صعوبة التعلم وتأخر النطق والتخلف الخفيف في التصرفات وإمكان توارثها
2005-05-17 09:59:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لخطبتي شخص مستقيم وناضج، لكن هناك مشكلة لم أستطع فهمها، وهي أن والدته تعاني من تخلف عقلي بسيط، هي امرأة ناضجة ومتدينة ولكن نحس بأن استيعابها وعقلها أقل من الجميع، والذي أثار شكوكي أكثر أن بعض إخوانه وأبناء أخته لديهم نفس المشكلة من صعوبة التعلم وتأخر في النطق، وتصرفاتهم أقل من عمرهم في طريقة الحديث والتصرف، فهل هذا مرض؟ وهل له مصطلح علمي لكي أحاول أن أطلب منه الكشف المبكر قبل الزواج عن العوامل الوراثية؟ وهل يظهر في التحاليل شيء من هذا القبيل وينتقل بالجينات؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك جميل جداً، وهو بالطبع يتعلق بالاستشارات الوراثية، والتي هي مهملة كثيراً في عالمنا العربي والإسلامي.
لا شك أن نسبة الذكاء والمقدرات المعرفية تتأثر بالنواحي الوراثية والجينية، ولكن الأمر ليس بالبساطة التي ربما قد نتصورها؛ لأن هنالك بعض الأمراض الوراثية التي يعرف عنها أنها ربما تسبب تخلفاً عقلياً، أما الغالبية العظمى من حالات التخلف فلا يُعرف أسبابها، أو هي نتيجة لجينات مختلطة، وهنالك نوع آخر من التخلف العقلي البسيط، والذي هو نتيجة لقلة التفاعل والاحتكاك الاجتماعي والتعليمي للأشخاص الذين لديهم أصلاً الاستعداد للقصور المعرفي.
الشيء الهام جداً أن التخلف العقلي يجب أن لا يشخّص فقط عن طريق الانطباع من جانب شخص واحد، فلابد أن تكون الملاحظة عن هذا القصور المعرفي مجمعٌ عليها من جانب عدة أشخاص، ويا حبذا لو أن من بينهم أحد المهنيين المحترفين (طبيب أو أخصائي نفسي)، كما أن هنالك اختبارات خاصة يتم إجراؤها للتأكد من الحالة، وتسمى هذه الحالة بالتخلف العقلي.
الشيء الذي أود أن أنصح به هو لا بأس من جمع المعلومات، وانتهاج أي وسائل ممكنة لمعرفة ما إن كانت هنالك أمراض وراثية في هذه الأسرة أم لا، ولكن الشيء الذي يجب أن يكون في الاعتبار هو أن نكون حذرين حتى لا نعرض هذه الأسرة للحرج .
أنا بكل أمانة وصدق أميل لأن تتزوجي من هذا الأخ الفاضل ما دام هو طبيعياً وصاحب خلق ودين، بشرط أن لا تربطك به قرابة.
وبالله التوفيق.