مغترب وأعاني من الاكتئاب والمخاوف من الأماكن المغلقة والقتال
2017-05-08 04:18:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب سوري متزوج، ولدي طفلان، مقيم في السويد منذ سن الثالثة عشرة، وأعاني من الخوف من القتال، وعندما أتعرض لموقف يتطلب مني الدفاع أشعر بخوف شديد جدا، تعايشت مع هذا الخوف لفترة طويلة، وبعد انتقالي للعيش في السويد بسبب الحرب في سوريا.
بدأت لدي المخاوف بشكل جديد، وهي الخوف من الأماكن المغلقة، وتمكنت من التغلب على هذه المخاوف، تحسنت كثيرا، ولكنني منذ فترة وبشكل مفاجئ ظهر لدي شعور شديد بالخوف دون سبب مبرر، وهذا الخوف سبب لي الاكتئاب بشكل حاد، ووساوس، وأفكار مخيفة، وتوقفت عن الطعام نهائيا، وذهبت للطبيب، طبيب عام وليس أخصائي أمراض نفسية، ووصف لي دواء سيرترالين 50 جرام، لمدة شهر فقط مرة واحدة في اليوم صباحا، الدواء يباع فقط بوصفة، ولكنني خفت من أخذ الدواء كثيرا، ومخاوفي كانت بأن الدواء يمكن أن يسبب لي الجنون، أو تتدهور حالتي بعد أيقاف الدواء.
جربت لمرة واحدة الدواء، وشعرت بالبطء في النظر، وهجمات من الحرارة في جسمي، فتوقفت مباشرة عن الدواء، وقاومت المرض بسورة البقرة، وختم القرآن، وممارسة الرياضة، وتحسنت كثيرا، لكن أعراض الاكتئاب ما زالت تأتي كل يوم لعدد من الساعات، تزداد خلال النهار وتختفي في الليل، متخوف من شرب الدواء لمدة شهر فقط، وأخشى أن تسوء حالتي بعد انتهاء الدواء، أو بسبب الأعراض الجانبية، وبالذات السويد معروفة بصعوبة الحصول على موعد مع طبيب مختص، وقد أحتاج للانتظار ثلاثة شهور للحصول على موعد في العيادة النفسية.
أفيدوني، بارك الله بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الغربة في حدِّ ذاتها مصدر للقلق والتوتر والاكتئاب، فكثير من الناس عندما يترك أحدهم بلده ويذهب إلى بلد آخر عليه التأقلم مع عادات مختلفة، وتقاليد مختلفة عنهم، وهذا يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، وأنتَ أساسًا تحمل معك بعض المشاكل النفسية من بلدك سوريا، فلا غرابة أن يأتيك الاكتئاب وأنت في بلدٍ غريبٍ عنك.
أخي الكريم: العلاج بالقرآن مفيد وفعّال، ولكن يجب أن تُقرن العلاج بالقرآن مع العلاج الدوائي، لأن الأعراض التي تُعاني منها هي أعراض اكتئاب واضحة، ومن أكثر خصائص الاكتئاب هو أنه يكون دائمًا في بداية النهار، ويخفّ كثيرًا في الليل. هذا من الأعراض البيولوجية للاكتئاب، والتي تتطلب علاجًا دوائيًا.
السيرترالين هو من الأدوية الفعّالة المضادة للاكتئاب، وآثاره الجانبية قليلة، عليك في بداية تناول هذا الدواء بأن تأخذ نصف حبة لمدة أسبوع بعد الأكل، ثم بعد ذلك حبة كاملة.
ولا غرابة في الدول الغربية يتم تدريب أطباء عموميين على علاج الأمراض النفسية البسيطة، إذ يأخذون تدريبًا لعلاج الأمراض النفسية البسيطة، وهم عادةً لا يحوّلون إلى استشاري أو اختصاصي للطب النفسي إلَّا إذا كانت الحالة تحتاج لذلك، فليست هناك مشكلة أن يصرف لك الطبيب العلاج النفسي، لأنه أخذ تدريبًا في هذا، والدواء الذي صرفه لك هو دواء ممتاز لعلاج الاكتئاب، ولعلاج القلق، فاستمر في تناوله، وتحتاج أن تستمر عليه لفترة.
راجع مع طبيبك العمومي ليصرف لك الدواء كل شهر، وبعد ذلك إذا لم تتحسَّن فيمكنك مقابلة الاختصاصي النفسي بعد ثلاثة أشهر، ولكن عليك بالاستمرار في تناول السيرترالين، فهو دواء فعّال، وتحتاجه لعلاج الاكتئاب.
وفقك الله وسدد خطاك.