كيف أتعامل مع أخي المراهق الذي يكرهني ولا يحترمني؟
2017-02-20 04:19:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أخي الصغير يبلغ من العمر 19 سنة، يعتبر في سن المراهقة، وهو الآن في الثانوية، منذ شهور تغيرت معاملته معي ومع أمي، فأصبح كل ليلة يعذب والدتي في الليل بالكلام وهي نائمة.
حينما يعود من الدروس الخاصة به يريد أن يأكل، ويوجد طعام له في الثلاجة، لكن على الرغم من ذلك يظل يصيح عليها، ولذلك لم أتمالك نفسي، فقمت بالشجار معه، ومنذ ذلك اليوم وهو يكرهني، حاولت أن أفهمه وأتصالح معه، ولكنه يرفض ذلك بأسلوب سيئ ومستفز، ومنذ ذلك الوقت تحدث بيننا مشاجرات ومشاكل، حتى أنه في يوم مد يده علي وقد أمسك بالسكينة يريد أن يطعنني بها، ولكنني تفاديت ذلك.
ومرة أخرى كاد أن يخنقني لولا والدتي التي كانت بيننا حتى لا يتأذى أحد، وعلى الرغم من أني أستطيع أن أضربه إلا أني لا أريد ذلك، لأني أعلم بأنه في فترة المراهقة، وأخاف أن أؤذيه.
وقد حدث في يوم لم أتمالك نفسي فقمت "بخربشته"، وأنا لا أريد أن يحدث ذلك، وقد حاولت أكثر من مرة أن لا أكلمه أو أتعامل معه، فلربما قد يحس بما يفعله ويتراجع، إلا أنه يريد يوميا أن يبدأ بشجار جديد.
كما أني لا أستطيع إخبار أبي حتى لا يتأثر بذلك أو يحدث له شيء؛ لأنه مريض بالسكر، وأخاف على أبي من ذلك.
أحيانا أشعر بأن هناك من يكره عائلتي من الجيران فقام بعمل سحر لنا، لأنه لم تحدث هذه المشكلة إلا منذ شهور، وأحاول أن أحلها مع أخي إلا أنه لا يدع مجالا لنتناقش.
وأحيانا أخرى أشعر بأنه يتعاطى المخدرات، ولكن لا أتوقع منه ذلك، ولا أعلم ما أفعله حتى ينصلح أخي!
أحيانا أقول بأنها فترة مراهقة، وكل هذه المشاكل ستزول مع الوقت، ولكن لا أعلم لماذا أصبح أخي يكرهني هذا الكره وكأني عدوه اللدود، على الرغم من أنه أخي الصغير، ولم أرفع يدي عليه من قبل، وكنت آخذه معي عندما أزور أقربائي أو أي مكان، ولا أعلم هل السبب في أصدقائه، أم فيما جرى بيننا، أم في ماذا؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:
لا شك أن ثمة أسبابا غيرت طريقة تصرف أخيك معك ومع والدته، ولذلك يتوجب عليك أن تجتهد في التعرف عليها، لأنه كما يقال: (إذا عرف السبب بطل العجب، وأمكن بإذن الله إصلاح العطب).
أخشى أنه يرى أن تعامل أمك معك غير تعاملها معه، ولذلك ثارت في نفسه الغيرة فلم يستطع التعبير عما في نفسه إلا بتلك الطريقة.
قد يكون ضغط الدراسة وكثرة الدروس أثر على نفسيته فصار مشاكسا، ولذلك ينبغي أن تهيئوا له الأجواء المناسبة، وتذللوا له الصعاب.
لمعرفة تلك الأسباب سلط عليه أقرب الناس إلى قلبه من زملائه ليسأله عن علاقته مع أفراد أسرته كلهم، وبأسلوب لا يشعره أنه يعرف شيئا عن ذلك، ولا شك إن كان قريبا من قلبه سيبوح له بكل شيء، وهنا يسأله عن أسباب المشاكل القائمة، فإن أمكن التعرف عليها أمكن معالجة آثارها على نفسه بإذن الله.
أتمنى أن تكتب له رسالة عاطفية وتضعها على سريره أو فوق كتبه تشرح له فيها مشاعرك تجاهه، وأنك تكن له الحب والتقدير، وتتأسف له عما حصل بينكما من الشجار، وأن الشيطان أحرش بينكما، يريدكما أن تتقاطعا وتتهاجرا كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن رضي بالتحريش بينهم).
اشتر له الهدية التي ترى أنه يحبها وقدمها له؛ فالهدية تسل سخائم الصدور، وتوطد المحبة في القلوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).
لتقترب منه والدتك، وتعطيه شيئا من حنانها وعطفها، وتبدي له اهتمامها، ومن ثم تنظر في أسباب تغيره، فلعله يبوح لها بشيء منها.
إن كان له مدرس يدرسه الدروس الخصوصية، ورأيت أنه يمكن أن يؤثر عليه فأسر إليه بتصرفاته، واطلب منه أن يساعدكم في حلها، شريطة ألا يشعره أنكم طلبتم منه ذلك.
إن لم ينفع ما سبق فليجلس معه أقرب أفراد أسرتكم إلى قلبه، ويحاول أن يتفهم منه أسباب تغيره.
عليكم بالدعاء له بظهر الغيب في حال سجودكم، وخاصة من أبيه وأمه، وسلوا الله أن يصلحه ويلهمه رشده، ويرزقه الأخلاق الحميدة؛ فدعوة الوالد لا ترد.
لا بد أن تعرفوا مع من يمشي، وهل أصدقاؤه صالحون أم سيئون؟ فالصاحب يؤثر سلبا وإيجابا كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب. ومن خلال صحبته تستطيعون أن تستشفوا شيئا من أسباب تغيره وهل صار يتعاطى شيئا من المخدرات؟ لا قدر الله.
اجتهدوا في تقوية إيمانه بالله من خلال حثه على المحافظة على الصلوات، والإكثار من النوافل، فقوة الإيمان تثمر مراقبة لله تعالى، وتمنع من ارتكاب المعاصي كعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام.
كن على يقين أنه ما تعادى اثنان بعد محبة إلا بسبب ذنب أحدثه أحدهما يقول عليه الصلاة والسلام: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله) ويقول: (والذي نفس محمد بيده؛ ما تواد اثنان ففرق بينهما، إلا بذنب يحدثه أحدهما).
كان يقول بعض أهل العلم قديما: (أصلحوا ما بينكم وبين الله يصلح الله ما بينكم وبين الخلق)، فاجتهدوا في إصلاح ما بينكم وبين الله ووثقوا صلتكم به وقووا إيمانكم بكثرة نوافل الصلاة والصوم وتلاوة القرآن.
أكثروا من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكم، وأن يصرف الشيطان، ويصلح حال أخيك إنه سميع مجيب.