زوجتي لا تحمل لي أي مشاعر فهل أطلقها؟
2024-02-21 22:37:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا عازم على طلاق زوجتي بعد انقضاء عيد الفطر المبارك، وذلك بالاتفاق معها؛ لأننا لم نصل لحل يسمح لنا بالاستمرار.
أنا متزوج منذ 4 سنوات ولدينا طفلة عمرها 3 سنوات تقريباً، أحب زوجتي ولكنها تشكو أنها بعد مرور عام من زواجنا وتحديداً مع بداية حملها بابنتي لم تعد تبادلني نفس الحب؛ وسبب ذلك مشاكل حياتية عادية لأي متزوجين جدد، ولكنها تقول إن المشاكل كانت تؤثر في نفسيتها جداً، وأصبح هناك عدم قبول، وكان لذلك آثار سلبية في عشرتها معي مثل: أنها لا تحب طاعة أوامري إذا تعارضت مع رأيها، ويحصل لها ضيق شديد إذا حدث جماع وترجع سبب ذلك إلى عدم وجود الحب لديها، وأنه لولا ذلك لما حدثت بيننا خلافات كبيرة على أتفه الأمور بهذا الشكل.
نحن الآن في حالة فراق بسبب خلاف حدث، وأهلنا قالوا نأخذ مهلة (وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة)، وتكلمت معها مؤخرًا ووصلنا إلى أن نقطة عدم الحب والقبول هي سبب تنغيص حياتنا، وأن كلينا يرغب في الاستمرار على الأقل من أجل بنتنا، ولكن نجد أننا سنعيد الكرة مرة أخرى إذا عادت بدون حل مشكلة الحب وعدم القبول؛ لأن المشاكل بيننا لا تنتهي لأتفه الأسباب؛ خصوصًا أن هذا يحدث أمام ابنتنا ونخشى أن يؤثر عليها بالسلب عندما تجد بيننا العلاقة بهذا الشكل، ومع هذا هي لا تنكر عليّ خلقاً أو عيباً في شخصيتي، يعني لا يوجد شيء محدد يجعلها تكرهني وتقول إنها تشعر بالذنب بسبب هذا الأمر -للعلم-.
لقد ذهبنا لأكثر من شيخ لمعرفة ما إذا كان هناك سحر أو ما شابه ولكنهم أجمعوا على عدم وجود شيء، ومنهم من قرأ عليها القرآن ونصحوها بالنصائح العامة، وأنا نفسي قرأت عليها الرقية الشرعية وقامت بالشرب من مائها والاغتسال بالباقي.
الكارثة الكبرى أن فراغ قلبها بهذا الشكل يجعله عرضة للبحث عن من يملأه، وقد حدث بالفعل أنها ارتبطت بشخص هاتفياً لما يزيد عن سنتين! وبعد اكتشاف الأمر أقرت به وندمت عليه كثيرًا، وتقسم أنها لم تعد تفكر فيه، وأنها تابت إلى الله وسعيدة بهذا الندم الذي من شأنه أن يقبل الله به توبتها، ولكن يبقى القلب فارغاً والمخاوف مستمرة من تكرار الأمر.
أرجو المشورة، هل الطلاق فعلًا هو الحل أم أن هناك حلاً آخر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- أشكر لك حسن ظنك وتواصلك، وحرصكما على عدم الاستعجال في الطلاق وبقاء العلاقة الزوجية، لا سيما وأنه يجمعكما ابنة والتي من الواجب الحفاظ على نفسيتها وحسن تربيتها ورعايتها، وذلك لا يتوفر إلا ببقاء العشرة الزوجية، وأسأل الله أن يفرج همك، وييسر أمرك، ويوفقك لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.
- أما بخصوص عدم محبة زوجتك لك رغم عدم توفر عيوب شخصية ظاهرة فيك؛ لدرجة شعور زوجتك بالذنب؛ فحسناً فعلت حين حرصت على رقيتها بنفسك، وعن طريق الثقات من غيرك أيضاً بالرقية الشرعية.
- إن ارتباط زوجتك بشخصٍ آخر نتيجة هذه الكراهية لملء الفراغ العاطفي لديها أمر يستدعي التوقف والحذر، وهو تطور سلبي عن المشكلة، رغم ما ذكرته من ندمها وتوبتها بفضل الله؛ ولذلك فمنعاً من معاودتها لردة الفعل السلبية واحتمال ارتباطها بشخص آخر، أو وصول المشكلة إلى الطلاق، فينبغي لك اتباع التالي:
- ضرورة التفاهم معها عبر الحوار الهادئ والمتزن، وسؤالها عن الأسئلة والإشكالات العالقة لديها سواء في حاضرها أو مما هو متراكم في مخزون ذاكرتها، وحرصك على التخلص من عيوبك وأخطائك ما أمكن، والاعتذار الصادق عمّا يكون من أخطاء تجاهها؛ دفعاً لما قد يكون لديها من ضغينة وأحقاد وسوء ظن وفهم، ويمكن التعرف على هذه الإشكالات من خلال الجهة الموثوقة والمقبولة والمؤثرة لديها، والتي يمكنها بدورها أيضاً إزالة هذه الإشكالات بحجّة وموعظة وحكمة.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن والدعاء، مع التحري لأوقات الإجابة، والحرص على الاستمرار على الرقية الشرعية بقراءتك عليها، أو عرضها على مختص من أهل النزاهة والديانة والكفاءة والأمانة.
- الحرص على تنمية الإيمان والتقوى لديكما، وتوفيرالصحبة الصالحة الناصحة لها أيضاً، وتوفير القدوة الحسنة منك لها ومشاركتها الاستماع إلى المحاضرات والمواعظ والبرامج المفيدة.
- يجب إدراك أن مشاعر المحبة بين الزوجين ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية إذا كانت الزوجة محافظة على حقوقك وواجباتها إزاءك.
- يمكنك عرض زوجتك على طبيبة استشارية نفسية مختصة لمعالجة ما قد يكون عند زوجتك من إشكالات نفسية، كاحتمال مرورها بصدمة عاطفية قديمة كرّهتك إليها مثلاً.
- أوصيك بالصبر عليها، والتماس العذر لها حتى يعافيها الله، وضرورة التودد لها بالهدية والتجمل بحسن المظهر وطيب الرائحة والكلام والمداعبة والخروج معها إلى المتنزهات وزيارة الأهل والأقارب، وإبداء العواطف الطيبة تجاهها وحسن معاملتها والتلطف معها ومعاملتها، والوقوف بجانبها ومعاشرتها بالمعروف، كما قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا) وفي الحديث: (لا يفرك -أي لا يبغض- مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) رواه مسلم. لاسيما وأنها -فيما يظهر من سؤالك- غير قاصدة لهذا البغض والإساءة، وغير مقصرة في حقوقك الزوجية كالخدمة والطاعة ونحوها.
- اللجوء إلى الله تعالى بالإكثار من الدعاء أن يصلح شأنكما ويجمع شملكما، وأن يهب لكما من زوجتك وذريتك قرة عين لك في الدنيا والآخرة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الهدى والرشاد والحكمة والصبر والصواب، وأن يفرج همك، وييسر أمرك، ويصلح زوجتك، ويرزقكما السكن والمودة والمحبة والرحمة وسعادة الدنيا والآخرة.