بقي أن أقول لك أنك محتاج لعلاج دوائي، نعم الدواء سوف يُساعدك ويُساعدك كثيرًا، أنتَ محتاج لأحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، ومحتاج لأحد كوابح البيتا البسيطة والسليمة، والدواء الجيد، والذي سوف يفيدك كثيرًا هو عقار (زولفت) والذي يُسمى علميًا (سيرترالين)، وربما تجده تحت مسميات تجارية مختلفة في البلد الذي تعيش فيه.
إنِ استطعت أن تذهب للطبيب النفسي فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تستطع فتحصّل على الدواء وابدأ بجرعة نصف حبة -خمسة وعشرين مليجرامًا- ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلاً -أي مائة مليجرام- وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي يجب أن تستمر عليها يوميًا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارجع للجرعة الوقائية بأن تُخفض الدواء، وتجعله حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين آخرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
السيرترالين دواء سليم، غير إدماني، ليس له أي أضرار، فقط قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، لأنه يفتح الشهية نحو الطعام قليلاً، كما أنه قد يؤدي تأخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنّه لا يؤدي إلى مشكلة في الإنجاب.
الدواء الآخر هو الإندرال/ بروبرالانول، تحتاج أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.