ما زال طفلي لا يتكلم وعليه تصرفات غريبة.. أرجو التوضيح
2017-10-26 05:41:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب، لدي طفل من مواليد 2009، لا يتكلم حتى الآن، رغم أن الأطباء فحصوا له السمع والدماغ، وكانت النتائج سليمة، لا ينطق أبدا إلا "با" بدل بابا و "ما" بدل ماما، وإذا كان سعيدا يقفز ويضحك، وإذا كان حزينا أو غاضبا يبكي ويصرخ، ويضرب رأسه بقوة، عصبي جدا، لا يشارك في اللعب أبدا، شديد التسلط، ولا يتشاجر مع الآخرين، أحيانا يبكي ويضحك بلا سبب، ويعبر عن رغباته بالصراخ، وإن لم ينفذ طلبه يبكي مع صراخ، ولا يميز الصحيح من الخطأ إلا أحيانا، ولا يستجيب للأمر إلا قليلا لأنه لا يعرف أسماء الأشياء، ولا يدرك ماذا يفعل؟
لا يخجل أبدا، بل قد يتبول في الشارع حتى أمام الناس، يهتم بالنظافة، ويخاف الظلام كثيرا، كثيرا ما تعرض للضربات على رأسه، عندما كان صغيرا أصابته حرارة مع اختلاج، يعني حرارة مركزية، وعند ولادته تأخر حتى بكى، تعاطت الأم خلال الشهر الأول من الحمل مسكنا للأضراس بروكسيمول، وأصيبت خلال الحمل في الشهر السادس بجرثومة في المجاري البولية، فما تشخيصكم للحالة؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله تعالى لهذا الابن العافية، وأشكرك -أخي- على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت أعطيت معلومات مفيدة حقيقة عن هذا الابن، وأنا متأكد أنك قد عرضته على أطباء فيما مضى، ومن الواضح جدًّا أن هذا الابن محدود جدًّا من حيث المقدرات المعرفية والمهارات الاجتماعية والسلوكية، ولديه بعض التصرفات الغير طبيعية، وذلك نسبةً لافتقاده للاستبصار.
أخي الكريم: هذا الابن يحتاج لرعاية طبية، أرجو أن نُتيح له هذه الفرصة، مثلاً تصرفات غير سويَّة: هذه يمكن احتواؤها بأدوية بسيطة، عقار مثل الرزبريادون بجرعة واحد مليجرام قد يكون مفيدًا له، لا أريدك أبدًا أن تُعطيه هذا الدواء، لكن مجرد مقترح بعد أن تعرضه على الطبيب.
أيضًا هذا الابن بعد أن يهدأ قليلاً عن طريق الدواء هنا يمكن أن ندخل معه في برامج تدريبية، برامج لأساسيات الحياة، مثلاً موضوع التبول في الشارع كيف نُنْهيه عنه؟ كيف نُعلِّمه أن يقضي حاجته في البيت؟ الأمور البسيطة فيما يتعلق بلبسه ونظافة أسنانه وأظافره وشيء من هذا القبيل، هذه هي المكونات والمتطلبات التأهيلية الأولية، وكل إنسان يمكن أن يتعلَّمها، وكل إنسان يمكن أن يتدرَّب عليها مهما كانت المحدودية في تفكيره.
فيا -أخي الكريم-: اعرض هذا الابن على الطبيب المختص، يمكن طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب قد يكون مفيدًا جدًّا لابن الابن، وأيضًا الطبيب النفسي قد يلعب دورًا إيجابيًا في توجيهه وإرشاده، وإجراء بعض الفحوصات الطبية له، ووصف أحد الأدوية التي تُساعد في تهدئه نسبيًا، مما يُتيح لكم فرصة تأهيله.
بالنسبة للأسباب: هذه الحالات أسبابها متعددة جدًّا، ليس من الضروري أن يكون السبب وراثيًا، وليس من الضروري أبدًا أن يكون سببه المسكن الذي تناولته والدته في أثناء الحمل، وأنا أستبعد ذلك كسبب تمامًا، وفي بعض الأحيان الإصابة الدماغية، قلة الأكسجين من الدماغ، تأخر الولادة، أشياء كثيرة حقيقة قد تكون هي السبب، المهم هو السعي نحو تأهيله بقدر المستطاع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.