أشعر أن هناك أمورا تمنعني من المذاكرة
2017-12-10 01:32:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
طالب في كلية الآداب قسم إنجليزي، وأحضر معظم المحاضرات، وأنتظم ورغم رغبتي الشديدة على المذاكرة، لكنني لا أستطيع أن أذاكر، أحاول وأجلس على المكتب وأفتح الكتب ولكنني لا أعرف إطلاقا ما يحدث، وأكرر لا أعرف إطلاقا ما يحدث، وهذا يؤلمني أكثر ويحيرني بشدة لأنني أتوه ولا أعرف إذا ما كنت مقصرا أو مهملا أو متكاسلا، أم أنني غير قادر رغما عني؟!
أيضا من قبل الدراسة في الإجازة كنت أحاول أن أذاكر لتقوية الإنجليزي ولكن تمر الأيام ولا أعرف ما يحدث؟! فأحيانا أشعر أن الأيام تضيع لأسباب أخرى، أو أنني متكاسل، وأحيانا أشعر أنني فعلا لا أستطيع، وأظل هكذا وتمر الشهور ولا أفعل شيئا، ويزيد ألمي لهذا؛ لأنني لو رسبت ستكون كارثة.
وأعود لحضور المحاضرات فأشعر باستجابة وأنني سأعود لألتهم الكتب ولكن لا شيء، وأقوي في نفسي الإرادة وأقول سأحاول وأظل هكذا أحاول بلا أي نتيجة، وتمر الأيام وأنا على أعتاب الامتحانات وكما قلت من شهور الإجازة عندما كنت أريد المذاكرة الخارجية كنت أحاول أكثر من تلك الأيام.
أحيانا أشعر كأن الظروف تعاندني وأن أمورا تحدث وتعطلني عن المذاكرة، ولكن أحيانا أجلس برغبة ولكن كما وصفت في البداية وهذا الأغرب أنني أفتح الكتاب وأظل هكذا، وتتحطم قدرتي على المذاكرة لسبب لا أعرفه، فحقا ستكون كارثة لو رسبت!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعجبني في رسالتك رغبتك في أن تكون متفوقاً، واعلم أن الجد والمثابرة مع وجود العزيمة وقوة الإرادة، ووجود هدفٍ يوجهها ويوقد الهمة كلما فترت من أهم الأسباب للتفوق الدراسي.
أما أنك تمتلك الرغبة ولكن ما إن جلست إلى مكتب الدراسة تتلاشى؛ فلا بد من وجود أسباب وعليك أن تقف عليها حتى تستطيع أن تحل مشكلتك.
ومن أهم أسباب فتور الهمة:
1- الذنوب والمعاصي: فلعلك تقوم بأشياء لا تدرك أنها ذنب ومعصية، مثلاً: مشاهدة الأفلام السيئة، الاستماع إلى الأغاني، صداقات مع فتيات، أو علاقة عاطفية مع فتاة بعينها، فالحب يُضعف قوة التركيز ويشتت الذهن، ويُضعف الذاكرة، مما يجعل الطالب يفقد الرغبة في الدراسات ويقضي ساعات وهو سارح في خياله مع من يحب، غارق في التفكير به.
2- التسويف والمماطلة: وذلك أن تعتقد أن الامتحان بعيد، وما زال معك متسع من الوقت، فلا تذاكر الدروس في وقتها، فتتراكم عليك شيئاً فشيئاً فتشعر أنك غير قادر على المتابعة والدراسة، وتبقى تعيش في حالة التمني بعد أن يفوت الأوان.
3- عدم وجود هدف واضح لديك، فإن تحديد الهدف من الدراسة يعتبر من أقوى الدوافع التي تشحذ الهمة، وتعطي الإنسان قوة للانطلاق، فهل سألت نفسك مرة ما الهدف من دراستك؟ وما المجالات التي من الممكن أن تستثمر فيها هذه المعلومات التي تكتسبها؟ إجاباتك على هذه الأسئلة جداً مهمة.
4- الفوضى وفقدان التنظيم: أي أنك تدرس صفحة من هنا وصفحة من هناك مما يسبب تشتتاً في ذهنك، وضعف القدرة على الحفظ.
5- الرسائل السلبية التي ترسلها إلى دماغك مثل: أنا غير قادر على الدراسة، أنا أشعر بالكسل، أنا كذا ... أنا كذا.... فتجعل عقلك اللاواعي يصدق هذه الرسائل السلبية بحكم تكريرك لها فيتعامل معك على هذا الأساس، فما إن تجلس على طاولة الدراسة حتى تشعر بالملل والضجر.
6- الصحبة: إن مصاحبة بعض الأشخاص لا فائدة منها سوى أنهم يمنحونك الطاقة السلبية، وخاصة إذا كانوا لا يحبون الدراسة، أو ليس لديهم أهداف في الحياة، وما الجامعة بالنسبة إليهم إلا ميدان للهو واللعب، انتبه لنفسك إن كان أصدقاؤك من هؤلاء فهم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فتور همتك دون أن تدري.
الحلول والعلاج:
1- راقب نفسك بجلسة صفاء هادئة، ما هي الذنوب التي ترتكبها، وما العادات السيئة التي تمارسها؟ وسجلها في ورقة، وضع برنامجاً لنفسك لتتخلص منها واحدة تلو الأخرى، وكن منطقياً، فلا يمكنك الإقلاع عنها كلها دفعة واحدة، وإنما حدد لكل عادة وقتاً مخصصاً واستبدالها بعادة حسنة، يقول علماء النفس: إن خمسة عشرة يوماً كافية للإقلاع عن عادة سلبية واستبداها بعادة إيجابية.
2- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وإنما قم بالدراسة اليومية، من خلال متابعة المحاضرات، والمثابرة على حضورها، والحرص على الصفوف الأولى، مع مشاركة أساتذتك وزملائك بالحوار والنقاش حتى تترسخ معلوماتك أكثر وأكثر.
3- ضع برنامجاً محدداً للدراسة، واحرص أن يكون مكتوباً، وضعه في مكان بحيث لا يغيب عن عينك، نظم من خلال البرنامج ساعات الدراسة والمواد المقرر دراستها، مع تحديدها بالوقت والتاريخ، وليكن في برنامجك نشاطات ترفيهية، حتى لا تشعر بالملل، واعتمد مبدأ مكافأة الذات، فإن قمت ببرنامجك على الوجه المرضي فقم بمكافأة نفسك بشيء محبب إليها.
4- الرسائل الإيجابية: أعط نفسك دائماً رسائل إيجابية: أنا قادر ... أنا أستطيع ... أنا طالب مجد ... أنا متفوق في دراستي.. تخيل لحظات نجاحك وتكريمك من قبل عميد الكلية لأنك كنت الأولَ على جامعتك، تخيل أصدقاءك وهم يهنئونك وعيونهم ملأى بالغبطة، عش هذه اللحظات بكل تفاصيلها ومشاعرها، فهي ستعطيك القوة والحافز.
5- احرص على صحبة الأشخاص الإيجابيين الذين ينهضون بك، المتميزين في دراستهم، وليكن بينكم تنافس على التميز والنجاح، وتسابق لنيل الدرجات الأولى.
6- المحافظة على الصلوات في أوقاتها، واحرص أن تكون في جماعة، والمحافظة على أوراد الصباح والمساء، وكذلك الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهي تفتح أبواب الرزق ليس المادي فحسب بل والمعنوي أيضاً، وتورث القلب راحة وانشراحاً وإقبالاً.
7- خصص جزءاً من وقتك لممارسة الرياضة، فالرياضة تنشط الدماغ، وتجعلك أكثر حيوية ونشاطاً.
أسأل الله أن يجعلك من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة.