مريض نفسي وأتناول الأدوية، فهل تناول الدول لمدة طويلة له آثار سلبية أو إدمانية؟
2017-12-11 00:27:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الدكتور الفاضل جعل الله مساعدتك لنا فى ميزان حسناتك.
أصبت بالقلق النفسي منذ 6 سنوات تقريبا، وزرت وقتها الطبيب الذي وصف لي الأدوية التالية:
- سيبرالكس 10 مرة واحدة صباحا.
- بوسبار 15 صباحا ومساء.
- كونكور 2.5 نصف حبة صباحا.
توقفت عن زيارة الطبيب بعد ستة أشهر من بداية العلاج، واستمررت حتى الآن أتعاطى نفس الأدوية بانتظام طيلة 6 سنوات.
أما عن حالتي فما زلت أعاني من القلق بدرجات مختلفة ولكنها بالطبع أقل كثيرا من البدايات، لكنني ما زلت أعاني من قوة نبضات القلب، وضيق التنفس، وكثيرا من المخاوف، وأحيانا الشك أو الوساوس في الله -عز وجل-.
سؤالي الآن: هل تعاطي الدواء لكل هذه المدة له آثار سلبية أو إدمانية؟ وأيضا بماذا تنصحني في أنواع الأدوية التي أتعاطاها، وهل حالتي تستدعي العلاج مدى الحياة.
لك كل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من أروع الأدوية الشافية التي يمكن للإنسان أن يتعاطاها هي ما ورد في القرآن والسنة، ولك أن تعلم أن الله خلق الملائكة وجلبهم على طاعته، فالملائكة عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد خلقهم الله وجبلهم على طاعته وعبادته، فمنهم الموكل بالوحي، ومنهم الموكل بالأرزاق، ومنهم الموكل بالجبال، ومنهم المخلوق للعبادة والصلاة والتسبيح وذكر الله، ومنهم حملة العرش.
أما خلق الإنسان فمسألة أخرى، ففيه الخيرة بين الطاعة والمعصية، قال تعالى في سورة الرحمن: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)).
وبعد خلق الإنسان أرسل الله له الرسل على فترات لتذكيره بالتوحيد وجاءت رسالة الإسلام بالتشريع الخاتم الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا فصل الإسلام فيها ولم يجد المشككين في الإسلام ثغرة لينفذوا منها للنيل من الإسلام وشرائعه، وفي الحديث عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ، إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ".
فلا مجال للتشكيك في فضل الله وعفوه، وعليك بنفسك لا يضرك كثرة الفساد في الأرض فسوف تبعث وحيدا، وتحشر وحيدا، وليس معنى أن الله يمد لعبد فاسد، أو حاكم طاغ أن نشك في منظومة الحق عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، قال: ثم قرأ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾؛ متفق عليه.
وعليك بتغذية روحك كما تغذي جسدك، وغذاء الجسد لا يكفي لإصلاح الجسم والنفس، بل يحتاج الأمر إلى غذاء الروح من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، كذلك عليك بدوام الدعاء والاستغفار، قال تعالى في سورة نوح: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموالٍ وبنينَ * ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً}، وعليك بممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وتناول الأدوية كل تلك الفترة أمر غير مستحب، ويمكنك الاكتفاء بتناول حبوب سيبرالكس 10 مرة واحدة صباحا عدة شهور ثم التوقف عنها وملاحظة الفرق، وعليك بضبط مستوى فيتامين (د) من خلال أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع تناول منتجات الألبان، وتناول حبوب كالسيوم 300 مج مرتين في اليوم لمدة شهرين على الأقل صباحا ومساء.
وفقك الله لما فيه الخير.