فهل يمكن لمريض الوسواس أن يجن أو ينتحر أو يقتل؟
2017-11-12 01:12:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أبلغ من العمر 25 سنة، منذ ثلاث سنوات أصبت بوسواس قهري وخوف من الموت، وأحيانا أفكار انتحارية، عانيت كثيرا، وزرت طبيبا نفسيا، وصف لي دواء (fluoxet)، وبالفعل تحسنت حالتي تدريجيا، وبعد أشهر تعافيت تماما، ولكنني أكملت العلاج لمدة سنة، ومنذ ذاك الوقت إلى القريب العاجل لم أصب بأي نوبة.
مؤخرا بسبب ضغوط أعيشها أصبحت مكتئبة جدا، فعادت تراودني أحيانا مخاوفي من الموت، ونوبات الهلع، وأيضا أحس بأن صوتا بداخل رأسي يأمرني بأن أنتحر أو أقتل أعز شخص أملكه، وأتخيل الموقف، وأحس بأن جسدي يدفعني لإيذاء نفسي، أو إيذاء شخص آخر، ولم يتبق إلا القليل للقيام بالأمر، أو أحس بأني سأجن وسأفقد عقلي، وتبدأ الأفكار برأسي بأنني مريضة نفسية، وسيتفاقم وضعي وسأجن أو أفقد السيطرة على نفسي وانتحر أو أقتل، خاصة إذا سمعت بشخص انتحر أو قتل أو جن، أحس فعلا بأن شيئا سيئا ينتظرني، فهل يمكن لمريض الوسواس أن يجن أو ينتحر أو يقتل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مريض الوسواس القهري يُعاني في صمت، ويتألَّم، وكل ما يحصل هو بداخله من حيث هذه الأفكار الوسواسية المتكررة التي لا يستطيع مقاومتها، وأحيانًا طبعًا قد يأتي بأفعالٍ تكونُ جزءًا من الوساوس القهرية لإراحة الوسواس لفترة من الوقت، فمثلاً النظافة المتكررة للذي عنده وسواس أنه نجس أو ليس طاهرًا، ولكن حسب علمي مريض الوسواس القهري لا ينتحر؛ لأن له بصيرة شديدة حتى ولو تضايق مضايقة شديدة، إلَّا إذا كان الوسواس القهري جزءا من الاكتئاب، الذين ينتحرون عادة هم مرضى اكتئاب، ولكن مرضى الوسواس القهري لا ينتحرون، ولا يأتون بأفعال عنف، يُعانون بصمت لفترات طويلة، ويتخوّفون من أن يفقدوا السيطرة، ولكنهم عادة لا يفقدونها.
يا أختي الكريمة: طالما تحسَّنت على الفلوكستين فلا بأس من العودة إليه مرة أخرى، وهو علاج فعّال في مرض الوسواس القهري، ولا يُسبّب الإدمان، ويمكن التوقف عنه في أي وقت، حتى لو استمريت عليه لعدة سنوات، ويمكن زيادة الجرعة إلى حبتين، إذا كانت الحبة الواحدة غير كافية.
وإذا استطعت أيضًا أن تتعاوني وتتواصلي مع معالج نفسي للعلاج السلوكي المعرفي فهذا يكون أفضل؛ إذ أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي أكثر فعالية في علاج الوسواس القهري من العلاج الدوائي لوحده، والعلاج النفسي فائدته أنه عندما يتوقف الإنسان من الدواء عادة لا تعود الأعراض مرة أخرى.
فأرجو أن ترجعي إلى تناول الحبوب، وتحاولي أيضًا المتابعة مع معالج نفسي وتتلقي علاجًا سلوكيًا معرفيًا لتزول هذه الأعراض والتعب الذي تعانين منه.
وفقك الله وسدد خطاك.