اكتشفت بأن أخت زوجي تحرضه علي، فكيف أتعامل معها؟
2017-11-09 02:04:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
اكتشفت مؤخرا أن أخت زوجي تحرضه علي، حيث أني بالصدفة رأيت رسائل في جوال زوجي، وكأن ربي أراد أن ينبهني، كنت أحترمها وأعاملها مثل أختي، لم أواجه زوجي بأمر لتفادي المشاكل، حاليا أكلمها، وكأن ليس هناك أي شيء من أجل زوجي، لكني أحس وكأني أنافقها فماذا أفعل؟ هل أواجهها وأقطع صلتي بها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زبيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك – أختي الفاضلة– وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلاً الله لك التوفيق والسداد.
- لاشك أن التفتيش والاطلاع على رسائل زوجك من جواله أو غيره من إذنه محرّم شرعاً؛ كونه من التجسس المنهي عنه في قوله تعالى: (ولا تجسسوا), مما يستلزم منك التوبة من هذه المعصية.
- ما تشكين منه –أختي الفاضلة– يشكِّل مشكلة في كثير من البيوت, حيث تغار وتحسد أم الزوج أو أخواته زوجته, لوهم أن يبقى حبه وقلبه وماله أحياناً لهم دونها, وظنهم أنهم هم الأحق به, وأن الزوجة جاءت لتسرقه من أسرته, وأنها لا تحمل لزوجها المودة الخالصة بزعمهم, والحسد أول معصية عُصي الله تعالى بها كما فعل عدو الله إبليس لعنه الله وأعاذنا منه مع أبينا آدم عليه السلام ولأجله قتل قابيل أخاه هابيل, وألقى إخوة يوسف أخاهم يوسف عليه السلام في غيابة الجُب.
- ولذلك فإن تفهُّم أساس هذه المشكلة مما يعين على حسن مواجهتها وتجاوزها بإذن الله تعالى.
- أوصيك بالدعاء أن يحفظك الله وزوجك من كل فتنة وسوء, وأن يصلح أخت زوجك ويردها إلى الحق رداً جميلا, كما ولاشك أن بقاءكِ في بيت مستقل مع زوجك بعيداً عن السكن مع أخته أو أهله, هو الأصل والأفضل للبعد عن أسباب المشكلات, إلا لضرورة, فإذا كنتِ في بيت مستقل – وهو الظاهر – فاحمدي الله تعالى فإن ذلك مما يخفف من آثار التحريض عليك, وأما إن لم يكن الأمر كذلك, فأوصيك بزيادة منسوب الصبر والحكمة لديك, وأحسن ما يمكن أن تواجهي به تحريض أخت زوجك – أصلحها الله وهداها – بالمعاملة الحسنة في كل الأحوال (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم), وهو رد عملي على الافتراء القولي, وذلك بالتحلي بالهدوء والصبر والحلم والتغافل (التغافل سيد الأخلاق) كما قال الشاعر:
"ليس الغبيُ بسيدٍ في قومهِ ** لكن سيد قومه المتغابي".
- ولاشك أن الزوج العاقل إذا قارن وقابل بين سلوك كلٍ من أخته وزوجته سيجد الفرق, وسيعلم الافتراء من غير دخولك في مواجهة تتحملين تكاليفها المرهقة نفسياً ومادياً.
- فمن الجميل عدم الإساءة أو الرد عليها, بل الثناء عليها بالخير, ومعاملتها بالتي هي أحسن, فكما يقال : الإنسان أسير الإحسان, قال الشاعر:
"أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ ** فطالما استعبد الإنسان إحسانُ".
- وذلك بالرد العملي بعكس ما تتهمك به, فلو كانت مثلاً تتهمك بالبخل أن تحسني إليها, أو تتهمك بالتقصير في الخدمة أن تجتهدي فيها ما أمكن, وهكذا, فالرد بلسان الحال أبلغ من لسان المقال.
- وأما إذا واجهك زوجك صراحةً بهذه الافتراءات, فيلزمك رد الشبهة وإقامة الحُجّة وإبراء الذمّة, بالمنطق والحجّة بهدوء واتزان وحكمة والدعاء لها بالعفو والمسامحة.
- أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته, ويهدينا إلى أحسن الأخلاق وأحسن الأعمال, ويلهمنا الرشد والحكمة والصبر والصواب والتوفيق والسعادة والسداد, وأن يجمع شملك وزوجك على سكن ومودة ورحمة, ويصرف عنكما السوء وأهله, والله الموفق والمستعان.