لدي نوبات هلع متكررة رغم العلاج.. فبماذا تنصحونني؟
2016-12-20 02:08:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مريض وشخصت حالتي بمرض (panic with agorophopia)، وذلك منذ ثمان سنوات، عرضت نفسي على عدة أطباء، وأغلبهم وصف لي علاج (السيروكات 20mg)، حبتين ليلا، ثم نصف حبة ليلا، ودواء (اندرال 10mg) مقسمة خمسة صباحا ومساء، أكملت مدة شهر في العلاج، وأعاني من فترة لأخرى من نوبات القلق بشكل متقطع، وأعاني من الخفقان وضيق التنفس والتلعثم، فبماذا تنصحونني؟
مع خالص شكري وتقديري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ليت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: اضطراب الهلع مع رهاب الساحة من الأمراض المنتشرة، وماذا يعني؟ يعني أنك مُصاب بنوبات هلع متكررة، ونوبات الهلع هي عبارة عن خوف شديد يُصاحبه إحساس بأن الشخص سيموت أو يُغمى عليه، أو يُصاب بنوبة قلبية مع تعرُّق شديدٍ وزيادة في ضربات القلب، وأعراض قلق أخرى، وتستمر النوبة عادةً عشرة إلى خمسة عشر دقيقة، ثم يرجع الشخص طبيعيًا، ويمكن أن تتكرر عدة مرات في اليوم يوميًا، أو عدة مرات في الأسبوع، أو أحيانًا بضع مرات في الشهر الواحد، ويُصاحبها نوع من الضيق بين النوبات، وخوفًا من حدوثها مرة أخرى، ولكن الأهم أحيانًا يتحول هذا الخوف إلى نوع من الفوبيا أو الرهاب من الخروج من المنزل، أو عدم ترك المنزل خوفًا من أن يُصاب بهذه الحالة -نوبة الهلع-، وهو وحيد ولا يجد أحدًا يُساعده أو يُعينه، ولذلك يظلُّ جالسًا في البيت ولا يخرج إلَّا برفقة شخص حتى ولو كان مَن يُرافقه طفلاً صغيرًا، هذا يُسمَّى باضطراب الهلع مع رهاب الساحة.
أهم عنصر في علاج هذا الاضطراب هو العلاج السلوكي المعرفي، هذا هو العنصر الرئيسي، ثم بعد ذلك يأتي العلاج الدوائي مثل الزيروكسات وغيره، والعلاج السلوكي المعرفي يتأتَّى بوضع برنامج متدرِّج ومنضبط ومحكم، برنامج يتم من خلاله الخروج من المنزل لمسافة قصيرة، ثم تزيد هذه المسافة بالتدرُّج حتى يزول القلق عند الشخص، ويتم هذا تحت إشراف مُعالج نفسي متمرِّس في العلاج السلوكي المعرفي.
إذًا العلاج الذي تأخذه لا غبار عليه، ولكن لابد من إضافة عنصر العلاج السلوكي المعرفي، أما الـ (إندرال)، كما تعرف فهو فقط تحسين ويُخفف ضربات القلب والرجفة عند الإحساس بالقلق، ولكنّه ليس علاجًا للرهاب الاجتماعي.
إذًا أنصحك بأن تُجرب العلاج السلوكي المعرفي، مع الزيروكسات الذي تستخدمه الآن، -بإذن الله- تختفي هذه الأعراض المتبقية عندك من القلق والتوتر النفسي التي ذكرتها.
وفقك الله وسدد خطاك.