أعاني من الاكتئاب بسبب أني رسبت، ما توجيهكم؟
2017-01-15 04:36:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أريد أن أسألكم –إخواني- أنا طالب ثانوية عامة، ورسبت في السنة الأولى، وأنا أعيد وأحسُّ في نفسي أني سوف أرسب!
هناك عدم رغبة في الدراسة، وأنا مكتئب ومعزول عن العالم من حولي، لا أكلم صديقاً، حتى عائلتي، فهناك ضغوطات عليّ من قبل والدي الذي تفاجأ برسوبي، وكل أصدقائي تفاجأوا برسوبي، فقد كنت الأول ومن المتفوقين، لا أعرف ما الذي حصل في الثانوية؟!
لا أستطيع الخروج من البيت، وأصبحت لا أصلي، وأحياناً صلاة الجمعة لا أصليها خوفاً من أن يراني أحد! أفكر في الانتحار يومياً، ساعدوني، فرِّجوا عني.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
النجاح هو من توفيق الله تعالى، ثم يعتمد على الجهد، ومن يزرع يجني ويحصد، هذا لا شك فيه، وأهم نقطة يجب أن تُدركها هي إدراك أهمية العلم، إذا أدركت قيمة الشيء سعيت إليه حتى تصل إليه، وإن لم تُدرك قيمته فلن تسعى له ولن تهتمَّ له.
أيها الفاضل الكريم: لا تأسَ على هذا الرسوب الذي حدث لك، لكن كن حازمًا مع نفسك وابدأ بداياتٍ جديدة، فيجب أن تُصلِّي، تركك للصلاة مُصيبة كبيرة جدًّا، لا تجعل الشيطان يُحاصرك في هذه الدائرة والدهليز السيئ والمظلم.
اعرف أن الله تعالى قد حباك بقدرات وطاقات، وأن ملايين الطلاب يمتحنون وينجحون، وأنت -إن شاء الله تعالى- تكونُ واحدًا منهم، وتنظيم للوقت بسيط جدًّا وسوف يؤهلك تمامًا للنجاح.
يجب أن تنام نومًا ليليًا مبكرًا، النوم الليلي يُرمم خلايا الدماغ، يُجدد الطاقات، ويُحسِّن الرغبات في عمل الصالحات، والدراسة هي -إن شاء الله تعالى- أحد الأعمال الصالحة، بل إن الله وملائكته ليصلون على طالب العلم، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع.
( ثم إن النوم الليلي المبكر – يشترط معه أن تتجنب النوم النهاري على الإطلاق، أي تبتعد عنه تمامًا)، وأريدك حين تنام (ليلاً ومبكراً) أن تستيقظ لصلاة الفجر، وبعد أن تُصلي الفجر خذ حمّاماً سريعاً، اشرب كوبًا من الشاي، ثم اجلس لتدرس مدة ولو يسيرة من الوقت قبل الذهاب إلى المدرسة، هذه طريقة عظيمة.
ما تدرسه في الصباح في خلال الوقت اليسير يُعادل ثلاث إلى أربع مرات من الدراسة في بقية اليوم، هذا الكلام ليس مبالغاً فيه أبدًا، الصباح هو وقت تحسُّن الإدراك، ووقت تحسن التركيز، لأن خلايا الدماغ تكون في حالة ترميم تام من خلال النوم الليلي المريح.
يجب أن تمارس تمارين رياضية لمدة نصف ساعة على الأقل، ويجب أن تكون تغذيتك سليمة، ويجب أن تبحث عن رفقة طيبة من الطلاب المتميزين؛ لأن من عاشر القوم صار منهم، ومن صاحب المتميزين صار متميزًا؛ ولأن التحصيل الدراسي وطالب العلم أحيانًا يحتاج لمن يأخذ بيده.
هذا هو الذي أوجّهك إليه، وأنصحك به، وانظر للحياة بأمل، التفكير في الانتحار هو أسوأ قرار، خسارة في كل شيء، خسارة للدنيا، وخسارة للآخرة، وعقاب أليم أشد وأبقى، وألمٌ وقساوة على من تتركهم بعدك، احذر ذلك يا أخي، فهذا لا يليق بك كمسلم، ويجب ألا تفكّر فيه أبدًا.
انطلق انطلاقة جديدة، -وإن شاء الله تعالى- سترى التغيير، لا تؤجّل، لا تكن تاركًا للصلاة وتسوِّف وتقول: (أبدأ باكرًا أو غدًا أو بعد يومٍ أو يومين...أو هكذا)، بل ابدأ فوراً، حين تصلك رسالتي هذه طبق ما بها، ولا تسوِّف، ولا تؤجل عمل اليوم لغد، وحافظ على واجباتك الدينية، فمن أفلح في دينه أفلح في بقية حياته، قال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أُمرتُ وأنا أول المسلمين}، وستجد أن خيرًا كثيرًا قد عاد عليك وإليك.
تأكد – أيها الابن الفاضل – أن الإنسان حين يقوم بأي مردود إيجابي، بأي فعلٍ إيجابي ناجح يحسُّ بمردود إيجابي كبير، تنشرح نفسه ممَّا يؤدي إلى المزيد من الإنتاجية والإيجابية وحُسن التركيز والنجاح والإبداع، فالله تعالى يقول: {قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلَّى}.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.