وعدني بالزواج ثم أخلف، ماذا أفعل؟

2017-04-20 05:35:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 25 سنة، ما حكم وما مصير رجل أصغر مني بعامين وعدني بالزواج ثم أعرض عن ذلك، لعدم حصوله على عمل، ولأنه لا يزال طالبا جامعيا خوفا من ألا يستطيع الإنفاق؟ مع أنه قادر على دفع المهر، وإقامة الوليمة، ومع العلم أنني لا أعترض على عدم عمله؛ لأن الله هو الرازق، كما أنني لم أشترط أي شيء سوى المودة والرحمة في الحلال، كما أنني ارتحت لهذا الشخص لحسن دينه وخلقه، وقد عزمت على الانتظار إلى حين حصوله على وظيفة لكنه أبى ذلك أيضا، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ muslima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: اعلمي أن الزواج قسمة ونصيب، وقضاء وقدر ربطه الله سبحانه بالأسباب، ويقع وفق مشيئة الله وإرادته سبحانه فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه؛ ومطلوب منا الأخذ بالأسباب المباحة لتحصيله، فإن حصل كما نريد فالحمد لله، وإن تأخر فعلينا الرضى وعدم التسخط حتى ييسره الله.

ثانيا: لا بد من معرفة أسباب رفض الرجل إتمام الزواج معك بعد وعده لك وتيسير الأمر منك، فإذا عرف السبب، وكان وجيها مقبولا ذهب العجب من تصرفه هذا معك!

ويمكن معرفة السبب من خلال البحث في ظروف الرجل وأحواله وعاداته وأخلاقه، فقد يكون ما ذكره لك صحيحا أنه لا يريد الزواج إلا بعد حصوله على عمل، وقد يكون تهربه من الزواج منك لعذر آخر لم يحب أن يوضحه لك مثل: أن يكون رأى منك تصرفا لم يعجبه، أو اكتشف صفة غير جيدة أو نحو ذلك من الأسباب هذا إن كان جادا في وعده.

وأما أن يكون غير جاد في ذلك، وإنما كذب عليك في وعده لكي يستمتع بعلاقة محرمة ليس وراءها زواج كما هو حال بعض الشباب الذين يستغلون ضعف الفتيات وقلة خبرتهن في الحياة بمثل هذه الأساليب، وخاصة إذا وقع منكما مخالفات شرعية أثناء التعارف؛ فإن ذلك دليل على أنه يريد أن يحقق هدفا غير الزواج، فإن حصل ذلك فعليكما التوبة، والاستغفار، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه حتى يغفر لكما ما سلف.

ويمكن أيضا أن تعرفي ذلك السبب بطريقة غير مباشرة من خلال أصدقائه، أو إحدى قريباته، أو أن تطرحي الأمر على شخص ثقة يعرفه ليحاوره لإقناعه بقبول الزواج منك بطريقة غير مباشرة، أو يستخرج منه السبب للرفض؛ حتى ترتاح نفسك بمعرفته وتقتنعي بتركه.

والذي يظهر لي من تصرفه بعد أن طرحت له فكرة انتظارك له حتى يجد عملا ومع ذلك رفضها أن السبب الحقيقي ليس عدم وجود العمل، وإنما أمر آخر، فإن أمكن معرفته وإقناعه ليقبل بك زوجة فالحمد لله، وإن لم يمكن معرفته ولا إقناعه وظل متهربا من الفكرة؛ فننصحك بترك التعلق به، وقطع التفكير فيه وسيعوضك الله بخير منه -إن شاء الله-، وانتبهي أن تخدعي بغيره مرة أخرى بسبب عدم الانضباط بالشرع في طريقة البحث عن الزوج المناسب.

وبخصوص الحكم عليه شرعا: إن كان جادا في الزواج منك، وتبين له منك سبب وجيه منعه بعد ذلك من الزواج فهو معذور. وإن كان غير جاد، وإنما أراد الاستمتاع المحرم، وكذب عليك في وعده لاستدراجك فقط فلا شك أنه آثم، وحسابه على الله ما لم يتب توبة صادقة مقبولة عند الله، والله أعلم.

www.islamweb.net