أعاني من الخوف من الأمراض والموت، فما العلاج؟
2017-10-18 04:26:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم تفهم حالتي واعتباري أحد أبنائكم، وبارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.
أنا شاب عمري 21 سنة، منذ شهرين انتابتني حالة نفسية غريبة، أصبحت دائم الوسواس، دائما أحس أني سأمرض مرض خطير وسأموت كل ألم أحسه مهما كان نوعه يبدأ الوسواس لغاية أني أصبح أتصبب من العرق، إني أخاف الموت كثيرا، أخاف عذاب ألله وغضب الله، أنا والحمد الله أسعى تجنب المعاصي وأصلي، لكن كثيرا ما أخرتها، إني دائم التفكير في الموت والأمراض، أخاف الموت والعذاب، كل ألم أحسه أفكر تلقائيا في أخطر الأمور، تعبت من الهلوسة والخوف، كذلك أخاف من يصيب الاشخاص الذين أحبهم، وخصوصا العائلة مكروه يجعلني حزينا وكئيبا.
ما الحل؟ كيف أنسى كل هذا؟ أرجو منكم إعطائي ما يمكن أن أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك في الشبكة الإسلامية، أخي نوعية المخاوف التي تعاني منها هي مخاوف شائعة ونسميها بقلق المخاوف الوسواسي، هنالك قلق هنالك خوف وهنالك وسوسه، واكترارات وانشغال فكري ومهيمن ومستحوذ عليك ويا أخي هذه الحالات هي بالفعل مزعجة لكنها ليست خطيرة، خوفك من المعاصي أمر طيب وجميل وهذا ناتج من حقيقة أن نفسك نفساً طيبة ونفسك اللوامة ذات فاعلية، والنفس اللوامة حين تكون ذات فاعلية تغلق الباب على النفس الأمارة بالسوء وتفتح الطريق وتمهده أمام النفس المطمئنة، فيا أخي الكريم هذا شيء مفيد بالنسبة لك.
ومن المهم جداً أن تفرق بين الخوف الشرعي من الموت والخوف المرضي، الخوف الشرعي يعني أن الموت يأت ولا شك فيه، إنك ميت وإنهم ميتون، هذا أمراً حاسم لا مشورة فيه لا كلام حوله ولا أحد يستطيع أن يغيره، هذا يدفع الإنسان ليعمل الصالحات ويسعى أن يعيش حياة طيبة في الدنيا حتى يعيش حياة طيبة في الآخرة، وهو حقيقة دعوة عظيمة للاستقامة حتى يحس الإنسان بالطمأنينة، فاجعل الأمر على هذه الشاكلة، إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، أما الخوف المرضي فهذا تحقره قل لنفسك أنا لا أخاف مرضياً من الموت أبداً، أنا أخاف منه خوفاً شرعياً وهذا مطلوب وهذا يفيدني سر على هذا المنوال.
ويا أخي الكريم اجعل حياتك مفعمة بالإنتاجية والنشاط هذا يزيح تفكيرك عن القلق والخوف والوسوسة، بعض الناس بكل أسف يتفرغون لقلقهم ومخاوفهم ووساوسهم يبدؤون في تحليلها وتشريحها معظم الوقت وهذا خطأ كبير لا، الدنيا فيها ما هو مهم والواجبات أكثر من الأوقات، ويجب أن نستثمر عمرنا ونكون مفيدين لأنفسنا ولغيرنا، ونستمتع بهذه الدنيا حسب ما هو مشروع، فيا أخي الكريم أنت محتاج أن تجعل منهجيتك في الحياة على هذه الشاكلة، وأنت صغير في هذه السن يا ليتني كنت في عمرك لأبدأ حياة قوية وجديدة، استغل وقتك، استفيد من عمرك، طاقات الشباب هذا العنفوان الجميل يجب أن لا يضيع مع القلق والوسوسه والمخاوف، أحرص في تحصيلك العلمي، طور مهاراتك الاجتماعية، كن بار بوالديك، لا تكن شخصاً مهمشاَ في أسرتك بهذه الكيفية أيها الفاضل الكريم تستطيع حقيقة أن تتغلب على هذه الوساوس والمخاوف والتي يجب أن تحقرها.
وأنا أنصحك نصيحة عظيمة وهي الحفاظ على الصلاة، الصلاة في وقتها ومع الجماعة صدقني أنها باعثة للطمأنينة هذا أمراً مجرب، والذكر خاصة أذكار النوم وأذكار الصباح والمساء هي حافظة، الرياضة أيضاً تبعث فيك طاقات عظيمة جديدة فمارسها، أخيراً.. أقول لك أنه يمكن أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف لفترة 3 أشهر الدواء يسمى سيرترالين واسمه التجاري زوالفت أو استرال وربما تجده تحت مسمى آخر، ابدأ بنصف حبة 25 مليجراما ليلاً لمدة أسبوع ثم اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين ونصف قوة الحبة 50 مليجراما بعد ذلك اجعلها نصف حبة أي 25 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة 10 أيام ثم توقف عن تناول الدواء، هذه جرعة بسيطة والدواء جيد وسوف يساعدك كثيراً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.