تصيبني رعشة في الفك وسائر الجسد عندما أتعرض للتوتر، فما تفسير ذلك؟
2016-12-20 00:32:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا أشكركم على جهودكم الجبارة التي أراحتنا كثيرا.
أنا شاب أعزب عمري 28 سنة، وزني 67 كلغ، وطولي 170 سم، أستعمل مخدراً يسمى الكالة، وهي مادة التبغ التي توضع تحت الشفاه، أسهر ليلا وأنام الثالثة صباحا، صحتي جيدة، وأنام في الليل بدون أي مشاكل أو تقلبات، أمشي جيدا بدون تعب أو كلل، نشيط في حركتي لا أتعب بتاتا، حتى أنني أصعد الدرج جرياً للطابق الثالث أو الرابع.
منذ 6 أشهر، بعد ذهابي للمقهى أصبحت أعاني من كثرة التجشؤ بعد الأكل، والشعور بالغثيان، وألم في الجهة اليسرى تارة، واليمنى تارة أخرى، وأسفل البطن، وألم في الرقبة والكتفين، خصوصا عندما أتوتر أو أتعرض لمشاكل نفسية، تليها رعشة وارتجاف في الفك وسائر الجسد، بدون وجود حمى أو ألم في المعدة، والرغبة في الاستفراغ، حيث أرتاح بعده، أو عند شرب اليانسون المطبوخ، أو عند دخولي للحمام، وأعاني من غازات كثيرة في بطني، كما أعاني من الإسهال، والبواسير بسبب الإمساك.
حين أستعمل دواء تريميدات tremidat أرتاح وأشفى، كما أشعر بالراحة عندما أواظب على الأكل المنظم، وأعتقد أن حالتي هي القولون العصبي، فهل ما أعانيه فعلاً القولون، أم أنه التهاب في المعدة بسبب التبغ الذي آخذه، وهل يجب علي إجراء تحاليل معينة؟
أعلم بضرر مادة التبغ، ولكن ما يزيد قلقي الرعشة التي تصيبني أثناء التوتر، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
(الكالة) هي -كما ذكرتَ- تُصنَّع من التبغ، وتُوضع بين الشِّفة واللثَّة في كثير من الأحيان، وتنتشر في المغرب بهذا الاسم، وفي بلاد أخرى تكون بأسماء أخرى، مثل (الشمَّة) في اليمن، (التُنبَّاك) أو (السعوط) في السودان، وهي لها نفس مفعول التبغ، مُنشِّط، مادة النيكوتين هي التي تؤدي إلى الإدمان، وتؤدي إلى الشعور بالنشاط -كما ذكرتَ- وطبعًا لوضعها في الفم فقط يتسرَّبُ جزء منها إلى المعدة، وهذا ما يؤدي إلى أمراض المعدة التي ذكرتها، وأُجريتْ أبحاث كثيرة عنها في السودان، ووجد أنها لها علاقة بسرطان اللثة والفم، إذ استعمالها الكثير يؤدي إلى سرطان اللثة والفم.
فهي تحتوي على مادة النيكوتين، ومادة النيكوتين تُسبب الإدمان، فأول شيء -يا أخي الكريم- يجب عليك التوقف عن استعمال الكالة لأضرارها على المدى البعيد، إمَّا على الفم واللثة، وإمَّا الإدمان عليها وصعوبة التخلُّص منها، أما باقي الأعراض التي ذكرتها فكلها تدل على أعراض قلق وتوتر نفسي، أعراض جسدية وبدنية للقلق النفسي، الحركة التي ذكرتها هي من الأعراض الجسدية للقلق النفسي، وكل الأشياء التي ذكرتها الأخرى تنم عن أعراض قلق نفسي وتوتر، سواء كان له ارتباطًا بالعمل، أو بظروف حياتية أخرى.
إذًا نصيحتي لك بعلاج القلق والتوتر، وهذا يمكن أن يكون بعلاج دوائي أو علاج نفسي، والعلاج النفسي يكون بالاسترخاء، والاسترخاء يتم بطريقتين: إمَّا الاسترخاء العضلي، وهذا طبعًا يتطلب مُعالج يقوم بتدريبك عليه، ثم بعد ذلك تُمارسه بنفسك، أو الاسترخاء عن طريق التنفس (الزفير والشهيق) فهو أسهل، وأغمض عينيك لمدة خمس دقائق، وخذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم أخرجه بقوة وببطء عن طريق الفم، عدة مرات في هذا الوقت من الزمن، وأثناء هذه العملية تخيّل أنك تنظر إلى شخصٍ تُحبُّه، أو تخيَّل أنك في مكانٍ جميلٍ تُحبُّه وتأنس به، وكرر هذا التمرين ثلاث، أو أربع مرات في اليوم الواحد.
وإذا تخلَّصت من هذه الأشياء فبها ونعمت، وإلَّا فهناك أدوية يمكن أن تُساعدك في التخلص من القلق والتوتر النفسي، وأنصحك بمراجعة طبيب نفسي في هذا المجال، لأنه يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب، والتوقّف عن استعمال الأدوية عندما تزول هذه الأعراض، فالطبيب هو الذي يُحدد الدواء المناسب، والجرعة المناسبة، والمدة المناسبة لاستعمال الدواء.
إذًا خلاصة الأمر: توقف عن استعمال الكالة نهائيًا، وجرِّب نفسك أساليب الاسترخاء -كما ذكرتُها-، وهناك أشياء أخرى مثل رياضة المشي أيضًا تُساعد على الاسترخاء، وإذا كل هذه الأشياء لم تُجدي ولم تفيد قم بمراجعة طبيب نفسي؛ لأنه قد يقوم بوصف وصرف أدوية لك تُساعدك في هذا الأمر.
وفقك الله وسدد خطاك.