زوجي يسهر مع أصحابه ولا يتكلم معي.. كيف أعيده لرشده؟
2017-04-16 00:37:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا امرأة، أبلغ من العمر ٢٣ سنة، متزوجة منذ سنة ونصف تقريبا، وزوجي يكبرني بـ ٥ أعوام، منذ خطوبتي ونحن في خلافات، وعلى أبسط الأشياء، لكن سرعان ما نتفاهم، ونصل إلى حل يرضي الطرفين، تحملت منه الكثير بسبب طباعه الصعبة وعصبيته المفرطة بسبب حبي له، لكن للأمانة إنه رجل حنون وكريم، ويعرف حقوقي وأعرف حقوقه، ونحترم بعضنا.
منذ فترة تقريبا ليست بالكثيرة تعرف على أصدقاء عزاب يخرج معهم كثيرًا تقريبا ٤ أيام في الأسبوع، ولا يعود إلا في منتصف الليل، ولكن الأشد من ذلك أنه تغير علي فجأة بشكل كبير، أصبح لا يحترمني، ولا يعطيني أبسط حقوقي الزوجية بالرغم من حملي الصعب، وأصبح باردا لا يهتم، وإن قلت له نخرج سوية يتحجج كثيرًا، أو قلت له: تعال نتفاهم، يتهرب ولا يحب مناقشتي.
سألت عنه شيخا فقال إنه ربما قد يكون مسحورا، هل فعلا كذلك أو أنه محسود، أو فقط تغير بسبب أصحابه وأفكارهم العزابية؟
أريد أن نرجع لسابق عهدنا، ونتفاهم ونتوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين، حاولت بهدوء أن أتكلم معه، لكنه يرفض كما قلت وإذا تكلمت يهملني، وأصبح باردا جدا، لا أريد أن أخرب بيتي أو أدمر عائلتي وطفلي القادم، فقد أصبحت كأني جماد في البيت، يراني متى ما اكتملت سهرته، مع أصحابه، فكيف لي أن أحل هذا الموضوع؟
عذرا على الإطالة، وشكرا جزيلا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلمي - أختي العزيزة - أن مشكلتك هذه صارت ظاهرة لكثير من النساء، يشتكين مثلك تغير الزوج بعد الزواج بفترة من الاهتمام إلى عدم التواصل والإهمال، والواجب على المرأة أن تعلم أن هذا التغير قد يعود إلى أسباب ظاهرة أو إلى أسباب خفية، وهي الأسوأ إلا أنه يمكن معرفتها بالحوار الصحيح الهادئ والهادف، وذلك بأن يكون بطريقة تحفظ كرامته وكرامتها من غير تجريح، ولا لوم ولا اتهام أو ما يشعل غيرته ويجرح مشاعره، بالتالي إمكانية سرعة تداركها وتوفير الحلول لها قبل أن يصير هذا السلوك السيء منه عادة وثقافة يصعب تغييرها.
ومن هذه الأسباب انشغال الرجل بالعمل إلى حد الانهماك فيه، ووجود متاعب بينه وبين الإدارة، أو القلق على مستقبل الأسرة والأولاد المادي، والذي يؤدي إلى زيادة عوامل التوتر والاكتئاب، وربما أن بعض الأزواج بعد أن كان يحاول فرض رأيه على زوجته، فإذا هو يكتسب بعد فترة من الزواج ثقة مطلقة بها، فيعطيها كامل ثقته، فلم يعد يسأل عنها أو يهتم بها, وربما عاد إهماله لها بسبب توهمه إلى تشاغلها عنه بالصديقات أو النوم أو التواصل الاجتماعي بغيره، كما أنه يضمن محبتها فيتخلى عن محاولة كسبها بالرومانسية, وربما تعود إلى ما يسمى بظاهرة (الصمت الزوجي)، أو (الطلاق الخفي)؛ ذلك أن النمط الروتيني للحياة الزوجية، وعدم التجديد فيها يجعل العلاقة الزوجية رتيبة ومملة، هذا إلى جانب أن العقل الذكوري أصلاً يميل إلى الصمت بخلاف المرأة، حيث يميل عقلها أكثر إلى الكلام.
كما أن بعض الأزواج يحمل نظرة سلبية للمرأة أو نظرة مغلوطة للزواج، فيتفاجأ بكثرة طلبات الزواج مما يحمله على التهرب من الزوجة، وسواء كانت هذه الأسباب ظاهرة أو خفية فإنها كثيراً ما تلجئ الرجل إلى محاولة التعويض والتنفيس عن شعوره بالضيق في اللجوء إلى الأصدقاء كونهم أعظم مصدر لديه لتلقي الدعم والتشجيع المادي والمعنوي، وتأتي خطورة الصداقة من كونها تكون في كثير من الأحيان محنة ونقمة، حيث يشكلون خطراً على الحياة الزوجية في إثارة المشكلات، وإشعال الخلافات، لا سيما وإن بعضاً من الشخصيات الصديقة غيورة حد اعتبار الزوجة ضُرة منافسة, أو متملكة تحب السيطرة على الطرف الآخر.
ولما كان من الصعب أو المتعذر الإنكار عليه بترك الأصدقاء، فإن المطلوب من الزوجة دعوته إلى التخفيف والحد من كثرة الاتصال بهم حتى لا يطغى حق الأصدقاء على حق الأسرة والزوجة، وعليه فإن الحل لهذه المشكلة يتلخص في الأمور التالية:
1) ضرورة محاولة الزوجة التعرف على الأسباب الظاهرة أو الخفية التي تقف خلف عزوف زوجها ونفوره منها، وذلك بالحوار الهادئ معه ولو مستعينة ببعض أصدقائه الفضلاء والعقلاء والأمناء المقربين, وبالتالي السعي الجاد منها لإزالة هذه الأسباب, وكما يقال: "إذا عُرف السبب بطل العجب".
2) ضرورة محاولة الزوجة تغطية وتلبية احتياجات الزوج المادية والعاطفية كالحرص على التجمل والتودد له وزيادة منسوب العناية والخدمة, والدخول معه في حوار مثقف وهادئ وعاطفي من شأنه أن يكسب عقله وقلبه.
3) دعوته إلى تغيير نمط الحياة الرتيبة والمملة بتحويل أثاث البيت, أو الخروج إلى السواحل والمتنزهات وإلى ممارسة الرياضة، أو زيارة الأهل، أو أداء مناسك الحج أو العمرة وصلاة التراويح، وحضور واستماع الدروس والخُطب والمحاضرات والبرامج النافعة والمفيدة.
4) محاولة التعايش والتكيف مع سلوك الزوج وطبيعته, وجذبه إليها بالإقبال عليه بالابتسامة الطلقة والحوار الجميل والرائحة الزكية.
5) يمكن الاستعانة بنصيحة الجهات المؤثرة والمعتبرة لديه، وبالأسلوب الصحيح والمناسب بتذكيره بواجبه الشرعي والأخلاقي والعاطفي تجاه زوجته وأسرته.
6) اللجوء إلى الله تعالى بالذكر والدعاء والصبر والحلم وتوقع الثواب والأجر، وشغل النفس والوقت بالأعمال النافعة والمفيدة الدينية والدنيوية.
هذا وأسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويكشف غمك، ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويجمع شملك وزوجك على مودة وسكن وخير، والله الموفق والمستعان، وهو الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.