اختلف الأطباء بين الديسك ونتوء الجمجمة وضمور المخ.. فما رأيكم؟
2016-12-07 03:06:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 35 عاماً، أعاني من التعب والإرهاق، وفي بعض الأحيان أعاني من الأعراض التالية:
-عدم الاتزان.
-سرعة دقات القلب.
- الشعور بالاختناق وكأنني في مكان مغلق دون أكسجين.
- زغزغة في الشفاه.
- ثقل باللسان.
- ألم الرأس أحيانا.
أجريت الفحوصات وإيكو القلب، وتحاليل الغدة، وفيتامين (بي 12)، والرنين المغناطيسي، وعند عرض الرنين على أخصائي العظام، أشار إلى وجود ديسك في الرقبة، في الفقرة الرابعة والخامسة، ووجود نتوء داخل الجمجمة بعظم الجمجمة تجاه الدماغ، وأكد الطبيب بأن هذا النتوء طبيعي.
ذهبت إلى جراح الأعصاب، نفى الجراح وجود النتوء، وقال بأن الأمر طبيعي، وهناك ضمور مخي، وفسره بأن المخ كأنه جبال، والفراغ الذي بين الجبال أوسع من الطبيعي، لا أستطيع الوصف لصعوبة وصف الطبيب، ولكنه كتب أدوية، منها ما يتعلق بالاكتئاب، ومنها للتوتر، وللشد العضلي، والتهاب المفاصل.
علماً بأني لم أتناول أي نوع من الأدوية بسبب الخوف منها، وقد أكد الأطباء عدم وجود مرض، أو ورم، أو خثره في الدماغ، وألم الرأس بموقع النتوء الذي أخبرني به أخصائي العظام.
أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أخي الكريم: أنت ذهبت إلى الأطباء لتستفسر عن حالتك وتعرف ما بك، وبعد أن فحصك الأطباء بصورة دقيقة وجيدة وأكدوا لك أنك طبيعي، فيجب أن تقتنع بذلك.
موضوع النتوء من الواضح أنه لا يوجد أي شيء مُزعج، الاختلافات البسيطة والتباينات ما بين التكوينات الطبيعية لدى البشر أمرٌ معروف وموجود.
كلمة أنه يوجد لديك (ضمور مخي): أنا لا أعتقد ذلك، إدراكك ممتاز، كلامك ممتاز، فكرك جيد ومترابط، ولا يمكن لشخص يُعاني من ضمور دماغي أن يكون له مثل هذه المقدرات، فأرجو أن تطمئن.
أنا لا أقول لك إنك لا تعاني من شيء، لا، أنت تعاني من قلق المخاوف، وقلق المخاوف مزعج، ولكنّه ليس خطيرًا وليس مرضًا عضويًا.
عدم الاتزان، والشعور بخفة الرأس، وتسارع ضربات القلب، والشعور بالكتمة، والاختناق، والزغللة، وما يُهيأ لك أنه ثُقلٌ في اللسان، وألم بالرأس، هذا كله ناتج من القلق، والقلق يؤدي إلى توترات، والتوترات تؤدي إلى انقباضات عضلية، وهكذا تظهر هذه الأعراض، كما أن القلق يكون مصحوبًا بزيادة في إفراز مادة الأدرينالين، مما يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وما يصحب ذلك من أعراض.
أرجو أن تكون قد اقتنعتَ بما ذكرته لك، وأنا أقول لك إن علاجك هو عند الطبيب النفسي، هذا لا يعني أنك مريض نفسيًا، ولكنها ظاهرة نفسية قد تكون مزعجة لك، وسهلة العلاج عند الطبيب.
الذي تحتاجه هو أحد مضادات قلق المخاوف، وتحتاج أن تُكثِّف التمارين الرياضية والاسترخائية، وأن تصرف انتباهك من خلال حسن استغلال وقتك، ولا تترك مجالاً للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني، وتواصل اجتماعيًا.
وبهذه الكيفية –أيها الفاضل الكريم– تستطيع أن تتخطّى هذا الذي بك، وعليك بالدعاء والصلاة في وقتها.
بهذه الكيفية –أخي الكريم– تتخطّى هذه المخاوف المرضية، فاذهب وقابل الطبيب النفسي، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فأنا أقول لك: عقار (سبرالكس)، سيكون دواءً ناجعًا وفاعلاً، يُضاف إليه جرعة بسيطة من الدواء الذي يعرف باسم (دوجماتيل).
جرعة السبرالكس هي خمسة مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، يتم تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم ترفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه هي الجرعة العلاجية، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول السبرالكس.
هو دواء ممتاز، دواء فاعل، لا يُسبب الإدمان، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، كما أنه ربما يؤخّر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنّه قطعًا لا يؤثِّر على هرمونات الذكورة أو الصحة الإنجابية عند الرجل.
أما الدوجماتيل، وهو دواء مساعد، فجرعته المطلوبة في حالتك هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسون مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، فهو دواء سليم جدًّا، وفاعل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.