والدي يعاني من أرق وصعوبة في النوم.. كيف نساعده؟
2016-12-28 04:47:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
يعاني والدي منذ فترة من أرق وصعوبة في النوم؛ مما أدّى إلى ظهور حالة من الوسواس خوفا من أن لا ينام.
وصف له طبيبه الخاص أقراصا خفيفة المفعول لتساعده على النوم، وبالرّغم من حصوله على ساعات نوم كافية إلا أنّه طوال اليوم تراوده أفكار سلبية حول النوم من قبيل ماذا لو لم أنم؟ ماذا لو أخذت الأقراص، ولم تعطني مفعولا؟ ماذا لو أدمنت عليها؟ الأمر الذي أدخله في حالة من الاكتئاب والتفكير الفرط؟ فكيف يمكننا مساعدته لتجاوز هذه الحالة؟ علما أنّ لديه رهابا من الأدوية.
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wiem sh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح جداً أن مشكلة والدك الآن ليس الأرق، ولكن تحولت إلى وسواس، الآن المشكلة هي الأفكار الوسواسية التي تتردد عليه باستمرار وتتعبه وتؤرقه فيجب علاج هذه الأفكار الوسواسية، وعلاج الوسواس إما أن يكون علاجا دوائيا، أو علاجا نفسيا، والعلاج النفسي هو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، وفيه يتم تمليك والدك مهارات معينة للتغلب على هذا الوسواس، ووقف التفكير فيه بصورة مستمرة من خلال ما يعرف بتحويل التفكير إلى أشياء أخرى، أو محاولة إيقاف التفكير عن طريق الكلام بصوت داخلي (قف، قف، قف) أو محاولة تعليمه أن يفكر في أشياء أخرى غير هذه الأفكار المتكررة عنده.
ويفضل أن يكون هذا تحت رعاية معالج نفسي متمرس في مهارات العلاج السلوكي المعرفي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يمكن إعطاء أدوية تساعد على النوم في نفس الوقت تكون ضد الوسواس القهري مثل الفافرين، الفافرين هو من الأدوية التي تنتمي إلى فصيلة أس أس أر أيز التي تقوم بزيادة مادة السيرتونين في دماغ الإنسان، وهو فعال جداً ضد الوسواس القهري وفي نفس الوقت يساعد والدك على النوم، فيمكن إعطائه ليلاً نبدأ بجرعة 50 مليجراما نصف حبة بعد أن يتناول قليلا من الطعام في الليل، ويبلع النصف حبة، وبعد أسبوع أو 10 أيام يمكن زيادتها إلى حبة كاملة، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى هناك أشياء معينة يجب أن يفعلها في موضوع النوم، فليعرف أن عدم النوم صحيح مقلق ويزيد التوتر، لكن ماذا يحدث إن لم ينم ليلة أو ليلتين، فيجب أن ينام في وقت محدد، تطفى كل الأنوار في هذا الوقت وإذا لم ينم، فليتحرك من السرير لا يتقلب فيه لا يفكر في أنه سينام أو لا ينام، ويقوم بفعل شيء آخر، ولا تنس أيضاً أن توصي والدك بالأذكار الليلية، وقراءة جزء من القرآن والأدعية -وإن شاء الله- أيضاً تساعد في هذه الأشياء.
وفقك الله وسدد خطاك.