عقد قراني بعد أسبوع وأشعر بخوف منذ الآن.
2017-10-22 05:23:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته.
شكرا جزيلا - يا دكتور محمد عبد العليم- على تعبك وجهدك الذي تبذله في هذا الموقع، لا حرمك الله ما ندعوه لك.
أكتب لك هذه الاستشارة وأنا أبكي على حالتي، أنا صاحبة استشارة رقم (2351307)، وحالتي في تدهور شديد، أصبحت أبكي كثيرا، حتى أن والدي وإخوتي نفروا مني بسبب اكتئابي وبكائي المستمر، أشعر بأنني إنسانة ضعيفة جدا، ولا أحتمل مصاعب الحياة، ولا أريد الزواج، ولا أستطيع إلغاء الخطوبة بسبب المبالغ الكبيرة التي أنفقها والداي على الزواج والتجهيز.
لا أريد الزواج وتحمل مسؤولية الزوج والأطفال، أعلم بأنني سأكون أما ضعيفة، فأنا كثيرة القلق والخوف، ولدي أرق، وأجد صعوبة في النوم.
لم أتناول دواء زولفت الذي صرفته لي بسبب الخوف من عودة الأفكار السلبية عند ترك الدواء، حتى بعد الزواج سوف أقلق من مسؤولية الأبناء، وسوف أضايق زوجي بسبب خوفي، وقرأت عن الأدوية النفسية بأنها تقلل الرغبة الجنسية، وأنا مقبلة على الزواج.
طبقت تمارين الاسترخاء، ولكنني أصبحت عند الاستيقاظ أشعر بالتنميل في رجلي ويدي، ولا أستطيع الوقوف إلا بصعوبة.
عقد قراني بعد أسبوع، وأنا خائفة من الآن، ما هذا الخوف الغريب وغير المبرر الذي ينتابني عند أتفه الأمور! لماذا لا أسعد بالزواج وأستمتع بالخطوبة كالفتيات؟! لماذا أنا كثيرة القلق والخوف؟! ولماذا أحزن من الأمور السعيدة؟! لماذا لا أريد الزواج وهو سنة الكون، والزواج فطرة وغريزة في البشر، وهو طريق السعادة والاستقرار، قال تعالى:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا}، فلماذا لا أريد هذه المسؤولية؟!
منذ صغري وأنا أخبر أهلي بأنني لن أتزوج، وأشعر بالغرابة عند سماع صديقاتي وهن متشوقات للزواج والحمل.
مما زاد همي أنني أرغمت على إكمال دراستي، وقد دفعوا مبلغ الدراسة كاملا، وأنا لا أستطيع المذاكرة، وأشعر بالضغوط، وموعد الزواج بعد الاختبارات بيوم، وذكرت لك في الاستشارة السابقة بأنني أخاف من الحفلات، ولا أنام في ليلتها، وذهبت للعيادة كي أعالج بشرتي، لكنهم استخدموا جهازاً معطلاً أحرق يدي، وصار بمكان الخرق علامة باللون البني.
لا أدري هل أحزن على مشاكلي النفسية، أم أحزن على مشاكل بشرتي، أم أحزن من الضغوط الدراسية!
هل سأظل قلقة ومكتئبة وخائفة؟ كيف سأكمل حياتي على هذا النحو؟ لماذا لا أكون طبيعية مثل بقية الناس؟
مستغربة من حالتي، علما أنني ختمت كتاب الله، وأقرأ القرآن دائما، وأردد الأذكار والاستغفار، ولم أقبل على الزواج إلا بعد التوكل على الله، وأنه سيعينني ويشرح صدري.
في النهاية أعلم بأن الزواج نعمة من الله، ويجب شكره حتى لا تزول النعم -الحمد لله-، وأعوذ بالله من شر نفسي ومن شر الشيطان.
أعلم أنني أطلت الكلام، ولكنني لا أجد من أتحدث معه، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك مرة أخرى، وأسأل الله تعالى أن يسعدك، وأن يتم زواجك، وأن تفرحي به، وأن تسعدي به.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنتِ لم تتعالجي، أنتِ لم تقدمي على خطوات علاجية حقيقية، والقلق الذي ينتابك الآن هو قلق توقعي، ومن الطبيعي جدًّا أن تقلقي حتى نحو الأحداث السعيدة مثل الزواج مثلاً، لكن بما أنه لديك أصلاً شيء من الهشاشة النفسية والقلق المرتبط بتكوينك النفسي والوجداني، فهنا اشتعلت نار القلق والتوتر، وأصبح الفكر فكرًا متشائمًا بالصورة التي نراها.
الدواء مهمٌّ جدًّا في حالتك، والدواء سليم، والدواء فاعل، فلا تجعلي القلق والوسوسة تصدّك وتحرمك عن نعمة العلاج، وأنا أقترح عليك أن تذهبي إلى طبيب نفسي اليوم؛ لتزداد قناعاتك بأهمية الدواء في حالتك، وأنا متأكد أن الأمور سوف تتغيَّر إذا تناولتِ الدواء وتتغيَّر بصورة إيجابية جدًّا، ويحدث لك الكثير من الاسترخاء والقبول لما هو مرفوض الآن.
أُكرِّر وأرجو ألَّا تحرمي نفسك من نعمة العلاج أبدًا، اذهبي إلى الطبيب وتناولي الدواء، و-إن شاء الله تعالى- كل شيء سوف يتغيَّر ويتبدّل ويُصبح إيجابيًا -بإذن الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.