أعاني من الرهاب الاجتماعي وصرت لا أستطيع التحدث
2017-03-12 03:05:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة بعمر 25 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، بالسابق لم أكن كذلك، وبعد مرحلة المتوسطة بدأت هذه الأعراض.
كنت لا أستطيع القراءة أمام أحد، ومن ثم لا أستطيع التحدث أمام مجموعة كبيرة، يصيبني خفقان شديد بقلبي، يخرسني، ولا أستطيع التحدث، ولا أستطيع أن أصف لك شعوري عندما أرى نفسي بهذا الشكل.
أرى فتيات أصغر مني يتحدثن بطلاقة أمام الجميع، حاولت أن أواجه وأقحم نفسي بالمجالس، لكن ماذا أفعل برجفة صوتي وجسمي يرتعش؟! لا أريد أن أضع نفسي بهذا المنظر، ونظرة الشفقة!
علماً أني دائماً أدعو وأستغفر بأن تذهب عني هذه الحالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بما في نفسك وفي حياتك، أعانك الله وخفف عنك.
دعاؤك واستغفارك دوماً مفيد، يا رعاك الله، إلا أن الرهاب الاجتماعي مشكلة نفسية، وليس بسبب قلّة الدعاء والاستغفار.
من الواضح أنك تعلمين أن الحالة الموجودة عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، وهو من أكثر أنواع الرهاب انتشاراً، والعادة أن يتأخر التشخيص في كثير من الحالات ولعدة سنوات، ففي البداية لا يدرك الشخص ما يجري معه، ومن ثم يعتقد أنها مرحلة وتنقضي، وهي حقيقة تنقضي ومن دون علاج عند كثير من الناس، ولكن قد يتأخر لوقت طويل.
لا بد قبل العلاج السليم من تأكيد التشخيص، فبلا تشخيص لا توجد هناك معالجة مناسبة صحيحة.
من أهم علاجات الرهاب والخوف والأكثر فاعلية هو العلاج المعرفي/السلوكي، وكما هو واضح من اسمه أن لهذا العلاج النفسي جانبان.
الجانب المعرفي، والذي يقوم على التعرف على الأفكار السلبية التي يحملها المصاب، والعمل على استبدالها بأفكار أكثر إيجابية.
والجانب السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم المصاب ببعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، يقوم المصاب بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا.
يشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.
بالإضافة لهذه المعالجة المعرفية السلوكية يمكن للطبيب النفسي أن يصف لك أحد الأدوية، لا أقول التي تعالج الرهاب وإنما تحسن من ظروف العلاج، وإذا لم ترغبي في زيارة الطبيب النفسي فيمكن لطبيب الأسرة أن يصف أحد هذه الأدوية.
يبقى العلاج الرئيسي هو العلاج السلوكي وكما ذكرت، والذي يمكن أن تقوم به الأخصائية النفسية أو المرشدة النفسية. وهناك العديد من الأدوية المفيدة، ويتحدد الدواء المناسب بعد تقييم الطبيب النفسي لحالتك بالشكل الشامل والمناسب.
أنصحك بقراءة كتاب عن حالات الرهاب الاجتماعي، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، ومن هذه الكتب كتابي "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" وهو متوفر عندكم في مكتبات جرير.
أدعو الله تعالى لك بالعافية والشفاء.