أشعر بضيق النفس وكتمة في الصدر أثناء السباحة والركض، ما السبب؟

2018-01-11 00:16:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر ٢٤ عاما، أعاني دائما من خفقان القلب، ذهبت لطبيب الصحة العامة فأجرى لي فحوصات الدم والفيتامينات -والحمد لله- كانت سليمة، ثم ذهبت لطبيب قلب، وقلت له أنني لا أستطيع تحمل البرد، وأرتجف منه دون من هم حولي، حيث لا يشعرون بمثل ما أشعر به، كما أنني لا أستطيع الركض ولا السباحة، حيث أشعر بضيق وحرقة في الصدر، وأبدأ بالسعال وإخراج بلغم أبيض، وينتابني وجع في الرأس وأتقيأ.

كنت أظن أن تلك الأعراض بسبب التدخين، فتركته قبل شهرين، وما زلت أعاني بعد تركه، وأحيانا أستيقظ من النوم، ولا أستطيع التنفس، وقلت للطبيب: أن أطرافي دائمة البرودة، وتصبح زرقاء في الشتاء، فقال لي: أنني أعاني من مرض رينود، وأعطاني براكسيلين 200، وقمت بإجراء تخطيطا للقلب، وقال لي: أنني أعاني من (تقطيش في القلب)، وهذا هو سبب عدم القدرة على الركض، وسألني: هل تحس بها؟ قلت: نعم، وخاصة في الصلاة، وأثناء قراءة القرآن، وعندما آخذ النفس أشعر بها تزيد، وأفقد التركيز، وأشعر بضيق الصدر، ثم أقرأ بصمت بدون تركيز، وتزيد كثيرا عند شرب القهوة.

لم يعطني دواء لهذا، وقال: أنها ستذهب مع الوقت، وبدأت بأخذ بركسيلين، ولكن زاد الأمر سوءًا، فأصبحت تزيد في الليل والنهار، ولم أستطع النوم، فتوقفت عن أخذ الدواء فتحسنت، وبعد أسبوع بدأت أشعر بها مرة أخرى، فذهبت لطبيب آخر، فأجرى لي فحص الإيكو وكانت نتيجته سليمة، وأعطاني دواء magnecalm، فما تشخيصكم لحالتي، وما الفحوصات اللازمة؟

جزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rasheed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فكلمة تقطيش القلب كلمة غير مستعملة في أمراض القلب، وربما المقصود بها اضطراب في النبض، أو ما يعرف arrhythmia وله أسباب كثيرة ليس هنا مجال سردها، ومما يساعد في اكتشاب وتشخيص اضطراب نبض القلب عمل تخطيط عادي، أو حمل جهاز الهولتر لقياس ضغط الدم، وقياس النبض لمدة أربعة وعشرين ساعة.

ومن المؤكد أن ضيق التنفس له علاقة بالتدخين، ولذلك من الرائع الإقلاع عنه وعدم العودة له، ولا مانع من زيارة طبيب أمراض صدرية لعمل اختبار التنفس عن طريق spirometry لقياس كفاءة الرئتين، ومن المهم فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين د، لأنه فيتامين ضروري جدا لتقوية العظام، و فحص فيتامين B12، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقيية TSH، وعمل تحليل بول وبراز وتناول العلاج، والمقويات بالتالي حسب نتيجة التحليل.

ومرض أو ظاهرة Raynaud's phenomenon هي حالة مرضية تحدث بسبب انقباض في جدار الأوعية الدّمويّة، فتؤدي إلى ضعف تدفق الدّم إلى العضو المتأثر بالمرض, وهي حالة عرضية تستمر لوقت بسيط لعدة دقائق ثم تزول.

وتؤثّر هذه الظاهرة على أصابع اليد وأصابع القدم، ويمكن أن تؤثّر على الأذن والأنف، وتظهر هذه الظاهرة بعد تعرض جلد المريض للبرد، أو بعد تأثر المريض لشيء يثير غضبه، نتيجة لذلك تنقبض الأوعية الدّمويّة وتضيق، مما يؤدي إلى تباطؤ في تدفق الدّم إلى المناطق المتأثرة، وهذه المناطق قد تصير زرقاء بسبب قلة الأوكسجين الذي يصل إليها، وأيضًا سيشعر أن الجلد أصبح باردًا عند لمس المنطقة المتأثرة، لأنّ الدم الذي يصل إلى الجلد لإبقائه دافئ قد أصبح أقل.

وفي هذه الظاهرة تتحول اليدين عند التعرض للبرد أو للتوتر والغضب الشديدين إلى اللون الأبيض، بسبب انقباض الأوعية الدموية، ثم تتحول إلى اللون الأزرق لزيادة نسبة الدم غير المؤكسد، مع وجود تنميل، ومن الاختبارات التي قد تشير لوجود المرض، أو الظاهرة اختبار Antinuclear antibodies test، وكذلك اختبار Erythrocyte sedimentation rate، والتي تشير لوجود التهاب في الأنسجة الضامرة.

وهناك بعض الأدوية التي تؤدي لتوسع في شرايين اليدين الطرفية، مثل كبسولات norvasc وهو دواء يعالج ارتفاع ضغط الدم،
كذلك فإن الدواء الموصوف براكسيلين Praxilene 200 يوسع الشرايين والأوردة الطرفية، مما يعالج المشكلة ولكن تبقى الوقاية من ذلك المرض خير من العلاج، من خلال تجنب تعريض اليد والقدم إلى الجو البارد, ومحاولة لبس القفازات والجوارب الدّافئة في الطّقس البارد، حيث أن مجرد الشعور بالبرد من الممكن أن تجلب هذه الحالة، مع تجنب الغضب قدر الإمكان، والامتناع عن التدخين، وعدم العودة له، لأن التدخين يزيد من ضرر الأوعية الدمويّة، وسوف يزيد من كثرة النوبات، ومع ارتداء ملابس شتوية قد تختفي تلك الظاهرة تماما -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net