ما هي النصائح التي تقدومنها في تدريس رياض الأطفال؟
2017-11-11 23:35:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة، قد ألتحق بالعمل كمعلمة في رياض الأطفال في الأيام القادمة، فما هي النصائح التي ترشدونني بها للتعامل مع الأطفال من عمر 5-7 سنوات؟
أرجو الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً شكراً لسؤالك عن نصائح للتعامل مع الأطفال في مرحلة الروضة أو التمهيدي، حيث أنها مرحلة ليست سهلة بالنسبة للطفل، فهي تعتبر نقلة نوعية في حياة الطفل، وتتطلب هذه المرحلة أن يُعد لها الطفل إعداداً جيداً، وهي مرحلة محورية ومهمة في مستقبل الطفل النفسي والعلمي، لذا كانت مهمة الأسرة والمدرسة صعبة.
الطفل قبل المدرسة أو الروضة يعيش في البيت الذي يمثل له البيئة الآمنة، ويرى نفسه مركز الاهتمام في هذا البيت ومحوره, كما أنه يكون ملاصقاً لأمه أغلب الوقت، أو من يقوم على رعايته, وفجأة يحدث هذا التغيّر الكبير في حياته, إذ يجد نفسه فجأة -وبدون والديه- في مكان غريب عليه, ومع أشخاص لم يلتق بهم من قبل، وبعد أن كان محط أنظار الجميع في أسرته يرى نفسه واحداً من بين مئات الأطفال الآخرين، فيشعر الطفل بفقدان الأمان، ويشعر أنه أصبح مسؤولاً عن نفسه وعن تصرفاته وسلوكياته، ومطالباً بالتقييد بقوانين وأنظمة لم يعتد عليها من قبل.
لذلك المعلمة في هذه المرحلة يجب أن تتحلى بالعديد من الصفات أولها الصبر، والمحبة، والحنان، والقدرة على التحمل والملاطفة، ومحادثة الطفل ومحاورته والإصغاء إليه مهما كانت أفكاره سخيفة بالنسبة لها، لا بد أن تستمع وتهتم وتصغي وتناقش.
أنصحك في إطار التعامل مع الأطفال في هذا السن بما يلي:
1- أكثر ما يزعج الطفل في هذا المرحلة هو التمييز، وإحساسه أن المعلمة تحب غيره أكثر منه، أو تقارنه دائماً بغيره، لذلك عليك أن تكوني شديدة الحرص على العدالة، والمساواة بين الأطفال، وتراقبي سلوكياتك وطريقة تعاملك، وحتى ألفاظك مع الأطفال، فالكل يجب أن يكون عندك سواسية.
2- لا تفرضي على الطفل رأياً، وخاصة في مرحلة التمهيدي حيث يكون جديداً على القوانين والأنظمة، ويصعب عليه أن يتقيد بها كلها جملة واحدة، مثلاً اتركي له الحرية أن يجلس في المقعد الذي يريد في بداية العام، وكوني ديمقراطية وافتحي معه باب الحوار والمناقشة، وأصغي إلى وجهة نظره باهتمام، وإن كانت قريبة إلى الصواب فلا بأس أن تتقبليها وإن خالفت وجهة نظرك.
3- حذار من استخدام أسلوب السخرية والاستهزاء، وإنما عاملي الطفل بكل ود واحترام، وإن أردت أن تصححي له سلوكاً فليكن ذلك بينك وبينه، أو من خلال قصة هادفة أثناء الدرس.
4- كوني قدوة صالحة في كل تصرفاتك وأقوالك، وتذكري أنك الآن محط أنظار أطفالك، والطفل بطبعه يمتلك قدرة كبيرة على ملاحظة أدق الأمور، كما أن معلمته تكون لها القدرة ويحتذي بها في كل تصرفاتها وأقوالها.
5- الوفاء بالوعد، فلا تخلفي وعداً مع أطفالك، لأن الطفل سيفقد ثقته بك، فلا تعديه بأشياء لا تستطعين الوفاء بها.
6- الابتعاد عن أسلوب الأوامر والنواهي، بل كوني إيجابية، وإن أحببت أن تطلبي من الطفل شيئاً، فابدئي بقولك ما رأيك أن نفعل كذا.
7- اتباع أسلوب المكافأة والتشجيع والتحفيز المادي والمعنوي، فهذا سيسعد الطفل أولاً، وأيضاً سيجعل الطفل حريصا على الإنجاز.
8- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، وإشعار الطفل بقيمته، والتركيز على إيجابياته.
9- معاملة الطفل بود واحترام ومحبة وعاطفة، فهو يراك بمكان أمه في المدرسة.
10- حذار من عقاب الطفل عقوبات جسدية، فذلك سيكسر علاقة الود والمحبة التي بينكما، ولن يتقبل منك أي معلومات أو خبرات تعطيه إياها.
11- حاولي إيصال المعلومات للطفل بشكل حسي، فالطفل لا يستوعب المعلومات النظرية، مثلاً إذا كان الدرس عن الفواكه أحضري له فواكه طازجة، وادعميها بمقطع فيديو يتحدث عنها، ومن ثم أنشودة لترسخ المعلومة تماماً في ذهن الطفل، أما أثناء تعليم الحروف فاجعليه يصنع الحرف بالمعجون مثلاً، واحكي له قصة عن الحرف تتضمن كلمات تحتوي على الحرف وغير ذلك من الأنشطة التي ترسخ المعلومات، وفي النت ستجدين الكثير في هذا المجال.
12 ـ اطلعي واقرئي كثيرا في كل ما يتعلق في تربية الأطفال وتعليمهم في هذه المرحلة.
أسأل الله أن يلهمك الحكمة والسداد في الرأي، ويتقبل منك العمل.