زوجي دخله قليل وأنا لا أريد العيش مع أهله، فما الحل؟
2017-03-13 01:33:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
زوجي يعمل في محل براتب 3000 ريال، وكنا نعيش مع أهله، لأن زوجي لا يستطيع أن يفتح بيتا مستقلا، والآن سيتزوج أخوه ويسكن مع أهله، وزوجي يريدني أن أنكشف على أخيه، لأني سأضطر للعيش معهم، وهو يسافر للعمل في الخارج.
ماذا أفعل وأنا أعلم بحرمة هذا الشيء؟ وهل يحق لي أن أرفض العيش مع أهله؟ وهل أسافر معه أم أرجع لبيت أهلي؟
ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك على حرصك على التزام الحجاب، وحرصك على ألا تعصي زوجك في نفس الوقت، وهذا دليل حسن تدينك وخلقك وتقواك وورعك -بإذن الله-.
لا شك أن للجهل والظروف المادية السيئة آثارها السيئة في تعميق المشكلات النفسية والاجتماعية، كما هو حالكم وحال كثيرين غيركم، نسأل الله أن ينعم على بلاد المسلمين بالأمن والاستقرار والرخاء...آمين.
إذا كان يمكنك – أختي العزيزة - أن تحافظي على الواجب الشرعي في الجمع بين طاعة زوجك بالعيش مع أهله وأخيه من غير إخلال بالحجاب الشرعي، وذلك بإمكانية الظهور على (أخ زوجك) من غير تبرج وسفور وتعطر وخلوة ومصافحة ونحوها من المخالفات الشرعية، فهو الواجب المتعين في حقك، وأما إذا كان إلزام الزوج لك في (كشف الوجه) فحسب من غير بقية البدن وغيرها من المخالفات المذكورة فلا مانع؛ مراعاة لخلاف الفقهاء في مسألة (حكم كشف وجه المرأة)، شريطة ألا يكون نظر الأجنبي بشهوة؛ لأن النظر بشهوة ذريعة الفاحشة، كما جمع الله بينهما في قوله سبحانه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن).
وأما إذا تعذر الجمع بينهما - طاعة زوجك والتزام الحجاب الشرعي - فحاولي بذل الجهد في إقناع زوجك بالحجة الشرعية، كمثل قوله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ فقال : الحمو الموت) متفق عليـه، والحمو: هو أخو الزوج أو أقاربه من غير آبائه وأبنائه، وإنما كان الحمو هو الموت: لأنه جرت عادة الناس على التساهل معه وعدم الشك فيه، ولهذا كان أولى بالاحتراز من الأجنبي، لا سيما مع انتشار الشهوات وانكشاف العورات وضعف الوازع الديني في واقعنا اليوم، مما قد ينتج عنه مخالفات شرعية إذا لم يحترز منها بالضوابط الشرعية، وشبه (الحمو) بالموت؛ لما في ارتكاب المعاصي من موت الدين بموت العرض، أو ما يفضي إليه من الطلاق ونحوه.
ولا ينبغي لأهل الغيرة أن يتساهلوا في أعراضهم حتى لو كان الحمو معروفا بالعفة والأمانة والتقوى، لا سيما في زماننا بدليل ما صح عند الترمذي لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، فأطلق وصف الرجل ولم يفرق بين التقي والفاجر في الحكم.
وفي واقعنا كم جر هذا التساهل إلى مشكلات زوجية ومخالفات شرعية، حيث آلت الأمور بين الزوجة وحموها إلى أحاديث عاطفية ثم علاقات محرمة جنسية - والعياذ بالله -، ولهذا قال الله تعالى : (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)، والمنع من قرب الزنا منع عن وسائله المؤدية إليه كالخلوة والمصافحة والنظر بشهوة وانكشاف العورة وتعطر وتزين المرأة وخضوعها بالكلام، ونحوها من مقدمات الفاحشة.
ويمكنك في إقناع زوجك بالاستعانة بمن تأنسين منه العلم في التأثير عليه من أصحابه أو أقاربه ونحوهم.
فإن تعذر إقناعه فلا أنصحك باتخاذ مواقف جريئة ومستعجلة قد تلحق الأضرار بالزواج من غير ضرورة، حيث يمكن للمرأة العاقلة العفيفة أن تظهر على أسرة زوجها بقدر الضرورة من غير ارتكاب للمخالفات الشرعية، ولا أنسى أن أوصيك بالصبر والثبات والنصح بالحكمة والموعظة الحسنة، واللجوء إلى الله بالدعاء أن يفرج ضائقتكم، ويجمع شملكم على التقوى والخير.