لماذا أكره من أشعر بحبه لي؟

2005-05-16 10:37:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، أقوم ببعض الأفعال وأنا لست راضية عنها، ولكني لا أدري كيف أتخلص منها، وهي أني في محيط المجتمع الذي أعيش به بحكم عملي أو دراستي أقابل العديد من الناس، ولكن مشكلتي هي أني عندما أرى شاباً جميل المظهر أو الوجه أعجب به في البداية، ثم أحاول بكل ما عندي من جهد أن أجعله يبادلني نفس الشعور، وبعد محاولات طالت أم قصرت يغرم بي الشاب، فإما أن يبوح لي مباشرة عما بداخله من حب، وأنه يريد أن يرتبط بي وأني فتاة أحلامه، وإما أن لا يبوح، ولكنه يظهر عليه بكل وضوح من أفعاله أنه يحبني ويغير علي.

المشكلة هنا أني أمقته وأحاول الابتعاد عنه بمجرد أن أشعر أنه قد وقع في حبي! لا أدري ما الذي يحدث، فإني لا أستطيع أن أتحكم في هذا الأمر، ولا أدري ما أنا فيه: أمرض نفسي أم لا؟ ولو كان كذلك فكيف أتخلص مما أنا فيه؟ وهذا الأمر ظل معي حتى بعد أن تمت خطبتي، وحتى خطيبي بمجرد أن باح لي بحبه أحس أني أكرهه، بالرغم من أنه كان فارس أحلامي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا نستطيع أن نقول: إنك مصابة بمرض نفسي، ولكن من وصفك يظهر أن لديك صعوبات في شخصيتك، فشخصيتك هي من النوع الوجداني الذي يحاول شد الانتباه، ثم يتحول إلى ما يعرف بالإسقاطية، والتي تتمثل في الكراهية والرفض.

لا شك أن تكوين الشخصية وكذلك إصلاحها يتطلب الكثير من الوقت والجهد، ولا بد أن ينظر أولاً إن كان لديك أي نوع من التراكمات أو الاحتقانات النفسية، ومن خلال تفريغها والتخلص منها يمكن أن تُصبحي أكثر واقعية في تعاملك مع المجتمع.

مثل حالتك ربما تتطلب المواصلة مع أخصائي نفسي، ولكن بصفةٍ عامة يمكنك أن تُعيدي صياغة تفكيرك، وذلك بالنظر للأمور بجدية أكثر، ولا تهتمي بالمظهر، حيث إن جمال النفوس هو الأهم.

أرى أنك أنت الآن مُقدمةٌ على مرحلة جديدة بعد الخطوبة، والتي أسأل الله أن يجعل لك فيها خيراً كثيراً، وأن تنتهي بالزواج في القريب العاجل، وأنا متفائل جداً من أن الشعور بالمسئولية ومتطلبات الزواج وانتقالك إلى مرحلة عمرية وحياتية أخرى؛ سوف يساعدك كثيراً في التخلص من المتناقضات الوجدانية التي تعانين منها.

سيكون أيضاً من الأفضل والأجمل لك أن توجهي طاقاتك النفسية نحو الأنفع لك، كالتركيز على دراستك، والعمل، كما أن استشارة وصحبة الأخوات الفاضلات من ذوات الدين؛ سيكون -إن شاء الله- فيه خير ومنفعة كثيرة لك.

أسأل الله لك زواجاً سعيداً، واستقراراً نفسياً.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net