موقف الفتاة من طول فترة الخطوبة بسبب عدم توفر فرص العمل لخطيبها
2005-02-16 01:14:26 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإخواننا في الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا أخت من دولة عربية، أنهيت دراستي، وأمارس الآن عملاً في مكان محترم، ولا يوجد فيه اختلاط، تعرفت إلى شاب منذ أشهري الأولى بالجامعة، وسرعان ما أتى إلى منزلنا وتعرف إلى أهلي وفاتحهم في موضوعنا، وكان ما زال يدرس، بعد أن أنهى دراسته وإلى الآن لم تسو وضعيته، وكل آمالنا معلقة بعمله.
الحقيقة أننا في البداية لم نكن نتبع تعاليم ديننا الحنيف في علاقتنا، ولكننا بعد ذلك التزمنا وتحجبت منذ ما يقرب العامين والنصف، ولكن المشكلة أننا لم نستطع صبراً، وقد طالت خطوبتنا ولا نستطيع الإقدام على الزواج ما دام هو لا يملك عملاً مستقرا يغنينا عن الحاجة بعد الزواج.
سؤالي الآن هو أنني دائماً أستخير في مسألة أن أنتظر خطيبي إلى أن تتيسر أموره، ولكن من دون أي اتصال إلا أن يكون بمحض صدفة، علماً أننا فعلاً نطبقه ومنذ حوالي الشهرين، وما زلنا متعلقين ببعضنا مهما ابتعدنا، فهل معناه أن الله معنا وأن ما نفعله هو الصحيح؟
دلونا، أرشدكم الله إلى هداه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ لينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، فحمداً لله على هدايته وتوفيقه، ونوصيكما بالثبات على درب الطاعة، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
ولا شك أن هذا الشاب جاد في هذا الأمر وقد أحسن عندما جاء البيوت من أبوابها وطلب يدك من أسرتك، وأرجو أن تكون مراسيم الزواج ميسرة، فإن البركة والخير في تيسير أمر الزواج، ولو كان في الإسراف والمبالغة خير لكان أولى الناس بذلك رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته، ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوج بناته باليسير وتزوج هو كذلك باليسير، وكان يزوج أصحابه بخاتم الحديد أو بسور من القرآن المجيد.
وإذا كان الشاب مناسباً ومن أهل الدين والخير، فإننا نخطب فيه صلاحه والتزامه، وهذه هي البضاعة الباقية، وأرجو أن نعلق آمالنا بالله ونتوجه إليه فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وثقي بأن الله معكما إذا حرصتم على تقواه والإحسان، فهو القائل سبحانه: ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))[النحل:128].
والله تبارك وتعالى من فضله يعين كل طالب للزواج يريد العفاف، كيف وقد قال سبحانه: ((وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ...))[النور:32].
وقد أيقن السلف بهذا المعنى العظيم فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).
وأرجو أن تحرصوا على كثرة الاستغفار، فإن الله سبحانه يقول: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12].
ومن واجب هذا الفتى أن يجتهد ويفعل الأسباب ثم يتوكل على الوهاب، وليس من الضروري أن يصر على نوع معين من العمل فإن أبواب الرزق واسعة وما على المسلم إلا أن يسعى فإن الله تبارك وتعالى يتكفل بالأرزاق وقدر الأقدار: ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))[الملك:15].
والله ولي التوفيق والسداد!