أعاني من الصداع التوتري، فهل سأستمر على الأدوية مدى الحياة؟
2017-07-30 04:13:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
سيادة د. محمد حمودة - الموقر، تقبل مني كل التحية.
أنا شاب بعمر 41 سنة، أرجو من سيادتكم التكرم بالرد على أسئلة محددة بشأن صداع التوتر:
حيث إنني أصبت بهذا النوع من الصداع قبل بضعة أشهر، أثناء فترة عصيبة من القلق والتوتر الشديدين، بسبب مشاكل حياتية وعملية، خاصة أنني كنت خلال هذه الفترة أتنقل بين الأدوية المضادة للوسواس القهري، مثل فلوزين وايفيكسور وسيروكسات.
علماً أن هذا الأخير كنت أتناوله من فترة طويلة جداً قبل تغييره، وصلت إلى نحو 12 سنة.
مؤخراً بدأت في العلاج بلوسترال 50 قرصين يومياً، مع دوجماتيل 50 قرصين يومياً، وإندرال 10 ثلاث مرات يومياً، وأخبرني طبيبي أنني سأستمر على دوجماتيل 6 شهور، ولوسترال سنة، وإندرال سنة، وإذا لم تأت بنتيجة جيدة سأعود إلى السيروكسات بدلاً من لوسترال كما فهمت منه.
الأسئلة التي أرجو أن تفيدني برأيكم الكريم فيها هي:
- هل هذه الأدوية المعالجة للوسواس والاكتئاب يمكن أن تسهم في علاج صداع التوتر؟
- هل يمكنني تناول أدوية أخرى (مسكنات، أو مريحة للعضلات مثل بانادول أو نورجسيك)، مع هذا العلاج الذي ذكرته، وما هي الجرعات؟
- لماذا أشعر بأن هذا النوع من الصداع الخفيف يؤدي إلى شعور غريب في النظر لا أعرف أن أصفه، يشبه الإعياء، أو عدم وضوح الرؤية رغم أن نظري ممتاز؟
- أي تخصص أتوجه إليه لمعرفة إن كان هناك سبب عضوي لهذا النوع من الصداع، هل طب داخلي كسيادتكم، أم مخ وأعصاب؟
- هل يمكن أن يتخلص المصاب بصداع التوتر منه تماماً، أم أنه يستمر طوال حياته؟
لكم كل الشكر والتقدير، وحفظكم الله من كل سوء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
صداع التوتر، أو ما يعرف باللغة الإنجليزية Tanshanhdak، هو نوع من أنواع الصداع منشأه في الأصل نفسي، أي ليس له سبب عضوي ظاهر، وهناك عدت تفسيرات نفسية لصداع التوتر، أهمها هو أن يكون عند الشخص مشاكل، مشاكل حياتية لا يستطيع التغلب عليها وتسبب له ضغطاً نفسياً مما يتحول إلى صداع، أو قد يكون عرض من أعراض الاكتئاب، أو القلق النفسي، هذه هي أكثر الأسباب النفسية المسببة لصداع التوتر.
إذاً علاجه في الأصل هو أن تعرف سببه، أي المشكلة النفسية التي سببته، هل هي مشاكل نفسية يعيشه الشخص أم اكتئاب، أم قلق وتوتر، ولكل علاجه، الأدوية التي ذكرتها في معظمها هي أدوية مضادة للاكتئاب والقلق والتوتر، وهي تعالج صداع التوتر إذا كان صداع التوتر ناتج عن اكتئاب أو قلق، أما إذا كان ناتج عن مشاكل نفسية يعيشها الشخص، فالأدوية هنا تكون غير فعاله، الفاعلية هنا تكون للعلاج النفسي، لكي يصل الشخص إلى المشاكل التي يعيشها ويصل إلى حلول لها مع نفسه، أو توافق نفسي هذا من ناحية.
من ناحية أخرى لا تتعارض هذه الأدوية مع أي مسكنات يستعملها الشخص لعلاج الصداع، لا أدري لماذا يحصل شعور غريب في النظر مع الصداع، ولكن قد يكون هذا جزء من أعراض الصداع أو صداع التوتر، صداع التوتر -كما ذكرت- في الأصل هو صداع منشأه نفسي، أي الطبيب الذي أن يلجأ إليه هو الطبيب النفسي ولكن إذا كان هناك شك في أن الصداع منشأه عضوي، فالطبيب الذي يتم مقابلته في الأساس هو طبيب المخ والأعصاب، لا يستمر صداع التوتر مدى الحياة، بل -كما ذكرت- في البداية هذا يترتب على المشكلة النفسية، فكلما وصلنا إلى حلول للمشكلة النفسية -فإن شاء الله- يتم التغلب والسيطرة على صداع التوتر.
وفقك الله، وسدد خطاك.