يتساقط شعر جسمي بأكمله، فما تشخيص حالتي؟
2017-11-12 00:49:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شاب، عمري 26 سنة، مشكلتي بدأت منذ حوالي 5 سنوات، وهي تساقط الشعر من كامل أنحاء جسمي، على رغم من أنه تساقط بطيء، إلا أنه لم يتوقف طوال هذه السنوات، وبدأت تظهر علامات التساقط في رأسي وحواجبي، فأنا لم أذهب إلى الطبيب، أريد منكم مساعدتي، وتشخيص حالتي، وعلاجها؟
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فربما يكون ما تعاني منه هو مرض الثعلبة، وهو مرض جلدي يؤدي في الغالب إلى فقد الشعر في أماكن محددة, وعادة ما يصيب فروة الرأس, ولكنه يمكن أن يصيب أي مكان به شعر, مثل الذقن, والشارب, والحواجب, والرموش, وغيرها من الأماكن التي يوجد بها شعر.
ويختلف العلاج باختلاف النوع، فإذا كان المرض محدداً بفروة الرأس وتوجد بعض الأماكن الخالية من الشعر Alopecia areataفهنا يكون العلاج الأمثل باستعمال العلاجات الموضعية، أو الحقن الموضعي بعقار (Triamcinolone acetinoide) بعد التخفيف اللازم، ويمكن أن يصيب المرض أماكن أخرى بها شعر مثل الحواجب والرموش أو حتى شعر الأطراف والجسم، وتوجد منه أنواع تصاب فيها فروة الرأس بالكامل (Alopecia totalis)، وتوجد أنواع يصاب بها الشعر في كامل أنحاء الجسم Alopecia universalis.
مرض الثعلبة مرض مناعي, وليس له سبب واضح, وغالبا ما يصيب الأصحاء, ولكن مرضى الثعلبة يكونون أكثر عرضا للإصابة بالأكزيما التابية, أو الربو, أو حساسية الأنف, وكذلك بعض أمراض الغدة الدرقية المناعية, والبهاق, والأنيميا، وأنصح أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات؛ للتأكد من عدم وجود أي مشكلات أخرى مصاحبة للمرض الجلدي.
نوع الثعلبة الذي تعاني منها هي النوع الشامل، ويعرف علميا باسم (Alopecia universalis)، وهو من أصعب الأنواع استجابة للعلاجات المتاحة المتعددة، وبالأخص بعد مرور مدة زمنية طويلة، والعلاجات المتوفرة تهدف لإعادة إنبات الشعر مرة أخرى، وليس لها علاقة بأسلوب تطور المرض، أو استمرارية وجود الشعر الذي تم إنباته عن طريق العلاج إذا توقفت عن استعماله.
نتيجة العلاج يكون أفضل في الأطوار الأولى من المرض، وتزداد صعوبة مع مرور الوقت، واستقرار الحالة، وإذا كان ما زال هناك شعر، وإذا يوجد تدهور سريع في الحالة فيمكن العلاج بالكورتيزون أو أدوية مناعية أخرى متعددة لمحاولة السيطرة على الموقف، ويكون العلاج تحت أشراف الطبيب لوجود آثار جانبية مصاحبة لتلك الأدوية وموانع للاستعمال وأساليب محددة للمتابعة للوقوف علي أي متغيرات، أتصور في حالتك وبعد مرور 5 أعوام على تساقط الشعر فالاستجابة ربما تكون غير كاملة وغير مرضية بشكل كاف، وقد تعرض نفسك لآثار جانبية كثيرة إذا تم علاجك بأدوية الكورتيزون بالفم أو بالعلاجات المناعية عن طريق الفم أو الحقن، وقد تعود المشكلة بعد التوقف عن العلاج.
لا توجد خطورة من ترك المشكلة التي تعاني منها بدون علاج، ويعتبر ذلك من الخيارات التي تجنبك الكثير من المشكلات المتعلقة بالعلاجات المتعددة، والتي ربما لن تعطي لك النتيجة المرجوة.
أخيرا: توجد وسائل لإخفاء الأماكن التي فقد منها الشعر، وكذلك بعض الإجراءات التجميلية لتدارك مشكلة اختفاء الرموش والحواجب، ويمكن مناقشة كل هذه الأمور مع طبيب الجلدية المعالج، والذي من المهم أن يكون مشهود له بالكفاءة وتقييم الأمور بحكمة، وعلاجك بأفضل الطرق المتاحة والتي يجب تفصيلها علي حسب حالة وظروف كل مريض على حدة، ولا يمكن تعميمها على كل المرضى.
أما إذا كانت المشكلة تساقطا في الشعر عاديا وبدون فقد كامل له من بعض الأماكن فربما كنت تعاني من مشكلة داخلية لا تجعل الشعر ينمو بشكل مثالي، وبالتالي لا تستكمل دورة حياته بشكل كامل، ولذلك يتساقط بطوله بشكل يومي، وهنا يجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات والحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق وغيرها من الأمور الأخرى.
وفي ذلك الإطار يجب تدارك وعلاج أي من المشكلات المذكورة بواسطة أطباء متخصصين لإمكانية تسببها في تساقط الشعر الذي تعاني منه، وفي العادة يتوقف التساقط بعد علاج سبب حدوثه بثلاثة إلى ستة أشهر، ويمكن استعمال بعض محفزات نمو الشعر، أو الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، مثل: (Phyto, Ecrinal, Ducray) وغيرها.
أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظكم من كل سوء.