كلما أردت أن أدعو الله وأخشع له أشعر بما يمنعني من ذلك، فما الحل؟
2017-02-08 02:48:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أم ضعيفة ومقهورة أكتب لك -أيها الشيخ الكريم- وأنا لا حول لي ولا قوة إلا بالله، أنا في مشكلة كبيرة، ولا أعرف كيف أتوجه إلى الله، ولا كيف يكون لي وصال مع الله!
كلما أردت أن أدعو أو أطلب ربي أحس بشيء غريب في صدري، أنا أتعذب، لا أستطيع أن أخشع ولا أركِّز، ولا أعرف أن أتكلم مع الله، أجد نفسي كأنني غائبة عن عقلي.
اليوم نويت أن أقوم الليل؛ لأنه سهم من سهام الله؛ لأني في ورطة لا يقدر عليها إلا الله، ولكن لا أشعر بأي خشوع ولا تركيز ولا صلة، لطالما كنت مداومة على صلاتي وقيامي طوال حياتي، وأنا كثيرة الاستغفار، ولكن مشكلة الخشوع تقلقني كثيرا، أشعر بأني بعيدة كل البعد عن ربي.
كيف أتقرب إلى الله؟ كيف أخشع إلى الله؟ كيف أرجوه؟ انصحني من فضلك أريد حلاً، وأنا أطلبه من الله قبل أن أطلبه منك.
أنا رجائي فيه كبير، ولكن لا أحسُّ بأي وصال هل هناك سبب؟ أنا في مشكلة كبيرة، وأنا بحاجة إلى ربي أمس الحاجة، كيف أتخشع إليه ليقضي حاجتي؟ كيف أحس بأنني قريبة من الله؟
أطلب من الله أن يغيثني، أرجوك أريد الجواب في أقرب وقت، وادعو معنا أنا وزوجي أن يفرج الله همنا ويقضي حاجاتنا، ويجعل في طريقنا من في قلبهم رحمة، ويبعد عنا من لا رحمة في قلبهم، والله هو المستعان.
رجاء من أمٍّ قلبها يتعذب ويتقطع، أرجو منك أن تساعدني.
وجزاك الله كل خير والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالقرب من الله والخشوع بين يديه يحتاج إلى صدق التوجه إلى الله، وصدق التوبة والالتجاء إليه، وكمال التوكل عليه، وحسن الظن به، وكمال اليقين باستجابة الدعاء وتفريج الكربات؛ فهو سبحانه عند ظن عبده به.
والنفس البشرية يمنعها من هذه الأمور المعاصي والمنكرات، وخواطر الشيطان ووساوسه؛ لذا ننصحك بالتوبة النصوح، وفعل الطاعات، وترك المعاصي والمنكرات، مع كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، والصدقة؛ حتى يغسل ما في قلبك من درن وتزكو نفسك، وتشعرين بانشراح الصدر؛ فإن للنفس إقبالا على الله إذا زكت، ولها إدبار عن الله إذا وقعت في المعصية أو الغفلة، فعليك بالطاعة عند إقبال النفس والعناية بها عند إدبارها.
ولا تستعجلي ولا تيأسي من ذلك؛ فإن النفس تحتاج إلى وقت من المجاهدة حتى تستقيم قال سبحانه: ﴿وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ﴾.[العنكبوت: ٦٩].
والخشوع في الصلاة يحتاج إلى عناية بأمر الصلاة والاستعداد لها والابتعاد عن الشواغل وتفريغ الذهن من الأفكار المزاحمة للعبادة، مع تحصيل كمال الطهارة لها، واستحضار الوقوف بين يدي الله واستحضار عظمته سبحانه، وأنه يطلع على عبده ويراقبه في صلاته.
ومما يعين على الخشوع أيضا التدبر لما يقرأ الإنسان من الآيات، وكذا تدبر أذكار الصلاة مثل التكبير والتسبيح ونحوها، فمن خلال ذلك تتعلق النفس بالله الذي تسبحه وتكبره ويستشعر الإنسان عظمة خالقه، فتخشع نفسه وتستقر جوارحه، ويمتلئ القلب إيمانا وسرورا وسعادة وطمأنينة.
وعليك بالدعاء بالصلاح والاستقامة والهداية وانشراح الصدر؛ فإن الدعاء من أهم الأسباب لصلاح الحال، وتحري أوقات الإجابة مثل الثلث الأخير وفي السجود وآخر التشهد ونحوها.
مع كمال اليقين بأن الله سيستجيب لك، وعدم الاستعجال.
أسأل أن يصلح حالك ويفرج همك وزوجك ويوفقكما لما يحب ويرضى.