بدأت أشعر بالقلق من خطيبتي بسبب بدانتها، ما نصيحتكم؟
2017-03-28 01:48:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب ذهبت لرؤية فتاة من أجل خطبتها, ووجدتها فتاة طيبة وبها جميع صفات الزوجة الصالحة، لكن كان لي ملاحظتان بخصوصها، فهي بدينة، وشخصيتها في بعض الأحيان أحس أنها أقوى من شخصيتي, فهي اجتماعية ومتحدثة لبقة، وأنا خجول بعض الشيء.
علماً أنها مطيعة، ولم أجد منها أي سوء, أقنعت نفسي أن الأخلاق هي ما يهم ويمكن التغاضي عن الشكل فلا أحد كامل, وتمت الخطبة لكن بعد ذلك بدأت أدخل في أزمة نفسية، فأشعر بقلق وتوتر شديد بسبب بدانتها، وأشعر بخفقان شديد في القلب, وحينما أنام أرى أحلاماً مزعجة.
في الفترة الأخيرة بدأ هذا الشعور المزعج بالتزايد مما بدأ يؤثر سلباً على عملي بل وعلى صحتي أيضاً فقد قلت شهيتي، ونقص وزني، وبدأت أحس بعدم الثقة بالنفس.
فكرت في فسخ الخطبة حتى أشعر بالارتياح، والفتاة بها صفات جيدة، وأخاف أن يتأخر بي سن الزواج، وفي نفس الوقت أخاف إذا استمررت في الخطبة أن يستمر معي هذا الشعور بالضيق والتوتر، وعدم الارتياح.
لا أعلم ما أنا فيه، هل هو وسوسة شيطان أم أن عقلي الباطن يرفض الفتاة بسبب شكلها؟ فقد كان تصوري لشريكة حياتي فتاة رقيقة ورفيعة.
أرجو أن تساعدوني، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أحسنت حين جعلت الصلاح (الدين والخلق) هو معيار لشريكة حياتك فذلك هو ما وصانا به نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب.
ملاحظتك الأولى ليست سلبية بل هي في نظري إيجابية، فلباقتها في الكلام وحسن حوارها هو ما يحتاجه الزوج، وخجلك هذا عارض ولن يستمر بل سيزول مع كثرة الخلطة بها ولن يكون له أثر بعد الدخول بها ويكفيك أنها تسمع لك وتطيع أما لو كانت عنيدة ولا تريد إلا رأيها فهذا النوع من النساء ينكد العيشة.
الحياة والمعيشة اليومية في إطار بيت الزوجية ليس مع جسد ماثل أمامك بل مع روح إنسانة وكيانها وطباعها وأخلاقياتها وسلوكها فهي تضفي عليك المحبة والحنان وترعى شئون بيتك وتهتم بك تفرح لفرحك وتحزن لحزنك وتسعى لراحتك وتألقك في هذه الحياة ولقد أحسنت حين أقنعت نفسك بذلك لكن يبدو أن الشيطان يريد أن يفسد ارتباطك بها.
يمكن أن تتفاهم معها وتقنعها بعمل حمية (ريجيم) وذلك بكلام رقيق وحكمة بالغة دون أن تجعلها تخجل أو تتأثر أو تشعر بالنقص وبهذا يتحقق لك ما تريد وتكون قد كسبت لنفسك زوجة صالحة وتحقق لك مرادك ولا أظنها إلا سترحب باقتراحك.
لا تنظر إلى جسم خطيبتك ولكن انظر إلى سمو أخلاقها وحسن سلوكها وجمال روحها فبذلك ترتفع مكانة المرأة في قلب زوجها وتتربع على كرسي حبه فتشغفه حبا.
من الخطأ أن يعتقد البعض أن السعادة الزوجية تكمن في جسد المرأة طولا وعرضا وجمالا فنظر الإنسان يعتاد على الجمال والطول والعرض بعد بضعة أيام من زواجه ويصبح بعد ذلك أمرا طبيعيا واعتياديا ولربما حدثت تغيرات جذرية في المرأة بعد زواجها كأن تسمن أو تصاب بمرض أو تسقط فتكسر يدها أو رجلها أو يتشوه وجهها وما شاكل ذلك فهل هذا يعني أن الزواج يطلق لمجرد حصول تلك التغيرات وما أريد أن أهمس به في أذنك هو أن المهم جوهر المرأة والذي على أساسه تُبنى عشرة العمر.
ليس المهم في المرأة رشاقة بدنها وإنما تواضعها وتقديرها لزوجها وحبها له وطاعتها وحفظه في نفسها وماله في حضرته وغيبته وعفة لسانها عن الكلام السيء وقيامها بواجباتها ووجود المودة والرحمة والسكينة فتلك هي أهم أسباب السعادة الزوجية.
المقصد الأساس من الزواج السكن النفسي وليس جسد المرأة قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
أخي الكريم: يقول نبينا عليه الصلاة والسلام:( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) ولم يقل: خير متاعها المرأة الرشيقة.
رؤيتك للأحلام المزعجة وازدياد الشعور المزعج جراء هذه القضية ما هو إلا من الشيطان الرجيم، يخوفك فيها، ويريد أن يوصلك إلى فسخ الخطوبة، فلا تطاوعه واستعذ بالله من شر الوسواس الخناس واعتصم بالله واحتمي بجنابه.
تفكيرك وتشبع ذهنك بهذه القضية من آثاره السلبية تأثيره السلبي على صحتك وعملك ولذلك بمجرد أن توافق خطيبتك على خطة معينة لإنقاص وزنها سيزول ما تعاني منه بإذن الله.
إن وافقت وبقي إحساسك وشعورك على ما هو عليه فأنصحك بالرقية لدى راق أمين وثقة ليتبين ما أصبت به هل هو مس أو عين أو حسد فإن تبين شيء مما ذكرنا فاستمر بالرقية حتى يزول ما تعاني منه.
أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة إنه سميع مجيب.