الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنتِ لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، وليس أكثر من ذلك، والقلق والمخاوف دفعتك نحو التجنُّب، تجنُّب الاجتماعات، تجنُّب اللقاءات الأسرية، رفض فكرة الحفل البسيط، تخوّفك نحو الزواج، هذا كله سلوك تجنُّبي مرتبط بالمخاوف، والمخاوف كثيرًا ما تؤدي إلى وساوس وتأويلاتٍ فكرية سلبية.
أنتِ بخير، والعلاج هو أن تعرفي أن القلق طاقة نفسية مطلوبة، فالذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يقلق لا يكون منضبطًا في أموره الحياتية. فإذًا القلق هذا طاقة، يجب أن تحوّليها إلى طاقة إيجابية. أجري مع نفسك حواراتٍ على هذه الشاكلة.
والأمر الآخر: كوني معبِّرة عن نفسك، لا تحتقني، ولا تكتمي أبدًا، هذا أيضًا علاجٌ مهمٌّ جدًّا.
العلاج الثالث هو: أن تُطبِّقي تمارين الاسترخاء حسب ما أوردناها في استشارة إسلام ويب، والتي رقمها (
2136015)، وعليك أيضًا أن تقومي ببعض التمارين الرياضية التي تُناسب الفتاة المسلمة.
العلاج الخامس هو: أن تقوّي من أواصرك وترابطك الاجتماعي، خاصة على نطاق الأسرة، وأن يكون لك نشاط اجتماعي متفرِّد، مثل الانضمام مثلاً لحلقات تحفيظ القرآن وتدارس القرآن، هنا يحصل نوع من التمازج النفسي العظيم جدًّا، وتتحول فيه الطاقات النفسية السلبية إلى طاقات إيجابية، خاصة طاقة القلق والخوف الاجتماعي.
ولابد أن تضعي صورة خيالية جميلة حول ذاتك وحول مقدراتك ومهاراتك، وانظري للمستقبل بإشراق، واسألي الله تعالى أن يكون الزواج زواجًا سعيدًا، تُرزقين من خلاله الذرية الصالحة. هذه التأمُّلات أيضًا تأمُّلات إيجابية مطلوبة.
هذا هو العلاج بالنسبة لحالتك، خمس أو ست خطوات أرجو أن تتبعيها وتُطبِّقيها.
العلاج الدوائي قد يُساعدك، وقد يُكمل الصورة العلاجية، وأنا سوف أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا وأترك لك الخيار، إن شئت تناوليه، وإن شئت لا تتناوليه. الدواء يُعرف باسم (سيرترالين) واسمه التجاري هو (زولفت) أو (لسترال)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ابدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين. هو دواء سليم وغير إدماني، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسائية، ولا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول، وأحسبُ أن المملكة العربية السعودية من هذه الدول.
بالنسبة للنقطة الثانية: أنا لا أعتقد أبدًا أن الضربة بالصندوق الخشبي على عظمة الصدر قد أدَّتْ إلى الأعراض التي تشتكين منها، أعراض تسارع ضربات القلب والشعور بالضيق التنفُّس هي أعراض نفسية وليست جسدية.
الرابط ما بين الضربة بالصندوق الخشبي هذا وأعراضك هو رابط نفسي وليس رابطا عضويا؛ لأنه أصلاً لديك القابلية للخوف وللوسوسة وللتوتر، وهذا يجعلك حقيقة تربطين ما بين الاثنين؛ إذًا: لا علاقة بين الاثنين، نامي على شقك الأيمن، واعرفي أن ذلك هو الأفضل من حيث السُّنة المطهرة، اقرئي أذكار النوم، وحين تُطبِّقين التمارين الاسترخائية والتمارين الرياضية التي ذكرتها لك سلفًا، إن شاء الله تعالى هذه الأعراض سوف تخفّ كثيرًا، وقطعًا إن تناولت الدواء الذي وصفته لك سوف تختفي تلك الأعراض تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.