أفكر كثيراً في عملية التنفس مما يصيبني بالقلق والتوتر، فكيف أتخلص من ذلك؟
2017-10-04 02:25:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 28 سنة، عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي كان لي أخ كبير يملك سيارة، وفي يوم من الأيام خرجت من الباب، ورأيت الشرطة أمام الباب لأخذ سيارة أخي، وفجأة شعرت بحالة من التوتر وضيق التنفس، فركضت لداخل البيت، وأصبحت هذه الحالة تأتيني في الليل فقط، مع العلم أن الموقف الأول حصل لي في الليل، وبعد 3 سنوات تشافيت لمدة 10 سنوات، وخلال العشر سنوات كنت لا أقدر على الخروج من البيت، أو اللعب مع الأطفال الذين في عمري، لأن أخي الأكبر والأصغر كانوا يتشاجرون معي.
كنت محروما، وعندما كنت أشاهد أخي أخاف منه، وعندما كنت أذهب لبيت أقاربي في عطلة الخميس والجمعة، كانوا يأتون لأخذي من عندهم، وفي كل مكان يتشاجرون معي، خاصة أمام زملائي، في الشارع، وفي يوم من الأيام كنت ألعب الكرة، فتذكرت حالتي عندما كنت في الصف الرابع، وأنها تشبه حالتي الحالية:
1- غير قادر على الخروج مع زملائي، رغم أنني تحررت من تسلط إخوتي مع تقدم عمري.
2- أخاف من السفر.
3- أشعر بالهم والحزن، والسعادة المؤقتة.
4- دائم التفكير في عملية التنفس: بطيئة، سريعة، اختفاء التنفس، كتمة، توتر، غير قادر على التركيز، غير قادر على العمل، مع أنني عاطل عن العمل، ارتباك دائم، وتركيز غير طبيعي على عملية التنفس، أي أنني أفكر دائما في التنفس، وأحاول تشتيت التفكير، فأقدر على ذلك أحيانا.
5- مهموم وحزين، غير قادر على الاستمتاع مع الآخرين، فاقدا للأمل في الحاضر والمستقبل.
6- لا أعرف ماذا أفعل؟
8- ذهبت للأطباء، وأجريت فحصا للدم، تبين وجود نقص فيتامين دال وبي 12 والكالسيوم.
كيف أترك التفكير السلبي وأصبح إنساناً إيجابياً محباً للحياة؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيبون حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيها الفاضل الكريم: لا حسرة، لا ألم، لا أسف -إن شاء الله تعالى-، الحياة طيبة وجميلة، وأنت في هذا العمر الرائع، وبكل طاقاتك الشبابية الجميلة يجب أن تكون إيجابي التوجُّه في أفكارك، ومشاعرك، وعواطفك، وأفعالك، وسلوكك، اجعل هذا هو مبدأك -أيها الفاضل الكريم-، وسوف تجد أن هذه الحسرات قد تقلَّصتْ كثيرًا.
أنا تدارستُ حالتك ووصفك جميل ورائع جدًّا، الذي حدث لك فيما مضى في مرحلة الطفولة في الصف الرابع، كان نوبة هلع أو هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحادّ، الذي يتسم فعلاً بحدوث الفزع والخوف، وبعد ذلك أصبحت تنتابك هذه الحالات من وقتٍ لآخر، والتشخيص النهائي لحالتك هو قلق المخاوف، وأصبح لديك بعض الجوانب الوسواسية، وكذلك شيء من عُسر المزاج، لكن -الحمد لله تعالى- لا يوجد اكتئاب نفسي حقيقي.
أيها الفاضل الكريم: أنت لست مريضًا عضويًا، ولست مريضًا نفسيًا، لكن لديك ظاهرة نفسية مهمَّة، إن ذهبت إلى الطبيب النفسي فتكون قد ذهبت إلى التخصص الصحيح، وإن رأيت في هذا الأمر صعوبة أنا سوف أصف لك أحد الأدوية الممتازة، لكن يجب أن تلتزم التزامًا قاطعًا بالدواء.
وفي ذات الوقت يجب أن تعدِّل نمط حياتك، أن تجبر نفسك على الخروج، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تُصلي مع الجماعة في المسجد، أن تجعل لحياتك معنىً، أنا أخاف أن تفتقد حياتك المعنى وأنت في هذا العمر الجميل، هذه الطاقات يجب أن تُعزَّز ويجب أن تُسخَّر لأن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، لا تعيش في هامش الأسرة، إنما يجب أن تعيش في جوهرها، وأن تكون أحد أعمدتها من خلال مساهماتك الإيجابية، ولا بد أن تطور نفسك في العمل، في وظيفتك، عليك بالاطلاع، عليك بالقراءة، الحياة طيبة وجميلة -أيها الفاضل الكريم- لا تتوجَّس بهذه الصورة، وأريدك أيضًا أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامَّة لمجرد التأكد والاطمئنان، إذا ذهبت إلى طبيب الأسرة يمكن أن يقوم بإجراء هذه الفحوصات.
من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك بصورة ممتازة جدًّا هو عقار (زيروكسات)، والذي يُسمى (باروكستين)، الجرعة هي أن تبدأ بجرعة 12.5 مليجرام يوميًا، وهذا النوع من الباروكستين يُسمى (زيروكسات CR)، دواء رائع لتحسين المزاج، ولإزالة الخوف والتوتر والوسوسة، وهذا ما تحتاجه حقيقة، استمر على جرعة 12.5 مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بهذه الكيفية تكون بالفعل قد تناولت الدواء بمراحله الصحيحة وبجرعته السليمة، وأنا أطمئنك أن هذا الدواء سليم، لا يُسبب الإدمان، ليس له آثار خطيرة، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، وبالنسبة لبعض الرجال قد يؤخِّر القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية، لكنّه لا يؤثِّر أبدًا على الهرمونات الذكورية عند الرجل، أو على الصحة الإنجابية.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.